| التوضيحات الجلية في بيان فساد منهج المدرسة الصوفية الحضرمية | |
|
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
تركيه الخضرى المدير المساعد
عدد الرسائل : 3347 نقاط : 10540 تاريخ التسجيل : 19/02/2010
| موضوع: التوضيحات الجلية في بيان فساد منهج المدرسة الصوفية الحضرمية الثلاثاء 11 مايو 2010, 7:40 pm | |
| إن الإسلام في أصوله وأحكامه وخصائصه ثابت لا يتغير، والمنتسبون إليه يتغيرون ويختلفون ، فمنهم الكامل ، ومنهم دون ذلك ، ومنهم المفرط ، وفيهم من ليس له من الإسلام إلا الاسم . فالتفاوت بحسب تطبيقهم لأْصوله وأْحكامه . والتصوف فكرة ونحلة قديمة ، موجودة قبل الإسلام ، أصولها وأحكامها معروفة مستقرة ثابتة، بإقرار كافة الباحثين من متصوفة وغير متصوفة ومستشرقين . والمنتسبون للتصوف منهم المتحقق به ومنهم دون ذلك، ومنهم من ليس له إلا الاسم دون الحقيقة.
وبناء على هذا : إن أردنا التعرف على دين أو نحلة أو فكرة ما ، فعلينا أن نعتمد مصادرها التي منها نبعت وظهرت ، وبذلك نفهم حقيقة الفكرة كما هي . ولا يصح أن نلجأ إلى المنتسبين فنعتمدهم مصدراً ، إذ يتفاوتون في حقيقة الالتزام والتطبيق . فالإسلام مثلا : لا تُعرف حقيقته كما هي إلا من خلال القران والسنة . أما محاولة معرفة ذلك من خلال ما يصدر من المسلمين فهو محض الخطأ ؛ فليسوا كلهم يطبقون الإسلام كما هو، وليس كل ما يصدر منهم يكون بالضرورة عن تطبيق لتعاليم الإسلام .
وكذلك التصوف لا يمكن معرفة حقيقته كما هي إلا بالوقوف على مصادره الأصلية ، وهو الذي نشأ و تأسس واستقر عليه في الثقافات القديمة ، بشهادة كافة الباحثين . أما الاعتماد على المنتسبين المقلدين من المسلمين فخطأ منهجي([1]). ونستفيد من هذا التفصيل عند مناقشتنا لشبه المتصوفة وتلبيساتهم ، حين يخلطون بين تعاليم التصوف بتعاليم الإسلام ؛ بل يفرضون على العوام والجهال التصوف على أنه الإسلام ، مع التغييب المتعمد لحقيقة الإسلام ، فنشأت أجيال لا تعرف الإسلام إلا بمظهر التصوف ولباسه .
وصوفية حضرموت([2]) كغيرهم من صوفية العالم الإسلامي فكر واحد وشعائر واحدة وإن وجد اختلاف فهو شكلي ؛ وإن حاول أهله أن يجملوا صورته ويزعموا أنهم مدرسة فريدة قائمة على التعاليم الإسلامية والعقيدة الحنيفية ، والحقيقة أن كل ذلك دعاوى تفتقد إلى البينات ، وأماني تتبدد أمام الأدلة والبراهين الدامغات التي تبين وتكشف الأصول التي نشأت عليها مدرستهم الصوفية من كتبهم ومراجعهم قديما وحديثا. ومن المدافعين في هذا العصر عن المدرسة الصوفية الحضرمية الشيخ أبوبكر المشهور العدني – هداه الله ووفقه للحق والصواب - ، حيث كتب في تزكية هذه المدرسة والدعوة إلى التزامها ونبذ كل ما يخالفها رسائل عديدة لا يخفى على المنصف تعصبه فيها .
وقبل الخوض في الردود أحب أن أذكر للقارئ الكريم بعض الأصول الهامة في الاعتقاد مما يجب على كل مسلم الإيمان به مما دل عليه الكتاب والسنة وإجماع المسلمين لننظر ونقارن بين ما عليه تعاليم الإسلام وبين ما عليه صوفية حضرموت من ضلال وانحراف : _________________ | |
|
| |
تركيه الخضرى المدير المساعد
عدد الرسائل : 3347 نقاط : 10540 تاريخ التسجيل : 19/02/2010
| موضوع: رد: التوضيحات الجلية في بيان فساد منهج المدرسة الصوفية الحضرمية الثلاثاء 11 مايو 2010, 7:41 pm | |
| أولا : إخلاص العبادة لله : أما إخلاص العبودية لله تعالى فمعناه: إعطاء الألوهية حقها الكامل من التعظيم والمحبة والخضوع المطلق ، وذلك يثبت بأمور ثلاثة :
1 – ألا يبغي الإنسان غير الله يعظمه كما يعظم الله : قال تعالى : ( قُلْ أَغَيْرَ اللّهِ أَبْغِي رَبّاً وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ ) ، فكل ما اتخذه الناس من أرباب عبدوها أو عظموها من دون الله أو مع الله يجب أن يسقط ويزول سواء أكانت أرباباً من الحجر أم من البشر ، ولهذا كانت دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الملوك والأمراء ( ألا نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ ) .
ألا يتخذ غير الله ولياً يحبه كحب الله قال تعالى : (ُقلْ أَغَيْرَ اللّهِ أَتَّخِذُ وَلِيّاً فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ) ؟. وقال تعالى : ( ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً يحبونهم كحب الله ، والذين آمنوا أشد حباً لله ) . والمعنى : أنهم يحبون أندادهم وأولياءهم حباً ممتزجاً بالخضوع والخوف والتعظيم الذي لا يجوز أن يكون إلا لله ، كما تدل الآية على أنهم يحبون الله حباً عظيماً ومع هذا لم يدخلهم ذلك في الإسلام لأنهم أشركوا معه غيره في المحبة ، فكيف بمن أحب الند أكبر من حب الله ؟ .
3 – ألا يبتغي غير الله حكماً ، يطيعه كما يطيع الله : قال تعالى: ( أفغير الله أبتغي حكماً وهو الذي أنزل إليكم الكتاب مفصلا ً) . وقد اعتبر القرآن التحاكم إلى غير الله ورسوله خروجاً عن حقيقة الإيمان ، ودخولاً في طاعة الشيطان . قال تعالى : ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُواْ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيداً . وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ إِلَى مَا أَنزَلَ اللّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُوداً ) .
ثانياً – الكفر بالطواغيت: ومن أجل ذلك كان نداء الرسل جميعاً إلى قومهم : ( وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ ) . فالكفر بالطواغيت والبراءة من كل من عبدها أو والاها من دون الله ، قدمه القرآن الكريم على الإيمان بالله ، ولهذا قال تعالى : ( فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا ) . وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { من قال لا إله إلا الله ، وكفر بما يعبد من دون الله ، حرم ماله ودمه ، وحسابه على الله } رواه مسلم . فلم يجعل الإقرار بكلمة التوحيد ، عاصماً للدم والمال، حتى يضم إليها الكفر بما يعبد من دون الله . ذلك أن الأشياء تتميز بأضدادها ، فالإيمان بالحق لا يتميز ويتحقق إلا بالكفر بالباطل والبراءة من أهله .
ثالثا : اتقاء الشرك والحذر منه : وهذا الذنب هو الذي لا يقبل المغفرة بحال: ( إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ ) . والجنة حرام على المشرك ، كما أن النار مأواه ومثواه . قال تعالى : ( إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ ) . ومن الشرك الأكبر : الدعاء والاستعانة بالموتى : وهو يخفي على كثير من الناس ؛ فدعاء الموتى و المقبورين من أصحاب الأضرحة والمقامات ، والاستعانة بهم وطلب قضاء الحوائج منهم من شفاء المرضى وتفريج الكربات ، مما لا يقدر عليه إلا الله ، واعتقاداتهم بأنهم يضرون وينفعون ، هذا أصل شرك العالم . _________________ | |
|
| |
تركيه الخضرى المدير المساعد
عدد الرسائل : 3347 نقاط : 10540 تاريخ التسجيل : 19/02/2010
| موضوع: رد: التوضيحات الجلية في بيان فساد منهج المدرسة الصوفية الحضرمية الثلاثاء 11 مايو 2010, 7:43 pm | |
| وسبب خفاء هذا الشرك أمران : 1 – أن الناس لا يسمون هذا الدعاء والاستعانة والاستغاثة بأصحاب القبور عبادة ، ويظنون أن العبادة إنما تنحصر في الركوع والسجود والصلاة والصيام ونحوها. والحقيقة أن روح العبادة هو الدعاء ، كما جاء في الحديث: { الدعاء هو العبادة } . 2 – أنهم يقولون : نحن لا نعتقد أن هؤلاء الأموات الذين ندعوهم ونستغيث بهم آلهة أو أرباب لنا ، بل نعتقد أنهم مخلوقون مثلنا. ولكنهم وسائط بيننا وبين الله وشفعاء لنا عنده . وهذا من جهلهم بالله جل جلاله ، فقد حسبوه مثل الملوك الجبارين والحكام المستبدين ، لا يستطاع الوصول إليهم إلا بوسطاء وشفعاء . وهو نفس الوهم الذي سقط فيه المشركون قديماً حين قالوا عن آلهتهم وأصنامهم : ( َالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى ) ، ( وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَـؤُلاء شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللّهِ ) فالمشركون لم يعتقدوا يوماً أن آلهتهم وأصنامهم تخلق أو ترزق أو تحيى أو تميت ، كما قال تعالى : ( وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ ) . وقال تعالى : ( قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَ والأَبْصَارَ وَمَن يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَن يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللّهُ فَقُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ ) ؟ . ومع هذا الاعتقاد من المشركين في الله تعالى ، أنه خالق السموات والأرض ، وأنه الرزاق المدبر المحيى المميت.. والاعتقاد في الأصنام أنها مجرد وسائط وشفعاء لهم عند الله.. مع هذا كله رماهم القرآن بالشرك ، وسماهم المشركين ، وأمر بقتالهم حتى يتوبوا من الشرك ويقولوا: ( لا إله إلا الله ) ، فمن قالها فقد عصم دمه وماله إلا بحق الإسلام إن الله تعالى غني عن الوسائط والشفعاء ، وهو أقرب إلى عبده من حبل الوريد ، كما قال تعالى : ( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ) . وقال : ( وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ) . وبابه تعالى مفتوح لكل من أراد الدخول ، ليس عليه حاجب ولا بواب .
رابعاً : سدّ المنافذ إلى الشرك : لقد جاء الإسلام بالتوحيد الخالص ، وحارب الشرك أكبره وأصغره ، وحذر منه أشد التحذير ، واتخذ لذلك وسائل شتى ، أبرزها سد كل المنافذ التي تهب منها رياح الشرك. ومن هذه المنافذ ما يأتي :
1/ الغلو في تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم : وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الغلو في تعظيمه ومدحه فقال: { لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم ، إنما أنا عبد ، فقولوا عبد الله ورسوله } متفق عليه . وكان صلوات الله عليه إذا رأى أو سمع ما يؤدي إلى الغلو في شخصه ، زجر من قال ذلك أو فعله ، ونبهه إلى الحق والسداد . روى أبو داوود بسند جيد عن عبد الله بن الشخير رضي الله عنه قال : انطلقت في وفد بني عامر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلنا : أنت سيدنا.. قال : { السيد الله تبارك وتعالى } . وعن أنس أن أناساً قالوا: يا رسول الله ، يا خيرنا وابن خيرنا ، وسيدنا وابن سيدنا ، فقال: { يا أيها الناس ، قولوا بقولكم ، ولا يستهوينكم الشيطان.. أنا محمد عبد الله ورسوله . وما أحب أن ترفعوني فوق منزلتي التي أنزلني الله عز وجل } . رواه النسائي بسند جيد . ولما قال له رجل : ما شاء الله وشئت قال : { أجعلتني لله نداً ؟ قل : ما شاء الله وحده } . رواه النسائي . _________________ | |
|
| |
تركيه الخضرى المدير المساعد
عدد الرسائل : 3347 نقاط : 10540 تاريخ التسجيل : 19/02/2010
| موضوع: رد: التوضيحات الجلية في بيان فساد منهج المدرسة الصوفية الحضرمية الثلاثاء 11 مايو 2010, 7:43 pm | |
| 2/ الغلو في الصالحين : ومما نهى عنه الإسلام وحذر منه ، الغلو في شأن الصالحين . فقد غلا قوم في شأن المسيح حتى جعلوه أبناً لله ، أو ثالث ثلاثة ، وقال بعضهم : إن الله هو المسيح ابن مريم . وغلا قوم في أحبارهم ورهبانهم فاتخذوهم أرباباً من دون الله ومن هنا حذر الله من غلو أهل الكتاب وشنع عليهم في ذلك فقال : ( يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقِّ ) ، وقال : ( قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلاَ تَتَّبِعُواْ أَهْوَاء قَوْمٍ قَدْ ضَلُّواْ مِن قَبْلُ وَأَضَلُّواْ كَثِيراً وَضَلُّواْ عَن سَوَاء السَّبِيلِ ). وأول شرك وقع في الأرض – هو شرك قوم نوح وكان سببه الغلو في الصالحين كما جاء في صحيح البخاري عن ابن عباس في شأن ( ود وسواع ويغوث ويعوق ونسر) قال : ( هذه أسماء رجال صالحين من قوم نوح ، فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم : أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا فيها أنصاباً ، وسموها بأسمائهم ففعلوا.. ولم تعبد ، حتى إذا هلك أولئك ونسي العلم ، عبدت ) . ومن هنا نعلم أن غلو بعض المسلمين فيمن يعتقدون صلاحهم وولايتهم لله ، وبخاصة أصحاب الأضرحة والمزارات ؛ يؤدي إلى أنواع من الشرك : كالنذر لهم والذبح لهم والاستعانة بهم والإقسام بهم على الله ونحو ذلك . وقد يفضي بهم الغلو إلى الشرك الأكبر وهو اعتقاد أن لهم سلطة وتأثيراً في الوجود وراء الأسباب والسنن الكونية ، فيُدعون من دون الله أو مع الله ، وهذا هو الإثم العظيم والضلال البعيد.
هل الأولياء معصومون ؟ : لا يشترط للولي العصمة فإنه من بني آدم . وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : { كل بني آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون } . وإنما يعتقد أهل البدع العصمة في مشايخهم وأئمتهم كما اعتقدها اليهود والنصارى في أحبارهم ورهبانهم حتى اتخذوهم أربابا من دون الله . وأهل البدع وإن لم يصرحوا بها بلسان مقالهم فإنها واضحة بلسان حالهم . فالأولياء مهما بلغوا من صلاح الحال ومن التقرب إلى الله فأنهم بشر ليسوا معصومين ، والكل يؤخذ من كلامه ويرد عليه إلا النبي صلى الله عليه وسلم . فالمشهور عند أهل السنة من أصول الاعتقاد : أنه لا أحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم معصوم من الذنوب والخطايا ، كما أنه ليس من شروط الولاية أن يكون الولي معصوما لا يغلط ولا يخطئ ؛ بل يجوز عليه ذلك ، وربما يخفى عليه بعض علم الشريعة ، ويجوز أن يشتبه عليه بعض أمور الدين . فهذا أبوبكر الصديق رضي الله عنه لما تولى الخلافة قام خطيبا فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : " أما بعد : فإني قد وليت عليكم ولست بخيركم ، فإن أحسنت فأعينوني وإن أسأت فقوموني ... إلى أن قال : ( أطيعوني ما أطعت الله ورسوله صلى الله عليه وسلم فإذا عصيته فلا طاعة لي عليكم ) . انظر ( البداية والنهاية 5: 248 ) .
3/ تعظيم القبور : ومما حذر منه الإسلام أشد التحذير. تعظيم القبور ، وبخاصة قبور الأنبياء والصالحين ، ولذلك نهى عن جملة أشياء تفضي إلى تعظيم القبور منها : 1- اتخاذها مساجد : روى مسلم في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال قبل أن يموت بخمس : { ألا إن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبائهم مساجد ، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد ، إني أنهاكم عن ذلك } . وعن عائشة وابن عباس قالا : { لما نزل برسول الله صلى الله عليه وسلم – أي حال الاحتضار – طفق يطرح خميصة له على وجهه ، فإذا اغتم كشفها ، فقال وهو كذلك : { لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد يحذر ما صنعوا }. متفق عليه . 2- الصلاة إليها: ففي الحديث : { لا تجلسوا على القبور ولا تصلوا إليها } . رواه مسلم . أي لا تجعلوا القبور في اتجاه القبلة. 3- إضاءتها وإيقاد السرج عليها : وفي الحديث : { لعن الله زوارات القبور والمتخذين عليها المساجد والسرج } . رواه أحمد والترمذي وغيرهما . 4- البناء عليها وتجصيصها : روى مسلم عن جابر قال: { نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن تجصيص القبر ، وأن يقعد عليه وأن يبني عليه بناء } . 5- الكتابة عليها: لحديث جابر : { أنه صلى الله عليه وسلم نهى أن تجصص القبور وأن يكتب عليها } . رواه أبو داوود والترمذي . 6 – تعليتها ورفعها : لحديث عليّ : { أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه وأمره ألا يدع قـبراً مشرفـاً إلا سواه } . رواه مسلم . كما جاء في سنن أبي داوود نهيه عليه الصلاة والسلام أن يزاد عليها غير ترابها من الأحجار ونحوها . ولهذا كان السلف يكرهون الآجر على قبورهم . 7 – اتخاذها عيداً: روى أبو داود عن أبي هريرة مرفوعاً : { لا تجعلوا بيوتكم قبوراً ، ولا تجعلوا قبري عيداً ، وصلوا عليّ فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم } . وروى أبو يعلي بسنده عن علي بن الحسين ، أنه رأى رجلاً يجئ إلى فرجة كانت عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم . فيدخل فيها ويدعو ، فنهاه وقال: ألا أحدثكم حديثاً سمعته عن أبي عن جدي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : { لا تتخذوا قبري عيداً ، ولا بيوتكم قبوراً ، فإن تسليمكم يبلغني حيث كنتم } . ومعنى اتخاذ القبر عيداً قصده للاجتماع فيه والقعود عنده ونحو ذلك . وقبر رسول الله صلى الله عليه وسلم هو أفضل قبر على وجه الأرض ، فإذا نهى عن اتخاذه عـيداً فقبر غيره أولى بالنهى ، كائناً من كان . ويكفي أن يصلي ويسلم على الرسول صلى الله عليه وسلم تصله صلاته وسلامه حيثما كان . _________________ | |
|
| |
تركيه الخضرى المدير المساعد
عدد الرسائل : 3347 نقاط : 10540 تاريخ التسجيل : 19/02/2010
| موضوع: رد: التوضيحات الجلية في بيان فساد منهج المدرسة الصوفية الحضرمية الثلاثاء 11 مايو 2010, 7:44 pm | |
| الحكمة من هذا التحذير : والحكمة في نهى الإسلام عن تعظيم القبور أنه ذريعة إلى الشرك الأصغر والأكبر كما رأينا في قوم نوح ، وكما هو مشاهد إلى اليوم. فالغلو في قبور الصالحين يصيرها أوثاناً معبودة ولهذا قال صلى الله عليه وسلم : { اللهم لا تجعل قبري وثناً يعبد ، اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد } . رواه مالك .
قال الشيخ يوسف القرضاوي في كتابه ( الجوهر الفريد من كتاب حقيقة التوحيد ) : " ومما يأسف له كل مسلم غيور على دينه أن ما حذر منه الرسول صلى الله عليه وسلم قد وقع فيه كثير من أهل الإسلام ، فقد اتخذوا قبور بعض الصالحين أعياداً ، وشيدوها وزخرفوها ، وبنوا عليها المساجد والقباب ، وأوقدوا عليها السرج والقناديل ، ووقفوا لذلك الوقوف ، ونذروا لها النذور، وطافوا بها كالكعبة ، واستلموها كالحجر الأسود ، وأوسعوا جدرانها لثماً وتقبيلاً ، ومنهم من يسجد لها ، ويعفر الخدود على ترابها. ويقف خاشعاً مستكيناً ، يستغيث بأصحابها ، يسأله مشافهة قضاء الديون ، وتفريج الكربات ، وإغاثة اللهفات ، وشفاء المرضى ، والنصر على الأعداء . وبعضهم يقدم طلباته مكتوبة في رقاع إلى صاحب القبر ، وهذا من الشرك الصريح ، ولا حول ولا قوة إلا بالله " . اهـ .
هل في الإسلام ظاهر وباطن ؟ : والحقيقة أن هذه التفرقة غير صحيحة بل هي باطلة وقبيحة , وتجزئة للإسلام فهي من قبيل اتخاذ القرآن عضين , والإسلام كل متكامل كالجسم الواحد , فليس هناك ظاهر وباطن ولكن هناك فهم صحيح كما عقله الصحابة عن رسول صلى الله عليه وسلم , نعم هناك أعمال للجوارح وأعمال للقلوب والإيمان يزيد حتى يصبح كالجبال وينقص حتى يكون كالنبتة الصغيرة الضعيفة , ولكن كل هذا اسمه شريعة أو إسلام أو دين وكل تقسيم يشعر بأن هناك تضاداً أو تغايراً فإنه يدل على خلل في التلقي . وقد انتقد ابن الجوزي ( تلبيس إبليس : 337 ) هذا التقسيم فقال : " هذا قبيح لأن الشريعة ما وضعه الحق لصالح الخلق , فما الحقيقة بعدها سوى ما وقع في النفوس من إلقاء الشياطين , وبغضهم الفقهاء أكبر الزندقة " . كما أن هذه التفرقة بين الظاهر والباطن أدت بهم في موضع التفسير إلى تأويل الآيات وتحريفها تحريفاً شنيعاً , وهذا التأويل المذموم حاولت كل الفرق الضالة الباطنية أن تجد له نصيراً من كتاب الله يتناسب وأهواءها. ولذلك ضُبط علم التفسير عند أهل السنة بـ ( أصول التفسير ) حتى لا يقول أحد ما يشاء بلا ضوابط ولا أصول ، وحتى لا يتحول الأمر إلى فوضى لا نهاية لها .
يقول الشيخ إحسان إلهي ظهير ( التصوف المصدر والنشأة : 156 ) : " ... وأما الفكرة الأخرى التي تسربت إلى التصوف من التشيع , واعتنقها الصوفية بتمامها هي فكرة تقسيم الشريعة إلى الظاهر والباطن , والعام والخاص . ومنها تدرّجت وتطرقت إلى التأويل الباطني والتفسير المعنوي , وتفريق المسلمين بين العامة والخاصة , فإن الشيعة بجميع فرقها , وخاصة الإسماعيلية منهم يعتقدون أن لكل ظاهر باطنا , وقد اختص بمعرفة الباطن عليّ رضي الله عنه , وأولاده أي أئمتهم المعصومون حسب زعمهم , فسمّوا الموالين لهم بالخاصة , وغير المؤمنين بهذه الفكرة بالعامة " اهـ .
الغلو في الشيخ : يستغرب البعض جمود بعض المتصوفة على عقيدته ، وعدم قبوله للحجج والبينات التي تلقى عليه من كل حدبٍ وصوب ، وذلك مستند إلى تعلّقهم الكبير بالمرجعية الدينية ، وتقديم أمرها على أمر الشارع . فتعظيم المريد للشيخ ، وانكساره بين يديه ، والافتقار إليه ، وتقبيل الأرض من تحت أقدامه ! ، كل ذلك من مقومات هذه العقلية المتحجرة ! ، بل إن من المرجعيات الدينية من يقدم أمره ونهيه على أمر الله وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم !! . فهذا ذو النون المصري [ ت : 245هـ ] يقول : ( طاعة المريد لشيخه فوق طاعته ربه!! ) [ تذكرة الأولياء : 1/171 ] . وفي كتاب ( الإبريز : 240 ) يقول الدباغ : ( الشيخ للمريد في درجة لا إله إلاّ الله محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإيمانه متعلق به ، وكذا سائر أموره الدينية والدنيوية ! ، قال له ابن مبارك – تلميذه - : إني أخاف من الله تعالى في أمور فعلتها ! ، فقال لي ما هي ؟ ، فذكرت له ما حصل ، فقال لي : لا تخف من هذه الأشياء !!! ، ولكن أكبر الكبائر في حقك أن تمر عليك ساعة ولا أكون في خاطرك ، فهذه هي المعصية التي تضرك في دينك ودنياك !! ) اهـ . فتأمل يا عبد الله كيف ضاهي مكانته بمكانة الشهادتين في الإسلام ، وكيف هوّن على مريده الخوف من الله تعالى ، وكيف عظّم متابعته ومراقبته وجعل فواتها من أكبر الكبائر بل أكبرها على الإطلاق . والنبي صلى الله عليه وسلم لما سئل : أي الذنب أكبر ؟ قال : { أن تجعل لله ندا وهو خلقك } .
وأرجو من القارئ الكريم عند قراءته أن يستحضر هذه الأصول والضوابط التي ذكرناها لينسف أي تلبيس أو تدليس يريد المتصوفة أن يمرروه عليه .
وبعد هذه المقدمة نشرع الآن في ذكر المؤاخذات التي نرى أن الشيخ أبا بكر المشهور قد جانب فيها الصواب أو بالَغ جداً في تزكيته لطريقة ( السادة العلوية ) في حضرموت ، على أنها الطريقة القائمة بالإسلام الحق !! . ثم لنمحص هذه ( الدعاوى) لنعرف إن كان صادقاً أم لا ! .
فهذا الحق ليس به خفاء *** فدعني من بنيات الطريق
يقول الشيخ المشهور في كتابه ( تقليب الأرض الخاشعة : 23 ) : _________________ | |
|
| |
تركيه الخضرى المدير المساعد
عدد الرسائل : 3347 نقاط : 10540 تاريخ التسجيل : 19/02/2010
| موضوع: رد: التوضيحات الجلية في بيان فساد منهج المدرسة الصوفية الحضرمية الثلاثاء 11 مايو 2010, 7:46 pm | |
| ( وأما طريقتهم فهي طريقة الكتاب العزيز والسنة النبوية ، وسيرة السلف الصالح ، بغير غلو ولا تشديد ولا استحداث .. ) . اهـ .
قـلت : دعوى التزام الكتاب والسنة ، شعار رفعته كل الفرق الضالة التي ظهرت على السطح الإسلامي ، لكن فضحهم شاهد الحال . فالدعوى يحسنها كل أحد ، لكن إذا لم تصاحبها بينة أو شهود فصاحبها دعيّ . والمتصوفة السابقون كانوا يقولون : ( علمنا مقيد بالكتاب والسنة ) ، وهذه المقولة توافق الإسلام ؛ لأن المعرفة في الإسلام مصدرها من خارج النفس ( الوحي ) ، لكن هذه المقولة لا توافـق ( التصوف ) ، لأن المعرفة في التصوف مصدرها من داخل النفس ، من الذوق والكشف والمنام ! .. فعندما يطلق بعض الصوفية هذا الشعار ، فمن الجناية تصديقه ، لأن مصدر التلقي عندهم غير منهج التلقي في الإسلام . وصوفية السادة العلويين في حضرموت يتلبسون ذات الدعوى مع بعدهم ؛ بل ومعاداتهم للكتاب والسنة ، وسوف أقيم على هذا بينة ؛ بل بينات ، وأكثر من شاهدين ليصدق الحكم عليهم
صوفية حضرموت فوق كل انتقاد : يقول الشيخ المشهور في كتابه ( تقليب الأرض الخاشعة : 44 ) : ( وعلى العموم فلربما وجد المنتقدون بعض العذر أو كل العذر في انتقاداتهم على ما أحدثه الغلاة ، وابتدعه بعض أهل الطرق الصوفية ، مما يخالف ظاهر الشرع . ولكن هذا الانتقاد لا يحسن إذا هم تحدثوا عن طريقة السلف الصالح من السادة العلوية بحضرموت ،حيث أن طريقتهم لا تخالف في أصولها ولا في فروعها صحيح الكتاب والسنة ، أو ما يطلق عليه بظاهر الشرع .. ) . اهـ .
قـلت : أليس الشيخ ( المشهور ) – هداه الله - بنفسه ينقل عن عبد الرحمن بلفقيه باعلوي بأن طريقتهم أكثر نفعاً من الكتاب والسنة ، الذي هو ( علم الظاهر ) الموافق للعوام ، بينما علمهم هو ( علم الباطن ) الذي هو طريق الخواص ، وهو الصراط المستقيم عندهم !! .
يقول الشيخ المشهور في كتابه ( تقليب الأرض الخاشعة : 28،27 ) ( وقد أشبع الحديث عن أمر هذه الطريقة المعتدلة ، الحبيب عيدروس بن عمر الحبشي في ثبته المسمى بـ ( عقد اليواقيت ) حيث نقل من جملة ما نقل جواباً للإ مام الجامع العارف المحقق عبد الرحمن بن عبدالله بن أحمد بلفقيه باعلوي على سؤال ورد إليه عن طريق السادة آل أبي علوي.. ما هي ؟ وكيف هي ؟ وهل يكفي في تعريفها اتباع الكتاب والسنة أم لا ؟ وهل بينهما تخالف ؟ وهل يخالفها غيرها من الطرق أم لا .. ؟فقال رضي الله عنه : ( اعلم أن طريق السادة آل باعلوي أحد طرق الصوفية التي أساسها اتباع الكتاب والسنة ، ورأسها صدق الافتقار وشهود المنة ، فهي اتباع المنصوص على وجه مخصوص ، وتهذيب الأصول لتقريب الوصول، فلهذا فائدة ونفع معلوم يزيد على ما يقتضيه اتباع الكتاب والسنة ، على وجه العموم ، وذلك علم الأحكام المشتمل المتعلق بظاهر الأحكام . أصل موضوعه عام في عام ، شامل لما المقصود منه ربط النظام وتقييد الطغام ، وغيرهم من العوام . ولاشك أن الناس مختلفون في الدين في كل مقام ، فلابد من علم خاص لكل مخصوص ، وهو محل نظر الخواص .. فظاهرها علم وعمل بمقتضاه ، وباطنها صدق التوجه إلى الله تعالى .. )
إذن : هكذا عندهم ( ظاهر وباطن ) و ( خواص وعوام ) !! ، وهل هذا إلا نفس منهج الباطنية ؟ ! .
يقول الشيخ المشهور في المصدر السابق ( ص : 28 ) مؤكداً على أن مصدر التلقي عندهم ليس من ( الكتاب والسنة ) ، ولا من طريق الدراسة والتعلم ، وإنما عن طريق ( الفيض والإلهام والفتوحات اللدنية ) !! : ( .. قال صاحب الرشفات : ومـن يكن بكل علم عالــــم *** ولم يذقها فهو ساهٍ نـايـــــم فخـف عليه ما يخاف الهـايـم *** عـنـد كـفاح الـموت والأهــوال ونيلها من فتح فيض وهــبـي *** أو فتـح فـضل بعـد جـد كسـبي ولا من روايات الـورى والكتب *** ولا بـقـيـل عـلمـهـا أو قــال ) .
إذن : لا حاجة إلى علوم القرآن والسنة إذا كان العلم يتنزل عليهم من طريق ( الفيض الوهبي ) كما إن علمهم ليس من روايات الورى والكتب ، ولا من قال وحدثني ! ، ولا عجب من احتقار المتصوفة للعلم وتشجيعهم للجهل ، لأن علومهم يأخذونها من ( حدثني قلبي عن ربي ) !! . إن سلوك هذا المنهج يدل على أن تصوفهم مبني على نظرية ( الفيض الإشراقي ) ذي الجذور اليونانية القائلة بنفس الفكرة ؟ ، وأن دعوى التزام الكتاب والسنة ما هو إلا شعار لذر الرماد في أعين المنتقدين ؟! .
ثم أنا أزيدك نقولاً عنهم لتكون من أمرهم على يقين :
يقول الغزالي في ( إحياء علوم الدين : 3\27،25 ) ( باب شواهد الشرع على صحة طريق أهل التصوف في اكتساب المعرفة لا من التعلم ولا من الطريق المعتاد ) .. ثم أورد في هذا الباب عن الصوفية قائلاً : ( وكان أبو يزيد وغيره يقول : ليس العالم الذي يحفظ من كتاب فإذا نسي ما حفظه صار جاهلاً . إنما العالم الذي يأخذ علمه من ربه أي وقت شاء، بلا حفظ ولا درس ) !!. ويعلق الغزالي ( الحجة ) ! قائلاً : ( وهذا هو العلم الرباني ، وإليه الإشارة بقوله تعالى (وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا ) . . ) . وقال الجنيد : ( أحب للصوفي أن لا يكتب ولا يقرأ ، لأنه أجمع لهمه )([3]) . _________________ | |
|
| |
تركيه الخضرى المدير المساعد
عدد الرسائل : 3347 نقاط : 10540 تاريخ التسجيل : 19/02/2010
| موضوع: رد: التوضيحات الجلية في بيان فساد منهج المدرسة الصوفية الحضرمية الثلاثاء 11 مايو 2010, 7:47 pm | |
| الأولياء أعلم من الملآئكة : يقول الغزالي في ( الإحياء :3\28 ) ( .. وقال بعض العارفين : سألت بعض الأبدال عن مسألة من مشاهدة اليقين ، فالتفت إلى شماله فقال : ما تقول رحمك الله ؟ ، ثم التفت إلى يمينه فقال ما تقول رحمك الله ؟ ، ثم أطرق إلى صدره وقال : ما تقول رحمك الله ؟ ، ثم أجاب بأغرب جواب سمعته ، فسألته عن التفاته فقال : لم يكن عندي في المسألة جواب عتيد ، فسألت صاحب الشمال ، فقال : لا أدري ، فسألت صاحب اليمين وهو أعلم منه ، فقال : لا أدري ، فنظرت إلى قلبي وسألته فحدثني بما أجبتك ؛ فإذا هو أعلم منهما ) . اهـ .
إذن : هكذا يكون الأولياء ( الأنقياء الأصفياء ) ! ، عندهم من العلم ما يفوق علم الملآئكة ، كما يقرره الغزالي ( حجة الإسلام )([4]) !! . فهل يصح بعد هذا أيها الشيخ ( المشهور ) أن تقول : إ ن طريقتهم هي الكتاب والسنة ؟ ! .
علمهم يأتون به من فوق : يذكر الشيخ المشهور أن العلماء والفقهاء من علماء الشريعة ، كانوا يعترضون على الشيخ ( عمر المحضار ) جرأته على الإجابة عن المسائل العلمية والفقهية بينما هو معروف لديهم بعدم طلب العلم !. لكن العجب من الشيخ أبي بكر المشهور أن يصفه بغزارة العلم ، ويحاول أن يجعل سياق الكلام يوحي بأن المخالفين له مبهورون بعلمه وقد استسلموا له ، بينما من يقرأ الكلام كما هو لا كما يريد الشيخ المشهور ، سيلمس أن أولئك العلماء والفقهاء إنما يتعجبون من كلامه استنكارا واستبعادا لحقيقته ، وليس تصديقا أو تسليما له .
يقول الشيخ ( أبوبكر المشهور ) في كتابه ( الشيخ عمر المحضار : 19 ، 20 ) : ( ... فكان من غزارة علمه يقصده الفقهاء يتعنتونه .. فيقولون له : يا شيخ ، نحن قد قرأنا في كتب كثيرة ، ولم نطلع على هذه العلوم التي تذكرها ، وأنت لم نراك تطالع في شئ من الكتب ، فمن أين لك هذه العلوم ؟ ! ، فقال : أنتم معكم مفاتيح ، فما تدخلون البيوت إلا من أبوابها ، وأما نحن فنتسور الجدرات ) . اهـ . ويوضح لنا الشيخ ( المشهور) المعنى قائلاً : ( ويقصد بذلك أن علمكم مقيد بنصوص الكتب وتقليد أهلها ، حتى في الإشكالات ، أما نحن فعلمنا علماً لدنياً ، من جنس الحكمة التي قال الله تعالى فيها ( وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا ) . . ) . اهـ .
ويقول أيضا : ( ويؤيد هذا ما أورده أيضا صاحب ( الجوهر الشفاف ) بنفس الموضع ، فقال : وحضر مجلسه يوما الفقيه العلامة الزاهد العالم الكامل الذكي محمد بن حكم بن أبي قشير- رضي الله عنه - ، فتكلم الشيخ بالعلوم اللدنية ، وعبر عما تكلم فيه بالعبارات اللطيفة والمعاني الدقيقة ، حتى أبهر الفقيه ذلك ، فقال له : يا شيخ عمر ، نحن نقرأ في الكتب ولم نطلع على شئ من هذا ، وأنت لم تقرأ في شئ منهن ، فمن أين لك هذا ؟ ، فقال : هذا جئنا به من فوق )([5]) .
إذن : هذا هو مصدر التلقي عندهم ، مباشرة من ( فوق ) !! ، فلا حاجة لهم للكتاب أو السنة ! . وإذا علمنا هذا حول حقيقة طريقتهم في التلقي والاستدلال ؛ من نبذهم لعلوم الكتاب والسنة ، وتقديمهم بدلا عنهما علوم الخواطر النفسية ، والفيوضات الإشراقية اليونانية ، أو بما يسمونه زورا وبهتانا بـ ( العلوم اللدنية ) ، ويترجمونها بمقولتهم المشهورة ( حدثني قلبي عن ربي ) !! ، نكون قد أسقطنا الزيف والبهرج الذي نسجه الشيخ ( المشهور ) – هداه الله - حول تصوف مدرسة ( السادة العلوية ) بحضرموت . فمهما تسمع أو تقرأ عنهم بأنهم يلتزمون الكتاب والسنة ، فتذكر ما نقلته لك عنهم ، بأن هذا من التلبيٍس إذ الكتاب والسنة في وادٍ ، وهم في وادٍ آخر !! :
ألقاب مملكة في غير موضعها *** كالهر يحكي انتفاخا صولة الأسد
ولابأس أن نورد نصوصاً أخرى ، يزعمون فيها أنهم على الكتاب والسنة : يقول الحبيب عبد الله بن علوي الحداد : ( ... وعليك بتحصين معتقدك وإصلاحه وتقديمه على منهاج الفرقة الناجية ، وهي المعروفة من بين سائر الفرق الإسلامية ، بأهل السنة والجماعة ، وهم المتمسكون بما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأصحابه )([6]) .
ويقول الشيخ المشهور في كتابه ( تقليب الأرض الخاشعة : 32 \ 33 ) : ( وطريقة أسلافنا - رضي الله عنهم – ليست رأياً ولا نظرية فكرية مبتدعة ، وإنما هي طريق موصل إلى الله ، على طريق الإسلام الخالص .. ) . اهـ .
ويقول أيضا ( تقليب الأرض الخاشعة : 25 ) ( وإنما هي مدرسة تربوية ، وضع قواعدها وأسسها وطريقها نخبة السادة العلويين الذين ورثوا هذا العلم كابرا عن كابر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لم يدخل في سير سلوكهم ولا وضع مناهجهم المباركة رأي أجنبي ولا تخطيط غربي ولا شرقي .. ، هم حملة التربية النقية السوية التي كان عليها أتباع خير البرية .. ) . اهـ. _________________ | |
|
| |
تركيه الخضرى المدير المساعد
عدد الرسائل : 3347 نقاط : 10540 تاريخ التسجيل : 19/02/2010
| موضوع: رد: التوضيحات الجلية في بيان فساد منهج المدرسة الصوفية الحضرمية الثلاثاء 11 مايو 2010, 7:50 pm | |
| من تبعهم سلم ومن خالفهم ندم ( شعار صوفية حضرموت )
أرجو أن تكون قد استوعبت جيدا ما ذكرته لك من تلاعب هؤلاء المتصوفة بمفهوم الكتاب والسنة . وأنا الآن أكشف لك عن فرية أخرى ، وأكذوبة طموحة ، عن هذه المدرسة الصوفية العلوية في حضرموت .
أكذوبة نشروها فصدقوها ، فدخلهم الغرور ، فعمدوا إلى نسج هالة من التعظيم والتقديس على مدرستهم ، وعلى رجالها ودعاتها ، واستطاعوا غزو قلوب وعقول الناس في حضرموت التي كان يسودها الجهل وقلة العلم بشكل عام . وإذا وجد داعية للكتاب والسنة ، يوجد أمامه عشرات ؛ بل مئات من دعاة التصوف .
ويذكر المؤرخون والباحثون أن التصوف في حضرموت إنما قدم وافدا إليها بقدوم وفد خاص أرسل من قبل الصوفي الكبير( أبي مدين المغربي ) ، حيث اختار بعد مراقبة وعناية أربعة من رجال حضرموت ، وغرس فيهم الفكر الصوفي ، ليتوجهوا بدورهم لنشره بين أوساط الناس . وظل هذا المندوب يرعى غرسه الغريب على حضرموت حتى توفي وقد نفذ مهمته التي أرسل لأجلها على أحسن وجه .
وازداد هذا الفكر غلوا بوجود ( الفكر الشيعي ) الوافد مسبقا إلى حضرموت أيضا ، من قبل جماعة علوية من آل البيت ، يرأسهم رجل يقال له ( أحمد بن عيسى ) ، هاجروا من العراق ونزلوا حضرموت ([7]) .
وهكذا سار هذا الفكر الدخيل الوافد على حضرموت يغزو الناس ، لانتشار الجهل آنذاك ، وباستخدام شعار ( محبة آل البيت ) كورقة رابحة ، لما له من تأثير في عواطف الناس . ورافق هذه المسيرة حتى يومنا هذا سيل من الدعايات الإعلامية الواسعة من قبل المتصوفة ، لإضفاء هالة من التقديس لمدرستهم العلوية الصوفية ، وأنها منزهة عن الزيغ والضلال ، بل وحدها القادرة على قيادة العالم الإسلامي دون غيرها ! ! ، فمن تبعها سلم ، ومن خالفها ندم !!
فاقرأ معي – عزيزي القارئ – هذه الدعايات التي نذر الشيخ المشهور ـ هداه الله ـ نفسه بوقا لها مسودا بها أكثر من كتاب : يقول الشيخ المشهور في مقدمة كتابه ( الأبنية الفكرية ) نقلا عن ( العلم النبراس ) : ( يقول السيد محمد بن أحمد بن جعفر الحبشي : الشريعة تتبع من غير إفراط ولا تفريط ، وأئمة سادتنا بني علوي سلكوا محجتها البيضاء وطريقتها السمحاء العلياء ، ولا أحد منهم ينسب إلى تحريف أو تحريف أو ركوب غير الأحوط فيها ، ومن اخترع مهيعا لنفسه خصوصا من أولادهم وارتضى غير ما سلكوه ، فآخر عمره إلى الخيبة والانحطاط ، ولا يرفع له ما يرفع لهم من منار ، ووكل إلى نفسه . فمن تبعهم سلم ، ومن خالفهم ندم ، والأدب معهم طريقة ، واتباعهم حقيقة ، ولا تخالف بواطنهم ظواهرهم ، فكيف يكون حال من ادعى أنه عثر على ما لم يعثروا عليه ، وأن الصواب غير ما جنحوا إليه وأشاروا إليه ؟ ، مع أننا نعتقد أنهم وآحادهم لم يأت أحد منهم ما ينقم عليه ، وحاشاهم أن يركبوا هوى أو يسلكوا غير السبيل السوي ، وهم المشار إليهم أنهم أهل السواد الأعظم ، والسنة والجماعة ، التي نوه بها ، وبنجاة أهلها صاحب الشفاعة صلى الله عليه وسلم . وإنا بحمد الله لا نجد ميلا ولا رغبة إلى غير اقتفائهم ، ولا نغبط من جاء على غير ولائهم ، ولو ظهر منه ما ظهر ، واشتهر عنه ما اشتهر ، وإن وافق الصواب ، وعمل بالكتاب ، ولا نعاديه ، ولا ننكر عليه ، ولا نخطئه ، لأن الطرق إلى الله على عدد أنفاس الخلائق )([8]). اهـ . _________________ | |
|
| |
تركيه الخضرى المدير المساعد
عدد الرسائل : 3347 نقاط : 10540 تاريخ التسجيل : 19/02/2010
| موضوع: رد: التوضيحات الجلية في بيان فساد منهج المدرسة الصوفية الحضرمية الثلاثاء 11 مايو 2010, 7:52 pm | |
| قـلت : يصدر الشيخ المشهور كتابه ( الأبنية الفكرية ) بهذه الكلمة الطويلة التي ذكرها ( محمد الحبشي ) في تزكية طريقة القوم ، مقررا لها في أكثر من كتاب ، ومعجبا بما حوته من ، شنشنة ، مع أنها عند التأمل تجدها مليئة بالثغرات ، ظاهرة العورات ، لا تخفى حتى على صغار طلبة العلم ! .
وأنا الآن أكشف لك شيئا من هذه العورات ، وأدخر ما بقي لمواطن أخر : أ - أما قوله : (.. وأئمة سادتنا بني علوي سلكوا محجتها البيضاء ، وطريقها السمحاءالعلياء) فقد سبق أن بينا أنهم انحرفوا عن الشريعة الغراء ، فنبذوا طريقة ( الكتاب والسنة ) التي يقوم عليها الشرع ، وأخذوا بطريقة ( الكشف والإلهام ) الصوفية . فدندنتهم بأنهم يتبعون الشريعة ، دعوى عارية عن الصواب ، فراجع مرة أخرى ، ما ذكرته لك سابقا من كذبهم في دعوى الالتزام بالكتاب والسنة تعلم إن كانوا سلكوا المحجة البيضاء والطريقة السمحاء أم لا . ولا بأس أن أزيدك بمثالين يكشفان لك أنهم على أفكار ومعتقدات خارجة عن شريعة الإسلام :
الصوفية يعلمون الغيب : قال الشيخ المشهور في كتابه ( جلاء الهم والحزن : 25 ) ، عن أبي بكر العيدروس : ( .. قال في ( مواهب القدوس ) : .. وكان قد أخبره عمه الشيخ علي بن أبي بكر السكران في مقتبل عمره ، بأنه يسكن عدن ويموت بها ، فكان الأمر كذلك .. ) !! .
إذن : كيف نصنع بقوله تعالى ( إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) ، إذا كان أوليائهم يعلمون الغيب ؟ . فهل نزل عليه وحي يخبره أنه يسكن عدن ويموت بها ؟ ، أم نزل عليه الشيطان بعد استراق السمع فألقاه عليه ، كما تلقي الشياطين بالخبر في آذان الكهان ؟ !. ثم لست أدري أأعجب من قوله : (.. وكان قد أخبره عمه الشيخ علي ... إلخ ) ، أم من قوله : ( فكان الأمر كذلك .. ) ؟ !! . بل يذكر الشيخ ( المشهور) أن أبا بكر العيدروس لما ركبته الديون الكثيرة ، ولامه بعض خاصته على كثرة إنفاقه ، فكان يقول لهم : " لا تدخلوا بيني وبين ربي ، فما أنفقت ذلك إلا لرضاه ، وقد وعدني ربي أن لا أخرج من الدنيا إلا وقد أدى عني ديني " . فكان الأمر كما قال )([9]).
ونسأل الشيخ المشهور : كيف علم العيدروس أن الله وعده بذلك ؟ ، وهل العيدروس أكرم على الله من نبيه صلى الله عليه وسلم ، الذي مات ودرعه مرهونة عند يهودي ؟ ! .
الصوفية يتصرفون في الكون من دون الله : روى محمد بن علي بن علوي خرد، صاحب كتاب ( الغرر) عن الشيخ علوي بن الفقيه المقدم ، أنهأعطي ثلاثاً([10]) : (1) كمال التصريف المطلق في الدنيا و البرزخ والآخرة . (2) أنه ممن يتصرفون في قبورهم كما يتصرفون في حياتهم . (3) أنه أحد ثلاثة من آل باعلوي لا تزال خيل حميتهم وإجابتهم مسرجة ملجمة ، إذا ما دعوتهم ونوهت بأسمائهم حضروك وأنقذوك .
إذن : كيف نقول في قوله تعالى ( الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا . وَاتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً لاَّ يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلا يَمْلِكُونَ لأَنفُسِهِمْ ضَرًّا وَلا نَفْعًا وَلا يَمْلِكُونَ مَوْتًا وَلا حَيَاةً وَلا نُشُورًا) . فهل يريدون منا أن نصدق هذا الهراء ونكذب كتاب ربنا ؟ ! ، سبحانك هذا بهتان عظيم !! .
واقرأ – عزيزي القارئ – ما سطره الشيخ أبوبكر المشهور في كتابه ( جلاء الهم والحزن : 30 ) في سيرة أبي بكر العيدروس ، حيث قال : _________________ | |
|
| |
تركيه الخضرى المدير المساعد
عدد الرسائل : 3347 نقاط : 10540 تاريخ التسجيل : 19/02/2010
| موضوع: رد: التوضيحات الجلية في بيان فساد منهج المدرسة الصوفية الحضرمية الثلاثاء 11 مايو 2010, 7:53 pm | |
| ( قال الشيخ محمد بن عمر بحرق الحضرمي : .. ولقد كنت استشكل أشياء تصدر من سيدي ( قدس الله سره ) ، تقصر عنها عقول أمثالنا القاصرة ، وكنت بتوفيق الله أعرضها على أرباب البصائر ، وما منهم أحد إلا ويأمرني بالتسليم ، ويشهد عندي بعلو مقام سيدي ، وأنه على هدى من العليم ، ومنها أني عرضت على سيدنا وشيخنا الفقيه العالم العارف بالله محمد بن أحمد باجرفيل الدوعني - رحمه الله - تصرفات مالية يباشرها سيدي في قبضها ، وصرفها في ظاهر الأمر في غير مصارفها ، فقال لي : أنا أشهد أنه أمير المؤمنين ، المالك للتولية والعزل ، والحل والعقد ، والتصرفات كلها.. إلخ ) . اهـ .
إذن : كيف يفهم الشيخ ( المشهور ) – هداه الله - وغيره من المتصوفة قوله تعالى : (قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)؟ . وهل يستطيع الشيخ ( المشهور) أو غيره أن يوضح لنا ما هي الحدود التي تنتهي عندها قوله : ( والتصرفات كلها ) ؟ !.. ، وكذلك قول علوي بن الفقيه المقدم السابق ، حيث ، زعم أنه أعطي ( كمال التصريف المطلق ) ؟ ! .
ونسأل الشيخ ( المشهور ) الآن : ما حكم من يقول هذا الكلام ؛ بل ما حكم من يعتقد أن غير الله يعلم الغيب ، أو يتصرف في الكون ، بل له التصرفات كلها ؛ بل مطلق التصريف ؟؟ . إذن ماذا أبقيتم لله إذا كان أولياؤكم كذلك حسب ما تفترون ؟ . وننتظر الجواب من أهل ( الصفاء والنقاء ) إن استطاعوا الجواب ! .
عزيزي القارئ ألا يحق لنا الآن أن نقول : إن الشريعة شئ ، والتصوف شئ آخر؟ . اعتقد أنك تعرف الجواب.
ب - وأما قول ( الحبشي ) : ( .. ولا أحد منهم ينسب إلى تحريف أو تخريف ، أو ركوب غير الأحوط فيها ) ، فخذ مني هذه النصوص التي نقلتها من مصادرهم ، ليكون بيدك سيفا تفلق به هام الكذب :
أما التحريف : ( الفقيه المقدم ) من نور وجه الله : قال الحبيب أحمد بن زين الحبشي باعلوي في ( شرح العينية : 154 ) في ترجمة محمد ابن علي بن محمد ، المشهور بـ ( الفقيه المقدم ) : ( .. وكان يقال له : (كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ)، فيقول : ليس لي نفس([11]) ، فيقال له : ( كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ)، فيقول : ما أنا عليها([12]) ، ويقال له (كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ) ، فيقول : أنا من نور وجهه .. ) . أليس هذا من التحريف لآيات الله ، أم أنهم سيصرون على أن أوليائهم ليس فيهم من ينسب إلى تحريف ؟ ، لعلهم سيقولون هذا الكلام له تأويل ..
أقول : التأويل حباله طويل ، واستعماله في هذا الموضع من التضليل ، وهو عكاكيز الدجاجلة .
ولا بأس أن أ زيدك قطرات من بحر الغزالي الإمام ، ( حجة الإسلام ) !! ، حيث يقول في كتابه ( إحياء علوم الدين : 4\ 177 ) :
إبليس مظلوم : قال : ( .. فمن عرف الله تعالى عرف أنه يفعل ما يشاء ولا يبالي ، ويحكم ما يريد ولا يخاف ، قرب الملآئكة من غير وسيلة سابقة ، وأبعد إبليس من غير جريمة سالفة ) . فهل إبعاد إبليس ظلم من الله ، لأنه يفعل ما يشاء ؟ ، أم أن إبليس رد أمر الله واستكبر وكفر ، كما قال تعالى : ( وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ ) ؟ . اهـ . أولا يعلم الشيخ ( المشهور ) – هداه الله - وغيره من المعظمين للغزالي ( حجة الإسلام ) !! ، أن هذا من نسبة الظلم إلى الله تعالى ؟ ! . إذن فما حكم من يقول هذا أو يعتقده ؟ .
فرعون طاهر مطهر : يقول ابن عربي([13]) في ( الفصوص : 1 / 201 ) معلقا على قوله تعالى : (قُرَّةُ عَيْنٍ لِّي وَلَكَ) . قال : كان قرة عين لفرعون ، بالإيمان الذي أعطاه الله عند الغرق ، فقبضه طاهرا مطهرا ، ليس فيه شئ من الخبث ) ! .
أقـول : إن لم يكن هذا الذي ذكرناه من الأمثلة هو عين التحريف ، فما هو التحريف إذن ؟ .
أ ما التخريف : فهي الصفة التي يتميز بها الصوفية في كل مكان ، حتى أسسوا للحمقى والمغفلين ( مملكة الأولياء ) !! . فاقرأ معي - عزيزي القارئ- هذه النماذج من المضحكات المبكيات :
( هود يأتيه زائرا ) : _________________ | |
|
| |
تركيه الخضرى المدير المساعد
عدد الرسائل : 3347 نقاط : 10540 تاريخ التسجيل : 19/02/2010
| موضوع: رد: التوضيحات الجلية في بيان فساد منهج المدرسة الصوفية الحضرمية الثلاثاء 11 مايو 2010, 7:55 pm | |
| قال أحمد بن زين الحبشي في ( شرح العينية : 162 ) ، في ترجمة ( الفقيه المقدم ) : ( وتخلف نفع الله به مرة عن زيارة قبر النبي ( هود )- عليه السلام- ، قال : فبينما أنا جالس في مكان متعالٍ سقفه ، إذ دخل علي نبي الله هود ، يطأطئ رأسه كي لا يصيبه السقف ، فقال لي : يا شيخ ، إن لم تزرنا زرناك . فقلت له : من أين أتيت هذه الساعة ؟ . قال : من عند ابني ( هادون ) . !!
أقـول : هل نضحك من هذا الهراء أم نبكي ؟ ! . يقول تعالى : (وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ . وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ) . فما المانع أن تتلاعب بهم الجن والشياطين ليزدادوا ضلالا إلى ضلالهم ، خاصة وأنهم جعلوا الكتاب والسنة ورائهم ظهريا !! . ثم من هو نبي الله هادون الصوفي هذا ..؟؟ .
إنها شخصية خرافية لم يثبتها أحد ممن تكلموا عن الأنبياء ، ولكن صوفية حضرموت أوغلوا جدا في الخرافة ، فاقرأ معي هذه السطور عن هذه الشخصية التي اخترعوها : جاء في كتاب ( تذكير الناس : ص 230 ) للعطاس ، يقول: " وصافحت نبي الله هادون عليه السلام مناماً في هذا الشباك الذي عليه ، وبلغنا أنه نبي مرسل إلى أهل عكرمة ، وهي بلدة في ريدة الدَّين " .
وفي ( صفحة :231 ) يقول جامع الكتاب : " وبلغنا أن الشيخ علي باراس قال : لما مرض نبي الله هادون ، خرجنا به إلى هدون ، أنا والخضر وإلياس ، ورابع معنا ، ولما وصلنا الخريبة جلسنا تحت حصاة قريباً من خرابة ، والحصاة معروفة الآن قريباً من دار باصمد ، وفي الخرابة امرأة ، جاءت لنا بماء ، فدعا نبي الله هادون ، بأن يبارك الله في تلك الخريبة ، فيرون أن بركة الخريبة من تلك الدعوة . ثم لما مات حملوه فدفنوه بمكانه المشهور بهدون ، وأوصى الشيخ علي باراس ( ولمن لا يعرفه فهو تلميذ العطاس الذي كانت حجته هي نقل قرب الماء لأولاد العطاس ) بأن يدفنوه في محله المعروف ، وقال لهم تجدون عصا خضراء في محل القبر ، أنا دفنتها في ذلك الوقت لما جئنا بنبي الله هادون إلى دوعن . ولما مات حفروا قبره في ذلك المحل فوجدوا تلك العصا ، هكذا بلغنا والله أعلم " . اهـ .
هذا هو التخريف عند صوفية حضرموت ، وعندي مثل هذه الحكايات عن صوفية حضرموت ، والعالم الإسلامي بشكل عام ، مئات الحكايات ، وأكتفي في هذا المقام بذكر واحدة منها ، توافق ما نحن بصدده :
يقول الشعراني([14]) في كتابه ( الطبقات الكبرى : 1\ 186 ) : ( .. وسبب حضوري مولده – أي ( أحمد البدوي ) – كل سنة ، أن شيخي العارف بالله تعالى محمد الشناوي ، أحد أعيان بيته ، قد كان أخد علي العهد في القبة ، تجاه وجه سيدي أحمد ، وسلمني إليه بيده ، فخرجت اليد الشريفة من الضريح ، وقبضت على يدي ، وقال سيدي : يكون خاطرك عليه واجعله تحت نظرك . فسمعت سيدي أحمد من القبر يقول : نعم ) !! .
وهذا الغزالي ( حجة الإسلام ) !! ، يكشف لنا : _________________ | |
|
| |
تركيه الخضرى المدير المساعد
عدد الرسائل : 3347 نقاط : 10540 تاريخ التسجيل : 19/02/2010
| موضوع: رد: التوضيحات الجلية في بيان فساد منهج المدرسة الصوفية الحضرمية الثلاثاء 11 مايو 2010, 7:56 pm | |
| طريقة عجيبة للوصول إلى الولاية : يقول الغزالي في (إحياء علوم الدين : 3 \ 82 ) : ( .. فلا بد من ضبط الحواس إلا عن قدر الضرورة ، وليس يتم ذلك إلا بالخلوة في بيت مظلم ، وإن لم يكن له مكان مظلم ، فليلف رأسه في جيبه أو يتدثر بكساء أو إزار ، ففي مثل هذه الحالة يسمع نداء الحق ، ويشاهد جمال الحضرة الربوبية ) . !!
إذن : هذا هو حال الأشقياء – عفواً – ( الأولياء ) !! ، يسمعون نداء الحق ! .. ويشاهدون الحق ، فكيف يعجزون عن مخاطبة الموتى ؟ ! . وأوصيك – عزيزي القارئ – أن تحمد الله أن عافاك من جنون التصوف .. يقول الإمام الشافعي – عليه رحمة الله – كما في ( تلبيس إبليس : 447 ) لابن الجوزي : ( لو أن رجلا تصوف أول النهار ، لا يأتي الظهر حتى يصير أحمق ) . وقال : ( ما لزم أحد الصوفية أربعين يوما فعاد عقله إليه أبدا ) .. ، وصدق رحمه الله ، فلا تغتر بالعباءة الضخمة ، والعمامة العريضة ، والمسبحة الطويلة :
ج ) أما ركوب غير الأحوط : فكم شذوا عن أقوال معتبرة !، وكم من مسألة خالفوا فيها الإجماع !، فركبوا الهوى ، وقدموا الجهل على العلم ، فاستحسنوا ما لم يستحسنه الشرع ، ووالوا وعادوا على ما أحدثوه من بدع ، ثم قعدوا يتباكون على فرقة المسلمين ، وضياع الإسلام !!. وأنا أضرب لك مثالا واحدا شاهدا على هذا الأمر ، ألا وهو مسألة ( السماع ) الصوفي ، وكيف رفعوا من شأنه حتى جعلوه أشد تأثيرا على النفس من تأثير القرءان ، بالرغم أنهم يقررون ابتداء أنه من المباحات ، وأن تركه أفضل ، ولكن سرعان ما يهاجمون مخالفهم في هذه المسألة ، ويرمونه بأقبح الأوصاف ! .
حكم السماع : جاء في سؤال ورد للحبيب عبدالله بن علوي الحداد الحضرمي ما حاصله : ( ما قولكم في هذه الجموع التي نراها في مساجدكم ، تنشد فيها الأشعار الغزلية بالنغمات الطيبة والألحان الموزونة ؟ ، فأجاب : اعلم أنها ليست عندنا من الذكر، ولا هي مثله ولكنها شئ مباح ، وتركها أفضل)([15]).
ثم يقرر بأن الشعر الذي كان ينشد بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم ، كان بغير ألحان ، لكن سرعان ما يتجاوز ما يقرره ، ويفتح الباب لكل من شاء أن ينشد بالألحان ، بل بالدفوف والعود !! ، نعم – عزيزي القارئ – هكذا !، فاقرأ ما يقول : ( .. وهو وإن كان لم ينشد عند رسول الله صلى الله عليه وسلم بالألحان ، فإنه مهما صح إنشاده بدونها ، لم يحرم إنشاده بها . .)([16]) . وسئل عن حضور شئ من المجالس التي يكون فيها السماع بالدفوف أو العود : فأجاب :حضور شئ من المجالس التي يكون فيها السماع بالدفوف أو العود ، فالحضور فيها من الخطر إلا مع الرجال الكمل من العارفين بإذنهم .. وقد أشبع القول فيها سيدنا الإمام الغزالي رحمه الله تعالى في الإحياء ، وأفرد له كتابا )([17]) .
وهكذا : يقررون أن السماع ليس من الذكر ، وتركه أفضل ، ومع هذا لا أدري لماذا لا يتركونه إذا كان الترك أفضل ؟ ! . ولماذا يتقربون إلى الله بالسماع ، وهو شئ يقررون بأنه ليس من الذكر ؟ .
ولماذا وصل الانحراف بالسماع إلى أن رافقه الدف والعود ، وقد قرروا بأن الشعر كان ينشد بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم بغير ألحان ؟ . أليس السلامة والأحوط أن يقفوا حيث وقف النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ؟ .. فماذا يقولون حين يصل الأمر بهم إلى رمي المخالف بأشنع الصفات ، وكأنه خالف في أصل الدين ؟ ! ..
فاقرأ معي ما يقوله الغزالي في ( إحياء علوم الدين : 2/ 301 ) ، حيث يقول : ( ومن لم يحركه السماع فهو ناقص ، مائل عن الاعتدال ، بعيد عن الروحانية ، زائد في غلظ الطبع وكثافته على الجمال والطيور ؛ بل على جميع البهائم !! ، فإن جميعها تتأثر بالنغمات الموزونة.. ) . اهـ .
·بل يتجاوز الغزالي الأدب مع القرءان ، ليعقد مقارنة بين السماع والقرءان ، أيهما أكثر تأثيرا على النفس ، ويرجح السماع على القرءان !! .. صدق هذا أولا تصدق !، وأنا أنقل إليك كلامه بنصه من ( الإحياء : 2/ 235 ) ، حيث يقول متسائلا : ( فإن قلت : فإن كان سماع القرءان مفيدا للوجد ، فما بالهم ( أي الصوفية ) يجتمعون على سماع الغناء من القوالين دون المقرئين ؟ فكان ينبغي أن يكون اجتماعهم وتواجدهم في حلق القراء ، لا في حلق المغنين ؟ .. ويجيب الغزالي بنفسه على هذا التساؤل فيقول : ( .. فاعلم أن الغناء أشد تهييجا للوجد منالقرءان من سبعة أوجه : ... ) ، ثم ذهب يعددها .
فهل هناك مسلم عاقل يقول مثل هذا الكلام أو يفكر فيه ؟ . إذن : فما حكم من يقول هذا ، أو يقرره مدافعا عنه ؟ . ومتى كانت الجمال والطيور بل البهائم كلها حجة في ترجيح مسائل الخلاف ؟ ! . فأين السلامة ، وأين ركوب الأحوط الذي يزعمونه ؟ !.
( 3 ) أما قول الحبشي : ( ومن اخترع مهيعا لنفسه ، خصوصا من أولادهم ، وارتضى غير ما سلكوه، فآخر عمره إلى الخيبة والانحطاط ، ولا يرفع له ما يرفع لهم من منار ، ووكل إلى نفسه ) .. فهذا الكلام عليه مؤاخذات : ( أ ) أن هذا التقريع والتوبيخ إنما يصلح أن يقال لمن فارق طريقة السنة والكتاب ، لأنهما النجاة من الضلال لعامة المسلمين ، بما فيهم صوفية حضرموت . أما أن تحصر الهداية في سلوك طريق علوية حضرموت ، فهذا قلب لحقائق الدين ! . قال صلى الله عليه وسلم : [ تركت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما : كتاب الله وسنتي ]([18]).
(ب) كيف يتجرؤون في الحكم على من سلك غير طريقتهم ، بأنه في آخر عمره إلى خيبة وانحطاط ؟ ، بل لا يبارك له أبدا ؟! . يقول السيد عبدالله بن علوي الحداد :( .. ومع ذلك فإنه لا يبارك لأحد من آل أبي علوي أبدا إذا طرح طريقتهم وتزيا بغير زيهم )([19]). بينما نجد الحبشي يقول في آخر كلامه الذي نقلناه سابقا، والذي نحن بصدد التعليق عليه ( .. ولا نعاديه ولا ننكر عليه ولا نخطئه ، لأن الطريق إلى الله على عدد أنفاس الخلائق ) . أليس هذه مغالطة وتناقض ؟ . _________________ | |
|
| |
تركيه الخضرى المدير المساعد
عدد الرسائل : 3347 نقاط : 10540 تاريخ التسجيل : 19/02/2010
| موضوع: رد: التوضيحات الجلية في بيان فساد منهج المدرسة الصوفية الحضرمية الثلاثاء 11 مايو 2010, 7:57 pm | |
| ج) ثم لماذا هذه الحمية والعصبية العمياء لطريقة أجدادهم آل باعلوي ، والتشبث بها حتى لو ظهر الحق والصواب مع من فارقهم ، بل حتى لو عمل المخالف بالسنة والكتاب؟ . يقول الحبشي في موضع آخر من كلامه السابق : ( وإنا بحمد الله لا نجد ميلا ولا رغبة في غير اقتفائهم ، ولا نغبط من جاء على غير ولائهم ، ولو ظهر منه ما ظهر ، واشتهر عنه ما اشتهر ، وإن وافق الصواب ، وعمل بالكتاب ) !! . أليس مثل هذا الكلام ، يخالف المنهج الرباني بالأمر بتحكيم السنة والكتاب عند وجود النزاع والاختلاف ؟ . قال تعالى : ( فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً ) .
( 4 ) أما قوله : (فمن تبعهم سلم ومن خالفهم ندم ، والأدب معم طريقة ، واتباعهم حقيقة ، ولا تخالف بواطنهم ظواهرهم ) . فلنا مع هذا الكلام وقفات : ( أ ) قوله ( فمن تبعهم سلم ، ومن خالفهم ندم ) ، فأي سلامة يجدها من تبعهم ، وهم يدعون إلى غير طريقة الكتاب والسنة ، ويسعون لتحكيم الكشف الصوفي والرؤى والهواتف وخطرات النفوس بدلا عنهما ؟! :
ترجو السلامة ولا تسلك مسالكها *** إن السفينة لا تجري على اليبس
ولذلك حينما يعجز الدعي عن الدليل ، يعكف على نسج قصص وتهاويل من وضعه وصنعه ، قصص تحكي رفعة الأولياء وقدراتهم اللا محدودة في الكون ، من جلب الخير لمن وافقهم ، وإيصال الضرر والعطب إلى من خالفهم ، ليستجلب بها قلوب الدهماء وعوام الناس ، ويخوف بها المعارض إذا ما عارض ، فصارت بضاعة ( الكرامات ) تجارة رابحة !! .
ولا بأس أن أذكر لك – عزيزي القارئ – هذه النماذج لتفهم المقصود : الصوفي يقلب القلوب : يقول يوسف النبهاني في ( جامع كرامات الأولياء :2/ 378 ) ، في ترجمة علي نور الدين بن العظمة : ( .. ومن كراماته ، ما حكاه حشيش الحمصاني ، أنه مر عليه يوما ، فجرى في خاطره الإنكار عليه ، لعدم ستره عورته ، فما تم له هذا الخاطر إلا وقد وجد نفسه بين أصبعين من أصابعه ، يقلبه كيف شاء ، ويقول له : انظر إلى قلوبهم ، ولا تنظر إلى فروجهم ) !.
قـلت : انظر كيف أصبح هذا المخبول مهتوك العورة ، يقلب القلوب كيف يشاء ، ويعلم خبايا الصدور ؟ ! .. دستووور !!.
الصوفي يمحو ما يشاء وزيادة : قال عبد الله بن أسعد اليافعي في كتابه ( نشر المحاسن الغالية ك 68 ) : ( .. وقد قال بعضهم : لا يكون الشيخ شيخا حتى يمحو خطيئة تلميذه من اللوح المحفوظ!. وقال آخر منكرا لهذا القول المذكور : لو كان شيخا ما غفل عن تلميذه حتى وقع في الخطيئة ) !! .
قـلت : والتعليق على هذا الكلام نتركه للقارئ اللبيب .
الجنة مضمونة له ولأتباعه دون معارضيه : يذكر علي حرازم في كتابه ( جواهر المعاني : 1/ 130 ، 131 ) ما وقف علـيه من نص كلام لشيخه ( أحمد التجاني ) ، وسؤاله النبي صلى الله عليه وسلم يقظة لا مناما !! ، أن يضمن له الجنة ولأتباعه دون أعدائه ، فأجابه النبي لمراده .. يقول : ( اطلعت على ما رسمه وخطه ونصه : .. اسأل الله من فضل سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أن يضمن لي دخول الجنة بلا حساب ولا عقاب ، في أول الزمرة الأولى ، أنا وكل أب وأم يضمن لي دخول الجنة بلا حساب ولا عقاب ، في أول الزمرة الأولى ، أنا وكل أب وأم من أبوي إلى أول أب وأم في الإسلام من جهة أبي ومن جهة أمي ، من كل ما تناسل منهم ، من وقتهم إلى أن يموت سيدنا عيسى بن مريم ، من جميع الذكور والإناث .. ومن كل من أحسن إلي بإحسان حسي أو معنوي من مثقال ذرة فأكثر .. وكل من لم يعاديني من جميع هؤلاء من عاداني وأبغضني ، فلا ، وكل من والاني واتخذني شيخا أو أخذ عني ذكرا ، وكل من خدمني أو قضى لي حاجة وآباؤهم وأمهاتهم وأولادهم وبناتهم وأزواجهم .. يضمن لي سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولجميع هؤلاء أن نموت وكل حي منهم على الإيمان والإسلام .. ، ثم قال : .. كل ما في هذا الكتاب ضمنته لك ضمانة لا تتخلف عنك وعنهم أبدا ، إلى أن تكون أنت وجميع من ذكرت ، في جواري في عليين . وضمنت لك جميع ما طلبته منا ضمانا لا يخلف عليك الوعد فيها والسلام ..، ثم قال : وكل هذا واقع يقظة لا مناما )([20]) .
أقـول :ذكر ابن كثير في ( تفسيره : 4 / 167 ) عند قوله تعالى ( قُلْ مَا كُنتُ بِدْعًا مِّنْ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلاَّ نَذِيرٌ ) حديث أم العلاء عند أحمد ، وفيه : ( .. فاشتكى عثمان – أي بن مظعون رضي الله عنه عندنا فمرضناه ، حتى إذا توفي أدرجناه في أثوابه ، فدخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت : رحمة الله عليك أبا السائب ، شهادتي عليك : لقد أكرمك الله - عز وجل - . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { وما يدريك أن الله تعالى أكرمه } ؟ . فقلت : لا أدري ، بأبي أنت وأمي . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { أما هو فقد جاءه اليقين من ربه ، وإني لأرجو له الخير ، والله ما أدري وأنا رسول الله ما يفعل بي } . قالت فقلت : والله لا أزكي أحدا بعده أبدا .. ) . وقد انفرد بإخراجه البخاري دون مسلم ، وفي لفظ له : { وما أدري وأنا رسول الله ما يفعل به } ..
وفي هذا وأمثاله دلالة على أنه لا يقطع لمعين بالجنة إلا الذي نص الشارع على تعيينهم .. والله أعلم ) . _________________ | |
|
| |
تركيه الخضرى المدير المساعد
عدد الرسائل : 3347 نقاط : 10540 تاريخ التسجيل : 19/02/2010
| موضوع: رد: التوضيحات الجلية في بيان فساد منهج المدرسة الصوفية الحضرمية الثلاثاء 11 مايو 2010, 7:58 pm | |
| والآن : أليس هذه النماذج كافية لبيان تفننهم في صناعة الكذب واختلاق القصص ، بما يسمونه بالكرامات ليجعلوا منه سوطا للترغيب والترهيب أم لا ؟ !! .
( ب ) أما قوله : ( والأدب معهم طريقة ، واتباعهم حقيقة ، ولا تخالف بواطنهم ظواهرهم ) ؛ فهذا من التشبع بما ليس فيهم . ونسأل هؤلاء الأولياء الأصفياء !! : هل من الأدب أن يصرف ما هو لله تعالى من الخصوصيات ليعطى لأوليائهم من الصوفية آل باعلوي ؟ . أعتقد أن هذا هو عين قلة الأدب .
اقرأ معي - عزيزي القارئ - هذه المناقب التي أوردوها في ترجمة السيد علوي بن محمد بن علي باعلوي : ·يقول مؤلف ( شرح العينية : 173 ) عنه : (.. كان من أكابر المشائخ ممن أذن له في التصريف المطلق ، بإذن الله تعالى ، حتى بعد موته وانتقاله ، كما شهد له المشائخ الأجلاء ، وله الاطلاع على الأسرار الإلهية والبرزخ ، وممن يحيي ويميت بإذن الله ، ويعرف الشقي من السعيد ، ويقول للشئ كن فيكون .. صرح بذلك المشائخ العارفون ، والأولياء الأكابر المحققون ) !! .
أقـول : أليس هؤلاء المشائخ العارفون ، والأولياء الأكابر المحققون ، هم أولى بأنيتأدبوا مع الله ولا يرفعوا أحدا فوق مرتبة العبودية ؟ ، ولكن الله المستعان !! :
(5 ) أما قوله : ( فكيف يكون حال من ادعى أنه عثر على ما لم يعثروا عليه ، وأن الصواب غير ما جنحوا إليه وأشاروا إليه ؟ ، مع أننا نعتقد أنهم وآحادهم لم يأت أحد منهم ما ينقم عليه ، وحاشاهم أن يركبوا هوى أو يسلكوا غير السبيل السوي ، وهم المشار إليهم أنهم أهل السواد الأعظم ، والسنة والجماعة ، التي نوه بها وبنجاة أهلها صاحب الشفاعة صلى الله عليه وسلم ) .
أقول : ( أ ) هذا كلام من أعمى التعصب عينيه ، فلا يرى إلا ما يراه هو ، فلذلك يستنكر أن يوجد حق عند غيرهم لا يوجد عندهم ، أو أن يصيب غيرهم ويخطئوا هم ، (ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ )، فهذا لا يقوله إلا من يرى عصمة منهجه !، فهل يرون ذلك ؟ والجواب : نعم ، بهذا يؤمنون ، وكلام شيوخهم قديما وحديثا يصب في تكريس هذا الفكر ، وأنا أنقل لك بعض عباراتهم :
·يقول ألحبيب عبد الله بن علوي الحداد في ( عقود الألماس : 52 ) ( ما من أهل طريقة إلا وقد خلطوا وبدلوا وخالفوا هدي سلفهم ما عدا آل أبي علوي )([21]) .
·وقال السيد أحمد بن زين الحبشي في ( تبصرة الولي ) (فاعلم أنطريقة السادة آل أبيعلوي ، هي الصراط الله المستقيم ، وما خالف طريقة آل أبي علوي بحيث يضادها ، فهو من السبل المتفرقة عن سبيل الله )([22]) .
·ويقول الحبيب عبدالله بن علوي الحداد منزها صوفية حضرموت أن يوجد عندهم خاطر شيطاني أو نفساني ، قائلا : ( .. وأما حالة الفرق فالواصل فيها محفوظ ، وبعين العناية ملحوظ ، وعندها يبقى الخاطر الرباني .. أما الخاطر الشيطاني ، فلا وجود له .. وأما الخاطر النفساني فيبعد إمكان وجوده )([23]) . _________________ | |
|
| |
تركيه الخضرى المدير المساعد
عدد الرسائل : 3347 نقاط : 10540 تاريخ التسجيل : 19/02/2010
| موضوع: رد: التوضيحات الجلية في بيان فساد منهج المدرسة الصوفية الحضرمية الثلاثاء 11 مايو 2010, 7:59 pm | |
| ·وقال المشهور في ( المناصرة والمؤازرة : 61 ) ( وكتب بعضهم في وصية لمحب عن طريق آل باعلوي ، : وهي طريق الرسول ، والخلفاء الراشدين الفحول ، المأمور بالعض عليها بالنواجذ من كل طالب وآخذ ) .
·ويقول أيضا في ( تقليب الأرض الخاشعة : 32 ) : ( كل مذهب أو مدرسة تخالف ما دعا إليه أسلافنا الصالحون ( صوفية آل باعلوي ) قولا أو عملا ، يعرض على كتاب الله وسنة رسوله ) .
هكذا إذن : الكتاب والسنة إنما هو لغير الصوفية ، يعرضون عليهما أعمالهم ، أما صوفية حضرموت العلويين فلا حاجة لهم للكتاب والسنة ! ، أتدري لماذا ؟ ، لأنهم كما أوردت لك قبل قليل ، يعتقدون أنهم معصومون ، فلا يتطرق إلى رجالهم وشيوخهم أي خاطر شيطاني أو نفساني ، بل لا يوجد عندهم أصلا ، فلا قدرة للشيطان عليهم ولا النفس الأمارة كذلك !! .. فماذا يوجههم إذن ؟ .. إنه الخاطر الرباني ، الذي صرح به عبدالله بن علوي الحداد مسبقا بقوله : ( وعندها يبقى الخاطر الرباني ) .
فإذا كان علوية حضرموت قد وصلوا إلى مرتبة العصمة كما تزعمه الشيعة في أئمتهم ، فإنه يكشف لنا سر الجذور الأولى للتصوف الحضرمي العلوي ، إذ أنأصول علوية حضرموت دخيلة على أرض حضرموت ، وفدت إليها بقدوم أحمد بن عيسى ( بالمهاجر) ، وهو شيعي المذهب ، من أهل العراق .
(ب) أما قوله : ( مع أننا نعتقد أنهم وآحادهم لم يأت أحد منهم ما ينقم عليه ، وحاشاهم أن يركبوا هوى أو يسلكوا غير السبيل السوي ) .
فهذه جعجعة لا نرى لها طحنا ! . وقد ذكر مثل هذا المعنى بلفظ آخر ، سبق أن رددنا عليه ، حيث قال : ( ولا أحد منهم ينسب إلى تحريف أو تخريف أو ركوب غير الأحوط ) ، فأنصحك بإعادة قراءته مرة أخرى .
ثم أنا أزيدك من أخبارهم أكثر وأكثر لتتيقن زيف دعواهم فاسمع :
·إذا غلب عليه ا لحال طلب ذوات ا لجمال : قال الحبيب عبد القادر بن شيخ العيدروس في ( النور السافر عن أعيان القرن العاشر ) في ترجمة عبد الرحمن بن عمر باهرمز الشبامي الحضرمي ( كان عندما يرد عليه الحال([24])، يطلب النساء الحسنات من ذوات الجمال ، فيغنين بين يديه ويرقصن . فكان هذا دأبه في أكثر الأوقات )([25]) !! .
قـلت :وهذا يذكرني بالشيخ ( جليلو ) !. ، قال النبهاني في ( جامع كرامات الأولياء : 2/ 138 ) في ترجمة عبد الجليل الأرناؤوطي : ( وكان يقال له الشيخ ( جليل ) .. ، ومن ظريف أمره ، انه كان يجمع الدراهم من الناس ، وينفقها على النساء العجائز البغايا اللاتي كسدن وصرن بحالة لا يقبل عليهن الفساق ، فكان يجمعهن في حجرة ، وينفق عليهن ما يجمعه ، ويأوي إليهن ، وينام عندهن ، ويخدمنه ) !! . اهـ .
فأكرم بها من كرامة ، وأنعم بها من ولاية !! . الأول ( باهرمز الحضرمي ) مع ذوات الحسن والجمال ، والثاني ( جليلو ) بين البغايا الفاسقات ، يأوي وينام ، ويخدمنه ! . وأنا أسأل هنا الصوفية الأصفياء الأنقياء ، بكل أدب واحترام : النوم والإيواء معهن معلوم ، لكن كيف يخدمنه ، وما هي طبيعة هذه الخدمة من البغايا ؟؟ .. وألف دستور لـ ( باهرمز الشبامي ) وللشيخ ( جليلو) !! .
فهل يليق بعد هذا أن يقال بأنهم وآحادهم لم يأت أحد منهم ما ينقم عليه ؟ : أما الهوى ، فقد ركبوه وامتطوا صهوته ، وتبختروا في المشية ، وأتبعوا النفس هواها ، وتمنوا على الله الأماني ! .. وإليك دليل ذلك : _________________ | |
|
| |
تركيه الخضرى المدير المساعد
عدد الرسائل : 3347 نقاط : 10540 تاريخ التسجيل : 19/02/2010
| موضوع: رد: التوضيحات الجلية في بيان فساد منهج المدرسة الصوفية الحضرمية الثلاثاء 11 مايو 2010, 8:00 pm | |
| ·الله يرضى لرضائه ويسخط لسخطه : قال السيد أحمد بن زين الحبشي با علوي في ترجمة الشيخ ( المحضار)([26]) : (وأما ألمحضار ، فهو السيد الإمام ، العالم العامل ، العارف الرباني ، قطب المحققين ، وشيخ أشياخ السالكين ، الشيخ الكبير عمر المحضار بن سيدي القطب عبد الرحمن السقاف ، كان شيخ شيوخ أئمة عصره ، كبير الحال . قال الأولياء العارفون ، والسادة المتقون : إنه يغضب لغضبه جبار السماوات والأرض ، ويرضى لرضائه .. ) . !. اهـ .
قـلت : يقول تعالى : ( انظُرْ كَيفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الكَذِبَ وَكَفَى بِهِ إِثْمًا مُّبِينًا ) .
فمن أين علموا ذلك ؟ . هل نزل عليهم بذلك وحي ؟ . فكيف اطلعوا علىما في نفس اللهمن إرادته الرضا أو السخط ؟ .
·أسد الله في أرضه : قال صاحب ( شرح العينية : 171 ) في ترجمة السيد حسن بن علي بن الفقيه المقدم: ( وكان من كبار المشائخ ، له ذوق في تلاوة القرءان واستغراق ، وإذا استغرق في تلاوته يصيح بأعلى صوته : أنا أسد الله في أرضه ، يكرره سبع مرات ) !! .
·الله يوحي إليه من بعد محمد : قال صاحب ( شرح العينية : 186 ) : في ترجمة عبد الرحمن السقاف :
( .. وقال الشيخ حسن : قال لي والدي السقاف يوما : قد لي في القطبية([27]) شئ وعشرون سنة ، وما بنيت دارا ولا مسجدا ولا غرست نخلا ولا فعلت شيئا حتى سمعت النداء : افعل كذا ! . وكان رضي الله عنه ما يحكم أحدا ، حتى يسمع من قبل الحق سبحانه وتعالى بالأمر بذلك ) .
قـلت :فهذا هو تصوف علوية حضرموت ، لم يكتفوا بـ ( حدثني قلبي عن ربي ) ، بل صاروا يسمعون النداء من الله مباشرة في كل حركة وسكنة ، حتى النبي صلى الله عليه وسلم لم يبلغ م بلغوا ، إذ يتأخر عليه الوحي ويستبطيه النبي صلى الله عليه وسلمأحيانا ، وربما أشار النبي صلى الله عليه وسلم على أصحابه بأمر ، لا يزعم أنه الوحي ، ثم يقول لهم : [ أنتم أعلم بأمور دنياكم ] .
أما علوية حضرموت فلا ينطقون أو يصمتون إلا عن وحي ، بل لا يتحركون أو يسكنون إلا عن أمر رباني يسمعونه بصوت ، كما قال ( السقاف) : ( وما فعلت شيئا حتى سمعت النداء.. ) وكلمة ( شئ ) نكرة في سياق النفي ، فتفيد العموم .
وأنا لا استغرب من جرأتهم هذه ، لأنني أعلم أن عقيدة التصوف تنظر إلى ( الولي ) بأنه أفضل من النبي ! ، حتى قال قائلهم : ( خضنا بحارا وقف الأنبياء بساحله ) !! .
فكيف رأيت – عزيزي القارئ – تلك النماذج البسيطة ، من أن الله يرضى لرضائهم ويسخط لسخطهم ، وأنهم أسد الله في أرضه ، وأنهم يسمعون الوحي ليل نهار ، وغيرها وغيرها ، مما سطرناه ومما سيأتي في حينه بإذن الله تعالى؟ . أليست تفضح مبالغتهم في تزكية أنفسهم وتضخيم مكانتهم بالزور والبهتان ؟ !! . قال تعالى : ( فَلا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى ) .
أليس هذا هو عين اتباع الهوى ؟ ! :
ولا تكن عبد المُنى فالمُنى *** رؤوس أموال المفاليس
وأما نفي ( الحبشي ) أن يسلك علوية حضرموت غير السبيل السوي ، بقوله ( وحاشاهم أن يركبوا هوى ، أو يسلكوا غير السبيل السوي ) .. ، فهذا امتداد لما سبق من كيل المدح والثناء على طريقتهم الصوفية ! . لكن لا بأس أن أورد لك مثالا واحدا لتحكم بنفسك إن كان هذا من سلوك السبيل السوي أم لا ؟ .
·بالرقص والغناء يعمرون مساجد الله : قال مؤلف كتاب ( الفكر والمجتمع في حضرموت : 262 ) عن شخصية الصوفي الكبير في حضرموت عبد الرحمن بن محمد ( مولى الدويلة ) : ( ومن آثاره إدخال السماع والإنشاد المصحوب بالدفوف والشبابات في مسجده بتريم ، وسماه ( الحضرة )([28]) . تقام الحضرة ليلتي الإثنين والخميس من كل أسبوع بعد صلاة العشاء . وتأسيسا لهذه الحضرة ، جلب السيد أحمد بن حسين العيدروس حفيد الشيخ عبد الرحمن السقاف ، والمتوفى سنة 968 هـ ، منشدين من مصر ، وألف منهم جوقة من سبعة أشخاص . وقد استمر هذا الإنشاد في أعقاب آل بامصري وآل باشعيوت المعروفين بأخدام السقاف إلى يومنا هذا ) . اهـ .
عزيزي القارئ : لقد سبق معنا بيان حكم السماع والإنشاد ، وأنه لم يكن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، ولكن كان أحيانا يلقى بين يديه أبيات من الشعر بدون ألحان . وهذا نقلناه عنهم سابقا من كلامهم بأنفسهم .
فماذا يقولون في هذا السماع المصاحب بالدفوف والشبابات ( الناي والمزامير ) ، بل ماذا يقولون في إدخاله للمساجد ؟ !.
وهل يليق بالأولياء الأنقياء الأتقياء أن يتشبهوا بالنساء في ضرب الدفوف ، الذي هو خاص بالنساء ؟ .
وهل يليق بالأولياء الأصفياء أن يقدموا الغناء ومزمار الشيطان على كلام الرحمن ؟ ! .
وهل يليق بالأولياء الصالحين أن يشابهوا المشركين في عبادتهم بالمكاء والتصدية ، الذين قال الله فيهم : (وَمَا كَانَ صَلاَتُهُمْ عِندَ الْبَيْتِ إِلاَّ مُكَاء وَتَصْدِيَة) ؟ ! .
وهل هذه الأفعال تقربهم إلى الله ؟ . أليس كان عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – يضرب كل من كان يرفع صوته في المسجد ؟ ، فكيف به – رضي الله عنه – لو أدرك هؤلاء والذين في زماننا هذا ؟.
فهل بعد هذا يليق بعاقل منصف أن يقول إنهم كانوا على السبيل السوي ؟ : تعصي الإله وأنت تظهر حبه *** هذا محال في القياس بديع
( ج ) أما قوله : ( وهم المشار إليهم أنهم أهل السواد الأعظم ، والسنة والجماعة ، التي نوه بها وبنجاة أهلها ، صاحب الشفاعة صلى الله عليه وسلم) .
أقـول:إن مجرد ادعائهم بأنهم ينتسبون للكتاب والسنة ، هو من الكذب الذي كشفنا حقيقته بأكثر من شاهدين وبينة ، وذكرنا أنهم يقدمون الخواطر النفسانية ، والهواجس الشيطانية ، والرؤى المنامية ، على الكتاب والسنة . فكيف حين يتمادون في الإدعاء بأنهم هم : ( الجماعة ) ، وأنهم هم ( أهل السواد الأعظم ) ، وأنهم هم ( الطائفة الناجية ) ؟! :
إن تلك الأوصاف ، إنما هي متحققة في المتمسكين بهدي النبوة الأول ، المجانبين للأهواء والبدع ، التي تتفرق بأصحابها إلى طوائف وفرق :
كل يدعي وصلا بليلى *** وليلى لا تقر لهم بذاك
قال صلى الله عليه وسلم : [ إن أهل الكتابين افترقوا في دينهم على ثنتين وسبعين ملة ، وإن هذا الأمة ستفترق على ثلاث وسبعين ملة ، كلها في النار إلا واحدة ، وهي الجماعة]([29]) . _________________ | |
|
| |
تركيه الخضرى المدير المساعد
عدد الرسائل : 3347 نقاط : 10540 تاريخ التسجيل : 19/02/2010
| موضوع: رد: التوضيحات الجلية في بيان فساد منهج المدرسة الصوفية الحضرمية الثلاثاء 11 مايو 2010, 8:01 pm | |
| قال ابن مسعود : ( عليكم بالجماعة ، فإن يد الله مع الجماعة .. ، ثم قال : الجماعة ما وافق الحق ولو كنت وحدك )([30]) .
وقال إسحاق بن راهوية : ( لو سألت الجهال عن السواد الأعظم لقالوا : جماعة الناس . ولا يعلمون أن الجماعة : عالم يتمسك بأثر النبي صلى الله عليه وسلم وطريقته . فمن كان معه وتبعه فهو الجماعة )([31]) .
وبالرغم من بعد الهوة بين دعوة الكتاب والسنة ودعوة التصوف العلوية الحضرمية ، فإنني أتعجب من الجرأة التي يزعم فيها الشيخ ( أبو بكر المشهور ) ـ هداه الله ـ، حين يقدم المدرسة الصوفية العلوية ، بأنها الحق الخالص ، والمنهج السديد ، الذي ينبغي على الآخرين أن يتمسكوا به ، عقيدة وفقها وسلوكا ، وتبلغ هذه الجرأة إلى حد العنصرية المقيتة ، حين يرى أن الخروج عن هذه المدرسة وتعاليمها هو خروج عن الإسلام الصحيح ! .
وإليك – عزيزي القارئ – هذه النقولات التي سوّد بها الشيخ ( المشهور) كتبه :
·يقول المشهور في كتابه ( تقليب الأرض الخاشعة : 3- 5 ) : ( وفيما أنا قلق حائر .. ، ظهرت لي إشارة لطيفة .. وإذ بي وأنا أشرع في وردي بعد صلاة المغرب من كتاب الله تعالى تبادرني الآية الكريمة من أول حزبي ( إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ . ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) . أحسست حينها بانشراح عظيم يداخل روعي ويشاغلني عن صلاتي ، فتجوزت فيها ثم حملت القلم لأنتصر لأهلي راغبا وراهبا ... فماذا يمنعني أن انتصر لتركة أهلي وسلفي ، الذين على هدي النبوة عاكفون آناء الليل وأطراف النهار .. وإذا أنا بالمناجاة الموسوية ترد على الخاطر حاملة صورة البشرى من وجه آخر ( رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي . وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي . وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي . يَفْقَهُوا قَوْلِي . وَاجْعَل لِّي وَزِيرًا مِّنْ أَهْلِي) . .. وطاف بخلدي قول الرسول صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب : [ أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى ] ؟ . فاطمأن قلبي إلى هذا الارتباط الشاهد باتصالنا حسا ومعنى .. فهارون كان لموسى وزيرا وأخا وعضدا ، وعليا – رضي الله عنه- قال له الرسول صلى الله عليه وسلم : [ أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى ] .
وكفى بهذا الفخر العرقي القائم على الجهاد في سبيل الله من دليل على عظم السلالة وأصلها ، وإباحة مطلقة في الانتصار للأب والأهل ) . اهـ .
·ويقول أيضا في كتابه ( الأبنية الفكرية : 11 ) : ( وبعد ؛ فتأمل معي أيها الراغب في منهج السلف وفهم قاعدتهم الثابتة المتوارثة عبر تسلسل دعوتهم المباركة في وادي حضرموت .. تأمل ما يقوله أحد سلفنا المجمع على سلامة منهجهم .. ) .
أقول : لا أدري أي إجماع هذا الذي يحكيه الشيخ ( المشهور ) – هداه الله - حول منهجهم ؟ . والذي اعتقده أنه من التشبع بما لم يعطوا ؟ .
·ويقول أيضا في كتابه السابق ، ( ص : 12 ) نقلا عن علي بن علي بن محمد الحبشي ، قال : ( .. فإني لا أحب لإخواني العلويين، إلا سلوك سبيل أسلافهم الصالحين ، وتقليدهم فيما بلغهم عنهم ، من علوم وأعمال واعتقاد . فإنهم كما يعلم الله ، حزب الرشاد ، وخلفاء خير العباد ) .
وهكذا يحاول الشيخ ( المشهور) إحياء تركة الآباء والأجداد ، والانتصار للعرقية والسلالة ، - سلالة علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - ، ملوحا بفخر وسرور إلى تخصيص علي بن أبي طالب بعلوم خاصة ، كيف لا ، وهو بمنزلة هارون من موسى ! . وهذا الإرث العلمي والعقدي المعصوم عندهم ، يتناقله الأحفاد بينهم .
يقول ( المشهور ) في كتابه ( تقليب الأرض الخاشعة : 23 ) : ( .. وما كان انتقال الإمام المهاجر عن أرض الرافدين إلا رغبة في وجود المناخ الملائم لإتمام المكارم الأخلاقية النبوية ، التي كانت جزأ من الإرث النبوي العظيم ، والتي ظلت حبيسة القلوب وبين أضلاع الأئمة الفحول أبان القلاقل والاضطرابات والفتن المتعاقبة ) . اهـ .
ونسأل الشيخ المشهور هنا : لماذا هذه التعاليم التي جاء بها المهاجر كانت حبيسة في الأضلاع وبين الضلوع ؟ . ولماذا البحث عن المناخ المناسب ؟! .
ألسنا نشمّ في هذا الكلام رائحة دعوة سرية ، تحاول غرس بذرة غريبة على العلوم الإسلامية ، المستمدة من الكتاب والسنة ، بعيدا عن الأنظار ؟ . وإلا ماذا يمنعهم إن كان ما عندهم في القلب وبين الضلوع من علوم صحيحة أن ينشروها في أرض العراق ، حيث يتواجد أئمة علماء السنة في ذلك الحين ؟ . ولماذا الفرار من هناك والنزول بهذا الفكر الغريب على أرض حضرموت ؟ ، خاصة إذا علمنا أن أرض حضرموت ـ في غالبها ـ ذلك الحين كان يغلب عليها الجهل .
إن ما سبق يكشف لنا حقيقة الفكر المسيطر عليهم ، إنه فكر الشيعة الذين يرون اختصاص علي بن أبي طالب بالعلوم اللدنية ، والتي يتوارثها الأبناء والأحفاد عن الآباء والأجداد .
ولما كان هذا العلم بزعمهم يخرج من مشكاة النبوة ، فلا عجب من النقولات التي ذكرناها عنهم ، والتي تصب حول فكرة واحدة ، وهي ( من تبعهم سلم ، ومن خالفهم ندم ) !! .
ولا أطيل هنا في هذا الموضوع ، وإنما أستبقي ما عندي لمبحث آخر ، أكشف فيه بإذن الله حقيقة دعوى الشيخ المشهور لمنهج المهاجر ، ودعوة آل البيت ، في مبحث بعنوان ( نزعة التشيع عند الشيخ أبي بكر المشهور ) . _________________ | |
|
| |
تركيه الخضرى المدير المساعد
عدد الرسائل : 3347 نقاط : 10540 تاريخ التسجيل : 19/02/2010
| موضوع: رد: التوضيحات الجلية في بيان فساد منهج المدرسة الصوفية الحضرمية الثلاثاء 11 مايو 2010, 8:02 pm | |
| تصوف حضرموت شيعي الجذور
كل من تكلم عن تاريخ التصوف الحضرمي ، يرجعون به إلى الفقيه المقدم ( 574- 635 هـ) ، والذي ينتهي نسبه إلى الحسين بن علي بن أبي طالب ، ويعتبر الشخصية الأولى التي كان لها الدور الأساسي في نشر التصوف في حضرموت ، وهو واحد من بين أربعة تم ترشيحهم من قبل جهة خارجية ، لنشر التصوف في حضرموت . وهذه الجهة هي الطريقة المدينية ، نسبة إلى الشيخ ( أبي مدين المغربي ) .
يقول السيد عبد الرحمن بن عبدالله بلفقيه : ( أصل طريق السادة آل أبي علوي ، الطريقة المدينية ، طريق الشيخ أبي مدين المغربي ، وقطبها ومدار حقيقتها ، الفرد الغوث الشيخ الفقيه المقدم محمد بن علي باعلوي الحسيني الحضرمي، تلقاها عنه الرجال عن الرجال ، وتوارثها عنه الأكابر أولوا المقامات والأحوال)([32]) .
وأبو مدين المغربي صوفي كبير متهم بالتشيع والعمل على نشره . وقد ذكر مؤلف ( القبورية في اليمن )([33]) ، بأن الشيخ مصطفى عبد الرازق الذي كان شيخا للأزهر من عام 1945 م إلى سنة 1947 م ، بأنه نشر ثلاث مقالات في إحدى الصحف الأسبوعية القاهرية عام 1927 م ، تحت عنوان ( المولدان الأحمدي والدسوقي ) ، قال في أحدها : ( أنه رجع إلى مخطوطة مغربية ، ينكر صاحبها أن يكون ( أحمد البدوي ) صوفيا ، ويثبت أنه كان شيعيا علويا ، يهدف إلى إرجاع الملك العبيدي ( الفاطمي ) الشيعي المغالي ، وأن ( عليا البدوي ) والد أحمد البدوي ، كان أحد العلويين الشيعة الإسماعيلية ، وأنه نزح من المغرب إلى مكة المكرمة . وكان أحمد البدوي وقتها لم يتجاوز السبع سنوات ، وكان ذلك عام ( 603 هـ ) ، حيث عقد الشيعة مؤتمرا في مكة ، بحثوا فيه كيف يعملون على إعادة الدولة الإسلامية علوية - أي شيعية باطنية - ) .
وأضاف مؤلف كتاب ( السيد البدوي ودولة الدراويش في مصر : 28 ) محمد فهمي عبد اللطيف نقطة مهمة جدا بعد تأكيده لذلك الاجتماع ، حيث قال :
( .. فكان أبو مدين الغوث في المغرب يبث هذه التعاليم تحت ستار التصوف ، ويربي عليها المريدين ، فيرسلهم بها إلى الآفاق والأمصار )([34]) .
وهذا الدور المشبوه لأبي مدين المغربي ، يشهد عليه جميع مؤرخي حضرموت ، حين يتكلمون عن بداية دخول التصوف إلى حضرموت .
يقول المؤرخ كرامة مبارك سليمان با مؤمن في كتابه ( الفكر والمجتمع في حضرموت : 252 ، 253 ) : ( وقد أتى التصوف حضرموت غازيا من المغرب العربي بواسطة مندوب الصوفي الكبير الشيخ أبي مدين التلمساني . فقد انتدب الشيخ شعيب أبو مدين تلميذه الشيخ عبد الرحمن بن محمد المقعد لنشر طريقته الصوفية في حضرموت، والمعروفة بالطريقة المغربية . وقـبل وفاة عبد الرحمن المقعد في مكة ، كلف تلميذه عبد الله الصالح المغربي ، بالتوجه إلى حضرموت ، لتنفيذ المهمة المكلف بها من قبل شيخه أبي مدين . وفي حضرموت التقى الشيخ عبد الله المغربي بالفقيه المقدم محمد بن علي العلوي في مدينة تريم ، وألبسه خرقة التصوف ، التي يحملها إليه ، وأجرى له مراسيم دخوله دائرة التصوف من إلباس وتحكيم والتزام بطريقة الشيخ أبي مدين التلمساني . ثم توجه المندوب الصوفي إلى قيدون بدوعن ، والتقى بالشيخ سعيد بن عيسى العمودي ، وأجرى معه ما أجراه مع الفقيه المقدم . ثم تابع الشيخ عبد الله المغربي مهمته في غرس بذور التصوف في حضرموت ، فوصل إلى ميفعة والتقى بالشيخ باحمران ، وألبسه خرقة التصوف حسب أصول الطريقة المغربية .
وفي عورة التقى المندوب الصوفي المغربي بالشيخ باعمر، وأجرى معه نفس المراسيم في أخذ الطريقة الصوفية. وبعد أن أنهى الشيخ عبد الله الصالح المغربي مهمته ، استقر في قرية أصعبون في ميفعة ، وتزوج فيها وأنجب بنتين )([35]) .
ولو ذهبنا نبحث عن بداية التصوف ونشأته ، فإننا نجد أن أ ول من تسمى باسم (صوفي) في الإسلام ثلاثة ، هم : جابر بن حيان ، وأبو هاشم الكوفي ، وعبدك الصوفي .
فأما جابر بن حيان ، فقد كان تلميذا لجعفر الصادق أو عبده ، والشيعة يرون أن جابرا هذا من كبارهم ، وأنه أحد الأبواب([36]) ، وأنه ألف كتبا في التشيع .
وأما أبو هاشم الكوفي ، فإنه أ ول من بنا خانقاه[37] للصوفية في الرملة ، وكان يلبس لباسا طويلا من الصوف ، وكان معاصرا لجعفر الصادق وجابر بن حيان ، وتسميه الشيعة مخترع الصوفية .
وأما عبدك الصوفي ، فاسمه عبد الكريم ، وحفيده محمد بن عبدك كان مقدم الشيعة([38]) .
وهكذا يتضح لنا أن الجذور الأولى للتصوف هي شيعية المنشأ ، وهذا التلاقي بين التصوف.
والتشيع يؤكده العلامة ابن خلدون في ( مقدمته ) حيث يقول : ( ثم إن هؤلاء المتأخرين من المتصوفة المتكلمين في الكشف ، وفيما وراء الحس ، توغلوا في ذلك .. وكان سلفهم مخالطين للإسماعيلية المتأخرين من الرافضة الدائنين أيضا بالحلول وإلهية الأئمة ، مذهبا لم يعرف لأولهم ، فأشرب كل واحد من الفريقين مذهب الآخر ، واختلط كلامهم وتشابهت عقائدهم ) اهـ.
إن الإمام أحمد بن عيسى ( المهاجر) الذي يرجع إليه علوية حضرموت في نسبهم إلىالحسين بن علي بن أبي طالب ، كان شيعي المذهب ، وعاش في البصرة ، والتي كانت مليئة بالزهاد والعباد ، وجلهم من الشيعة ، حيث أن كثيرا من أفكار التصوف تشابه وتوافق عقائد الشيعة .
ولقد سافر ( عبيد الله ) ابن الإمام المهاجر إلى أبي طالب المكي ، صاحب ( قوت القلوب ) ، لتلقي علوم التصوف . وأبو طالب المكي هذا ، من كبار المقررين لتقسيم الشريعة إلى ظاهر وباطن ، كما هو عند الشيعة . وقد ملأ كتابه ( قوت القلوب ) بكثير من ذلك الهذيان !! ، بل إن الشيخ أبا حامد الغزالي إنما أمرضه كتاب قوت القلوب هذا ، فنقل في كتابه ( الإحياء ) منه جملة كثيرة ، منها ما يصرح به ومنها ما لم يصرح به([39]) .
وإذا ما طالعنا كتب التراجم لأعلام حضرموت من السادة الصوفية العلويين ، ككتاب( الغرر) مثلا ، نجده قد ملأه بجملة من الأحاديث المكذوبة في فضائل علي بن أبي طالب– رضي الله عنه – وشيعته ومحبيه ، كما هو الحال في كتب الشيعة ، مما يجعلك أمام كل هذه الحقائق التاريخية والمظاهر المستمرة لهم حتى يومنا هذا في ممارسة شعائرهم و طقوسهم ، تشعر بنزعة شيعية تتلبس للناس ستار التصوف ، فإن لم يكن كذلك فتمهيد لها . وهذا المخطط الشيعي المتستر بالتصوف ، ليس فقط في حضرموت ، بل في العالم الإسلامي عامة ، يمكن أن نراه مجسدا بقيام ( الدولة الصفوية ) التي حكمت إيران وما جاورها وأجزاء من العراق مدة طويلة ، وهي التي حولت إيران من السنة إلى التشيع هذه الدولة ( الصفوية ) كانت بدايتها فرقة صوفية تنتسب للسنة ، ظهرت سنة ( 647 هـ) على يد صفي الدين ، الذي نسب نفسه إلى علي بن أبي طالب ، بواسطة موسى الكاظم ، وسنة ظهورها قريب العهد من اجتماع الشيعة الذي ذكرناه سابقا ، والذي قرروا فيه تصدير الفكر الشيعي للآفاق ، حتى إذا كان عام (907 ه) ، وفي عهد حفيده ( إسماعيل الصفوي ) ، أعلن عن قيام الدولة على مذهب الإمامية الإثني عشرية . وهكذا بدأت للناس طريقة صوفية ثم كشفت القناع عن الصورة الشيعية .
والآن اسمح لي - عزيزي القارئ – أن انتقل بك إلى عام ( 317 هـ ) ، وهي السنة التي خرج فيها أحمد بن عيسى ( المهاجر ) من العراق قاصدا حضرموت ، ثم نقرأ سير الأحداث كما هي ، لا كما يريد أن يفهمنا إياها الشيخ ( المشهور ) – أصلحه الله - 0
الإمام أحمد بن عيسى ( المهاجر) : هو أحمد بن عيسى بن محمد بن علي العريضي بن جعفر الصادق ، من أسرة علوية هاشمية ، تطلعت منذ اغتيال جدها الإمام علي بن أبي طالب إلى نيل حقها المغتصب من الأمويين من قبل ، ثم العباسيين من بعد ثم من ولي الأمر بعدهم حتى وقتنا هذا .
والإمام ( المهاجر) إذ قرر ترك البصرة ، لا لفقر اضطره ، فهو الثري بن الثري ، وإنما غادرها مع بعض أهله لما هو أعظم من ذلك . إنه الفكر والمنهج الذي أخذه وتوارثه عن آبائه أئمة الأسرة العلوية .
عقبات تقف أمام دعوة ( المهاجر ) : وصل الإمام أحمد بن عيسى إلى حضرموت ، وهو يحمل في رأسه طموحا في الإمامة والقيادة العلوية للمسلمين حيثما كانوا . وقد أعد لهذا المشروع الإمكانات المادية من الأموال الباهظة والحشم والخدم ، التي اصطحبها معه من البصرة .
إن ( المهاجر) منذ بداية دعوته في حضرموت لقي إعراضا شديدا ، بل قدح في نسبته العلوية إلى آل البيت ، فا ضطر العلويون إلى تأكيد نسبتهم مرتين . _________________ | |
|
| |
تركيه الخضرى المدير المساعد
عدد الرسائل : 3347 نقاط : 10540 تاريخ التسجيل : 19/02/2010
| موضوع: رد: التوضيحات الجلية في بيان فساد منهج المدرسة الصوفية الحضرمية الثلاثاء 11 مايو 2010, 8:04 pm | |
| يقول الأستاذ صالح علي الحامد في كتابه ( تاريخ حضرموت ) : ( اضطر العلويون في حضرموت إلى تأكيد النسبة مرتين : كانت الأولى في عهد المهاجر نفسه ، إذ أرسل ابنه( عبيد الله ) مع 300 حاج حضرمي إلى مكة ، فشهد الحجاج العراقيون بصحة النسبة أمام الحضارم . وكانت الثانية بعد مائتي سنة بطلب من بعض ملوك حضرموت في ( تريم ) ومن علمائها وفقهائها الذين طلبوا تأكيد النسب ، فتوجه محمد بن أبي جديد ، من ذرية جديد بن عبيد الله إلى البصرة ، وأشهد مائة شاهد من العراقيين الذين يريدون الحج . وفي الحج شهد الشهود أمام حجاج حضرموت بصحة النسب([40]) .
العلويون يقررون فك العزلة : إن الإمام المهاجر وأحفاده منذ قدومهم إلى حضرموت بقوا متنقلين فيها .. حيث اختار قرية ( الهجرين ) وهي تقع على جبل حصين ، وتوسم المهاجر من قبائلها الكندية السنية أن تنصره وتؤويه فلم يحصل على بغيته ، فغادرها متوجها إلى الوادي نحو الشرق إلى أن وصل إلى شعب ( الحسيسة) فاستقر فيها وتوفي بها ، دون أن يكتب لدعوته الشيعية أي قبول .
وقام بالدعوة بعده ابنه ( عبيد الله ) ، واتجه شرقا إلى قرية ( سمل ) ، ثم انتهى المطاف بأحفاد المهاجر أحمد بن عيسى الإقامة الطويلة في ( بيت جبير) دون أن يكتب لدعوتهم أي نجاح ، وعاشوا معزولين عن المجتمع طوال هذه المدة ، ومن ثم قرر أحفاد المهاجر بقيادة علي بن عليو الشهير بـ( خالع قسم ) ترك العزلة ومغادرة ريف حضرموت إلى حضرها ، إلى ( تريم ) حيث يوجد شيوخ وعلماء أهل السنة ، وتركهم بالظاهر لدعوتهم الشيعية وقبولهم لمنهج أهل السنة ، فوجدوا الترحيب وحصل الاختلاط والاندماج بعد عزلة دامت ما يقارب مائتي سنة .
وهكذا اضطر أحفاد المهاجر إلى ترك دعوتهم الشيعية بالظاهر ، وعمدوا إلى إعلان قبولهم بالفكر السني لحاجة في أنفسهم ، بينما في باطنهم كانوا على الفكر الشيعي ، وبدأوا بتسريب فكرهم هذا بعد الاندماج شيئا فشيئا حتى صارت حضرموت مع مرور الوقت على التصوف المشبع بالفكر الشيعي .
وأنا أنقل لك – عزيزي القارئ – شيئا من التشابه بين الفكر الصوفي الحضرمي والفكر الشيعي ، لتعلم أن التصوف الحضرمي منذ بدايته إنما هو بذرة شيعية .
أوجه التشابه بين التصوف والتشيع : المطلع على مذاهب الصوفية ، وعلى حقيقة مذاهب التشيع ، يجد أنهما ينبعان من أصل واحد تقريبا ، ويهدفان في النهاية إلى غاية واحدة ، ويشتركان في عامة العقائد والشرائع التي ينتحلها كل منهم .. وإليك التفصيل لهذا الإجمال :
(1) القطبية الصوفية والإمامة الشيعية : ما زعمه الشيعة في أئمتهم هو عين ما ادعاه المتصوفة فيمن سموهم بالأولياء الأقطاب . فالأئمة عند الشيعة هم أناس مختارون من قبل الله تعالى بعد الرسول ، لا يخطئون ولا ينسون ، ولهم مقام لا يبلغه غيرهم ، متصرفون في كل ذرة من ذرات الكون . ونفس هذه العقيدة أخذها المتصوفة وأطلقوها على من سموهم بالأولياء الأقطاب . فكما خلع الرافضة صفات الألوهية والربوبية على أئمتهم ، خلع المتصوفة على أقطابهم نفس الأوصاف .
يقول العلامة ابن خلدون في ( مقدمته ) : ( .. وظهر في كلام المتصوفة القول بالقطب ، ومعناه رأس العارفين ، يزعمون أنه لا يمكن أن يساويه أحد في مقامه حتى يقبضه الله ، ثم يورث مقامه لآخر من أهل العرفان .. وهو بعينه ما تقوله الرافضة في توارث الأئمة عندهم ، فأنظر كيف سرقت طباع هؤلاء القوم هذا الرأي من الرافضة ودانوا به ، ثم قالوا بترتيب وجود الأبدال بعد هذا القطب ، كما قال الشيعة في النقباء ) . اهـ .
قد تقول –عزيزي القارئ – إن هذا الاعتقاد قد عفى عليه الزمن ولا يوجد من يقول به ، أقول : بل كل الصوفية قديما وحديثا – ما عدا البادئين – يؤمنون بما ذكرناه وأكثر ، وأنا أنقل لك ما كتبه أحد المعاصرين من صوفية حضرموت هو أحمد بن عبدالله بن شهاب في رسالة صغيرة بعنوان ( التعرف على التصوف ) ، حيث قال في تعريفه للقطب :
( القطب : هو أكمل إنسان ممكن في مقام الفردية أو الواحد الذي هو موضع نظر الله في كل زمان ، تدور عليه أحوال الخلق ، وهو يسري في الكون وأعيانه الباطنة والظاهرة سريان الروح في الجسد ، ويفيض روح الحياة على الكون الأعلى والأسفل )([41]). اهـ .
وبقي أن تعرف عزيزي القارئ أن هذا الكلام عن مفهوم ( القطب ) قد باركه الشيخ ( أبوبكر المشهور ) وأثنى على الكتاب ومؤلفه أيما ثناء في تقديمه له ، حيث قال :
( فقد اطلعت على ما رقمته أنامل السيد الفاضل / أحمد بن شهاب وقد أجاد وأفاد ، وجمع من الفوائد العلمية والنقولات ا لتاريخية ما يضعنا أمام لبنة هامة من لبنات العمل الجاد لتوثيق تراثنا المبارك ... ولهذا نرى أن تحفظ من هذه الأعمال صورة في ملفات قسم الدراسات والبحوث بتريم .. وخاصة أن لدى المذكور أعمال أدبية وعلمية وثقافية ، وأخرى تحتاج إلى الإبراز والإظهار ليتمكن الذهن من زيادة الإثراء ، وهذا ما نأمله في كل باحث ومفكر ) . اهـ .
أقـول :أي إسلام هذا الذي يجعل من القطب شريكا مع الله في ملكه وتدبيره ، بل يفيض روح الحياة على الوجود بأسره علويه وسفليه ؟ !
إذن : كيف نقول في قوله تعالى ( الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا . وَاتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً لاَّ يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلا يَمْلِكُونَ لأَنفُسِهِمْ ضَرًّا وَلا نَفْعًا وَلا يَمْلِكُونَ مَوْتًا وَلا حَيَاةً وَلا نُشُوراً) .
فإن لم يكن هذا هو عين الشرك ، فما هو الشرك إذن ؟ .
واقرأ عزيزي القارئ هذه الأوصاف التي أعطاها صوفية حضرموت لقطبهم الأكبر المدعو بالفقيه المقدم : يقول مؤلف ( شرح العينية : 173 ) عنه : (.. كان من أكابر المشائخ ممن أذن له في التصريف المطلق ، بإذن الله تعالى ، حتى بعد موته وانتقاله ، كما شهد له المشائخ الأجلاء ، وله الاطلاع على الأسرار الإلهية والبرزخ ، وممن يحيي ويميت بإذن الله ، ويعرف الشقي من السعيد ، ويقول للشئ كن فيكون .. صرح بذلك المشائخ العارفون ، والأولياء الأكابر المحققون) !! .
فهذا هو مفهوم القطب عند الشيعة والصوفية لا فرق بينهما .
وإليك هذه الشهادة الهامة جدا التي ينقلها لنا مفتي حضرموت في عصره عبد الرحمن بن عبيد الله السقاف في كتابه ( نسيم حاجر في تأييد قولي عن مذهب المهاجر : 8 ) :
( إن العلويين الحضرميين ومن لف لفهم إلى هذا الحين إ ن لم يكونوا على مذهب الإمامية فإنهم على أخيه ، إذ طالما سمعنا ممن لا يحصر عدا ولا يضبط كثرة منهم ، من يقول : إنه لما زويت عنهم الخلافة الظاهرة ، عوضوا بالخلافة الباطنة ، فصارت إلى علي ثم إلى ابنه الحسين ثم إلى زين العابدين ثم إلى الباقر ثم إلى الصادق ، وهكذا في الأفضل ثم الأفضل من ذرياتهم ، ألا ترى أنهم يقولون بقطبانية هؤلاء وما القطبانية إلا الإمامة بنفسها )([42]) .
(2) العلم اللدني : وهو مأخوذ من قوله تعالى (وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا) . فالشيعة يزعمون أن عندهم علوما خاصة ليست مبذولة لعموم الناس ، ورثها علي - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم دون غيره من الصحابة . وتارة يزعمون أن الله يطلعهم على ما يشاءون من العلوم بلا واسطة. وتارة يزعمون أن الوحي يتنزل عليهم !! .
·ذكر الكليني في كتابه ( الكافي : 1/ 263 ) عن أبي جعفر أن أبا عبدالله قال : ( فلم يعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم حرفا مما علمه الله إلا وقد علمه عليا ثم انتهى العلم إلينا ، ثم وضع يده على صدره ) .
·وجاء في ( الكافي : 1/ 258 ) : عن أبي عبدالله قال : ( إذا أراد الإمام أن يعلم شيئا أعلمه الله ذلك ) .
·وذكر الكليني في ( الكافي ) عن حمران بن أعين قال : قلت لأبي عبدالله - عليه السلام – جعلت فداك ؛ بلغني أن الله تبارك وتعالى قد ناجى عليا عليه السلام ؟ ! . قال : ( أجل قد كان بينهما مناجاة بالطائف نزل بينهما جبريل )([43]) .
وهكذا يزعمون أن أسرار القرءان وحقائق الدين إنما هي عند الأئمة وحدهم . والصوفية درجوا على هذا المنوال نفسه فيتفاخرون على غيرهم بأن عندهم العلوم اللدنية ، وما هي في الحقيقة إلا ما يعتقده الشيعة في هذا الأمر .
·جاء في كتاب ( النفائس العلوية في المسائل الصوفية : 156 ، 157 ) للحبيب عبدالله بن علوي الحداد ما نصه : ( وسأله الفقيه الفاضل عبدالله بن محمد بن عثمان العمودي عن قول الشيخ الأخضر لتلميذه الفقيه الصوفي عمر بن عبدالله با مخرمة وذلك مما ذكره مؤلف مناقب الشيخ الجليل معروف با جمال في خاتمتها ، من أنه أعني الشيخ الخضر قال لتلميذه من جملة كلام : ( وأجزتك في علوم لم يطلع عليها نبي مرسل ولا ملك مقرب ، إلى آخر ما سأله عنه ) ؟ ، فأجابه نفعنا الله به :
( اعلم أن هذا كلام صحيح من حيث المعنى ولا إشكال فيه ...وقد انفرد الخضر بالاطلاع على علوم لم يطلع عليها موسى عليه السلام .. ) !! .
·يقول الغزالي في ( إحياء علوم الدين : 3\27،25 ) : ( باب شواهد الشرع على صحة طريق أهل التصوف في اكتساب المعرفة لا من التعلم ولا من الطريق المعتاد ) .. ثم أورد في هذا الباب عن الصوفية قائلاً : ( وكان أبو يزيد وغيره يقول : ليس العالم الذي يحفظ من كتاب ، فإذا نسي ما حفظه صار جاهلاً . إنما العالم الذي يأخذ علمه من ربه أي وقت شاء، بلا حفظ ولا درس ) !!.
ويعلق الغزالي ( الحجة ) !! قائلاً : ( وهذا هو العلم الرباني وإليه الإشارة بقوله تعالى :( وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا ً ) . . ) .
فإذا كان العلم لا ينال عند الصوفية بالتعلم ، فهذا يفسر لنا طريقتهم في التأويل والتحريف لنصوص الشرع تحت اسم ( العلوم اللدنية ) و ( علوم الإشارة ) و... ثم يأمرون أتباعهم بالتسليم لهم . _________________ | |
|
| |
تركيه الخضرى المدير المساعد
عدد الرسائل : 3347 نقاط : 10540 تاريخ التسجيل : 19/02/2010
| موضوع: رد: التوضيحات الجلية في بيان فساد منهج المدرسة الصوفية الحضرمية الثلاثاء 11 مايو 2010, 8:05 pm | |
| واسمح لي عزيزي القارئ أن أنقل لك مسألة واحدة من علومهم اللدنية الحضرمية لتعرف كم هي حماقات دراويش وثرثرة مغفلين ، ومع هذا يسمونها بالعلوم اللدنية :
·جاء في كتاب ( النفائس العلوية : 195 ) لعبد الله بن علوي الحداد : ( وسأله بعض طلبة العلم : عن قول الشيخ العارف أحمد بن عبدالله بن أبي الخيار رحمه الله : محط حرف الزاي ، وحضرة الدال حرف الكمال ، والعز والفخار ؟ . فأجابه رضي الله عنه بقوله : بسم الله الفتاح العليم والحمد لله الجواد الكريم وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد الهادي إلى الصراط المستقيم . هذه المسألة من علوم الإشارة ، والتعبير عنها بصريح العبارة لا يزيدها إلا غموضا ، حتى لو أنه عبر عنها المشير نفسه لم يكن الأمر إلا كذلك ، وإن كان المشير بها من أهل الحقيقة والتحقيق الجامعين بين العلم وسلوك الطريق ، فليتبرك بسماع كلامه ويعتقد الحق والصدق فيه ، يحصل له بذلك الانتفاع ، وإن لم يفهم ما أشار إليه وأومأ له. ومثل هذا وقع كثيرا في كلام أهل الحق وفي كلام غيرهم أيضا وفي التسليم السلامة ) . اهـ .
(3) الظاهر والباطن والشريعة والحقيقة :
تقول الشيعة إن للدين ظاهرا وباطنا لا يعرفه إلا الأئمة . والصوفية تدعي نفس الدعوى ولكن تحت اسم الشريعة والحقيقة ، وفي أحيان كثيرة يصرحون بنفس تسمية الشيعة الظاهر والباطن مع اتحاد الفكرة . فالظاهر عند الشيعة هي تلك المعاني التي يفهمها العوام([44]) وليست مقصود مراد الشرع . أما الباطن فهي علوم ورثها الإمام علي وتوارثها الأئمة من بعده وهي حقيقة الدين . والشريعة عند المتصوفة هي للعامة ، أما علوم الحقيقة فهي للخاصة من الأولياء .
وخلاصة الأمر لهذه التسميات من قبل الطرفين هو هدم تعاليم الإسلام ، وفتح الباب للتحريف حسب ما تمليه أهواء الفرقتين ، ولذلك علوم الكتاب والسنة لا تجد اتباعا لها من الطائفتين .
وإليك هذه النصوص الغزالية الذي يعتبر صاحبها بمقام المنظر للتصوف الحضرمي :
يقول الغزالي في ( الإحياء : 1 / 31 ) : ( وإذا أضيف علم طريق الآخرة ( التصوف ) إلى الفقه ، ظهر أيضا شرف علم طريق الآخرة.
فإن قلت : فصل لي علم طريق الآخرة ... فاعلم أنه قسمان : علم مكاشفة وعلم معاملة . فالقسم الأول : علم المكاشفة ، وهو علم الباطن ، وذلك غاية العلوم . فقد قال بعض العارفين : من لم يكن له نصيب من هذا العلم ، أخاف عليه من سؤ الخاتمة . وأدنى نصيب منه التصديق به وتسليمه لأهله .. وأقل عقوبة من ينكره أنه لا يذوق منه شيئا ) . ويقول أيضا ( الإحياء : 3 / 428 ، 429 ) ( ... فإن لله تعالى سبعين حجابا من نور ، لا يصل السالك إلى حجاب من تلك الحجب في الطريق إلا ويظن أنه قد وصل. وإليه الإشارة بقول إبراهيم عليه السلام إذ قال الله تعالى عنه : (فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَـذَا رَبِّي) ، وليس المعنى به هذه الأجسام المضيئة .. ولكن المراد به انه نور من الأنوار التي هي من حجب الله عز وجل وهي على طريق السالكين ، فلم يزل إبراهيم عليه السلام لما رأى ملكوت السموات حيث قال تعالى : (وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ) يصل إلى نور بعد نور ، ويتخيل إليه في أول ما كان يلقاه أنه وصل ، ثم كان يكشف له أو وراءه أمرا فيترقى إليه ويقول : وصلت ، فيكشف له ما وراءه حتى وصل إلى الحجاب الأقرب... ) !.
إذن : ماذا يبقى لنا من القرءان لو فتحنا الباب لمثل هذه الباطنية التي يمارسها الغزالي ( حجة الإسلام ) ؟ !! ، وما هو الفرق بين هذا وبين قول الشيعة في قوله تعالى : ( وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ . وَطُورِ سِينِينَ . وَهَذَا الْبَلَدِ الأَمِينِ ) ، حيث يقولون ( التين ) هو محمد ، و( الزيتون ) هو علي ، و ( طور سينين ) هو الحسن ، و( البلد الأمين ) هو الحسين ؟! . فالكل حرفوا القرءان باسم الظاهر والباطن الظاهر والباطن أو باسم الشريعة والحقيقة !!.
(4) الطرق : مثلما توجد طرق صوفية في كثير من البلاد الإسلامية وبأسماء كثيرة ، كذلك هذه الظاهرة هي عند الشيعة . حيث توجد فرق صوفية شيعية تتمركز في إيران وتركيا وغيرها من بلاد المسلمين ، كالنوربخشية ، والصفوية ، والبكطاشية ، والنعمت للاهية ، وغيرها .. والملاحظ أن جميعها تستقي من معين واحد ، وتنسب شيوخها إلى آل البيت كسبا لعواطف المسلمين حتى يتسنى لها بعد ذلك النخر في عود المسلمين .
·يقول أحمد سري ( دده بابا ) شيخ مشايخ الطريقة البكطاشية :
( والطرقة العلية البكطاشية قد انحدرت أصولها من سيدنا ومولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ، وعن أولاده وأحفاده إلى أن وصلت إلى مشايخنا الكرام يدا بيد وكابر عن كابر، وعنهم أخذنا مبادئ هذه الطريقة الجليلة )([45]) .
ومثل هذا الكلام يقوله صوفية حضرموت . يقول المشهور في كتابه ( الأبنية الفكرية : 14 ) : ( اعلم أيها الراغب في معرفة الحق وأهله ، أن كل من انطوى من السادة بني علوي ومنسوبيهم تحت راية مدرستهم ، فإن عليه أن يعلم علم اليقين أن هذه المدرسة لها ثوابتها ومبادئها الفكرية المميزة لها عن كافة المناهج الأخرى . والمقصود بالمبادئ الفكرية ثوابت الطريق التي رسمها رجالها في سبيل البلوغ إلى السلامة في الدارين . وكما تستند النسبة العرقية وترتقي في تسلسلها إلى الأب الأول صلى الله عليه وسلم ، فإن النسبة الفكرية أيضا تستند وتترقى في تسلسلها إلى مصدرها الأول في الشريعة صلى الله عليه وسلم ، حيث إن واضع هذه المبادئ هو الإمام المهاجر أحمد بن عيسى بن محمد بن علي العريضي بن الإمام جعفر الصادق بن الإمام محمد الباقر بن الإمام علي زين العابدين بن الإمام الحسين السبط بن الإمام علي بن أبي طالب وفاطمة الزهراء بنت الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ، ومرسخ مدرستها ووجهتها العالمية والمحلية الإمام والأستاذ الأعظم الفقيه المقدم محمد بن علي باعلوي ) . اهـ .
ونظرا للتشابه بين المعتقدات الشيعية والصوفية ، فإن التصوف يبقى متهما بالتشيع ، وبابا لإخراج الناس من السنة إلى التشيع تدريجيا ، ولا يكابر في هذا إلا معاند .
·يقول أحمد سري ( دده بابا ) شيخ مشايخ الطريقة البكطاشية : ( وجميع الصوفية على اختلاف طرقهم يقدسون النبي وأهل بيته ويغالون في هذه المحبة ، لدرجة اتهامهم بالباطنية الإثني عشرية )(2) .
وهذه الشهادة من أهلها دليل على ما ذكرنا ، وإن كان المتصوفة لا يسبون الصحابة رضي الله عنهم ، ويخالفون الرافضة في هذا الباب ، إلا أن الاستمرار في التصوف يوشك أن يجرئ الناس على ذلك حيث قد بدأنا نسمع اللمز الصريح لبعض الصحابة ، ولم يسلم المشهور نفسه من هذا وسيأتي بيانه في وقته .
(5) تقديس القبور : تقديس القبور وزيارة المشاهد تقديس شيعي في نشأته ، وقد مضت القرون الثلاثة المفضلة وليس هناك قبور معظمة ، ولا مشاهد أو قباب ولا غيرها من مظاهر القبورية ، ولا شئ من طقوس ومراسيم العبادات القبورية .
·يقول الذهبي في ( السير : 16 / 250-252 ) في آخر ترجمة عضد الدولة البويهي : ( وكان شيعيا جلدا أظهر بالنجف قبرا زعم أنه قبر الإمام علي ، وبنا عليه المشهد وأقام شعار الرفض ومأثم عاشوراء والاعتزال ) . اهـ .
فقبر الحسين وكذا بقية قبور أئمة الشيعة المجودة حاليا هو من اختراع الشيعة ، فقد تخبطوا وبنوا أكثر من ضريح ومشهد للشخص الواحد ، وجميعها قبور وهمية .
وإذا نظرنا إلى الصوفية فإنهم فاقوا معلميهم من الشيعة في هذا الباب . وصوفية حضرموت دينهم القبور . فكم من شخص نسب له قبر ورفع وشيد وليس لذلك دليل سوى رؤى منامية ونزغات شيطانية ضل بها كثير منهم .
ولأن المقام هنا لا يسمح بالتفصيل ، فأنا أذكر لك شهادة واحد من صوفية حضرموت ويعتبر من الثقات عندهم ، هو محمد بن أبي بكر الشلي باعلوي في كتابه ( المشرع الروي : 1/ 147 ) يؤكد بأن قبور وأضرحة من يقدسونهم هي قبور وهمية لم تكن معروفة .
يقول : ( .. إن كثيرا منهم لا يعرف عين قبره ، بل ولا جهته ، لأن المتقدمين كانوا يجتنبون البناء والكتابة على القبور وإنما استحسنه المتأخرون ) . _________________ | |
|
| |
تركيه الخضرى المدير المساعد
عدد الرسائل : 3347 نقاط : 10540 تاريخ التسجيل : 19/02/2010
| موضوع: رد: التوضيحات الجلية في بيان فساد منهج المدرسة الصوفية الحضرمية الثلاثاء 11 مايو 2010, 8:06 pm | |
| ·يقول الأستاذ المؤرخ / كرامة مبارك بامؤمن في كتابه القيم ( الفكر والمجتمع في حضرموت : 280 ) عن قبر المهاجر أحمد بن عيسى :
( مات المهاجر الإمام أحمد بن عيسى جد آل باعلوي الحضرميين عام 345 هـ ولم يكن معروفا في البدء موضع قبره . فمن قائل أنه دفن في قرية جشير . وقال آخرون أنه دفن في قرية الحسيسة ، دون تحديد موضع القبر . وقال السيد عمر بن عبد الرحمن صاحب الحمراء : لم يعرف للآن موقع قبر المهاجر . وقال صالح بن علي الحامد : إن الإمام عبدالله العيدروس هو أول من أظهر قبر المهاجر ، ثم بنيت عليه قبة .
وقيل أيضا أن قبر المهاجر لم يعرف إلا بعد عصر العيدروس . وقيل أيضا أن المهاجر نفسه نطق من تحت القبر المكتشف ، بأن هذا القبر قبره ! ) . اهـ
ومن عجائب التصوف الحضرمي أنه مع هذه الحقائق التي تشكك في صحة قبر الإمام المهاجر فإنهم يمارسون هوايتهم المفضلة في نسج الخرافة حول القبور ، حيث يقول صاحب ( الغرر ) عن قبر المهاجر :
( قبره ترياق مجرب ، ونجاة من كل عطب ، وأمن من كل أذى ، وأمان من الريب لمن قصده أو أمله أو تعلق به أو أحبه . فمن جاءه بنية أو قصده بقوةٍ وهمةٍ ، أوجب المطلوب وظفر بالمرغوب)([46]).
وإذا عقدنا مقارنة بين مدينة ( تريم ) في حضرموت - وهي مدينة السادة الصوفية العلويين- ومدينة ( مشهد ) الإيرانية المقدسة ، حيث القبور والأضرحة ، نجد تشابها كبيرا بين المدينتين في تقديس القبور وتعظيمها ، ويكشف حجم التقارب بين التصوف والتشيع ، فتأمل !! .
(6) وحدة الوجود : إن ما يقوله المسلم في ربه سبحانه وتعالى تقوله الشيعة في أئمتهم ، فقالوا بألوهية الأئمة والوحدة والحلول !. والصوفية يقولون نفس الكلام ويعتقدون نفس الفكر .
·يقول الداعي طاهر سيف الدين الشيعي الإسماعيلي الباطني في ( حاتم بن إبراهيم الحامدي الهمداني)المدفون شرقي حراز في اليمن : ( فكم أكمه أبرى وكم أبرص شفى*** وكم ميـت أحـيا وكـم ظمئ روى فـمـا حــاتـم إلا مـلاذ لـلائــذ *** ولا هو إلا كاشف الضر والبلوى فــيا أيهـا المكروب لُـذ بجنـابـه *** تجده مزيلا عنك ما بك من بلوى([47]) .
فمثل هذا الكلام ينبغي أن يوجه لله وحده ، لكنهم خاطبوا به أئمتهم ، وما ذلك إلا لاعتقادهم بوصول أئمتهم لمرتبة الألوهية والربوبية .
أما المتصوفة وبالذات صوفية حضرموت فيدينون بنفس المعتقد وألسنتهم تنضح بنفس المقال ، وما ذلك إلا لوحدة المصدر الذي يستقي منه الفريقان . فعقيدة ( وحدة الوجود ) هي عقيدة صوفية حضرموت ، وإن كانوا يتحاشون التصريح بها إلا أن الباحث يحسها ويشعرها تماما من خلال الألقاب والقدرات الهائلة التي ينسبونها لأنفسهم مما لا تليق إلا بالله عز وجل ، ويزيدنا يقينا في هذا الأمر ما يصرحون به أنفسهم في كتبهم حول هذا الموضوع ، فاسمع ما يقولون :
·يقول عبد الرحمن بن مصطفى العيدروس في مقدمة كتابه ( لطائف الجود في مسألة وحدة الوجود) :
( بسم الله بداية ونهاية ، والحمد لله رواية ودراية ، وأصلي وأسلم على الأول والآخر ، والباطن والظاهر ، وعلى آله وصحبه الراتعين في بساتين المظاهر .أما بعد ، فهذه لطائف تتعلق بمسألة الوحدة ، القائل بها أهل المعارف .... ) .
قـلت : أ- لماذا يصفون النبي صلى الله عليه وسلم بأنه الأول والآخر والباطن والظاهر ؟ أليس الله هو الأول والآخر والباطن والظاهر ؟ .
الجواب : إن صوفية حضرموت كغيرهم من صوفية العالم الإسلامي يعتقدون أن محمدا صلى الله عليه وسلم هو المجلى الأعظم للذات الإلهية ، أي إن أعظم ظهور لله سبحانه وتعالى هو في شخص محمد صلى الله عليه وسلم ، وهو ما يسمونه بـ( الحقيقة المحمدية ) .
ب-يؤكد لنا عبد الرحمن بن مصطفى العيدروس أن مسألة وحدة الوجود لا يقول بها إلا العارفون ، فمن هم ؟ . إنهم أولياء التصوف .
·يقول ابن عربي في ( الفصوص : 195 ) : ( ... والعارف المكمل من رأى كل معبود مجلى للحق يعبد فيه ، ولذلك سموه كلهم إلها مع اسمه الخاص بحجر أو شجر أو حيوان أو إنسان أو كوكب أو فلك ... ) . اهـ .
وهكذا : كل ما في الوجود هو الله والله هو الوجود لا فرق ، فالكل وحدة واحدة ، وإنما تختلف الأسماء والحقيقة واحدة ، كما قال قائلهم وتعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا : عباراتنا واحدة وحسنك واحد *** وكل إلى ذاك الجمال يشير([48]) .
·ويقول عبد القادر بن شيخ العيدروس في كتابه ( غاية القرب ) من مجموعة ( إيضاح أسرار علوم المقربين : 85 ) :
( .. فليكن المريد عالي الهمة والنية حتى لا يكون له التفات إلى غير الله ، وتكون النية إلى هذا المقام ، بإرشاد الشيخ العارف الرداد . ولو كان لي ما كان في الكون كله *** وكانت لي الأكوان بالأمر ساجدة لـما نـظرت عيني إليها وما رأت *** إذا لم تـكن ذاتي لذاتك واحدة )
·ويقول الحبيب أحمد بن زين الحبشي باعلوي في كتابه ( شرح العينية : 181 ) في مناقب علي بن محمد ( مولى الدويلة ) :
( .. قال ولده سيدنا علوي : سألت والدي محمد بن علي عن السماع ، فقال : ما نقوم فيه إلا وقد أفنينا الدنيا والآخرة ، أول ما تبدو لنا الدنيا فنسحقها ، ثم تظهر لنا الآخرة فنسحقها ، ثم نبددهما جميعا حتى لا يبقى غير الله تعالى ، فحينئذ يقع الوجود ) . اهـ .
قـلت :لماذا لا تهمهم الآخرة حتى يجعلوها هي والدنيا سواء ؟ .
إن هدف التصوف الأول ليس التدين ، وإنما هو التحقق بوحدة الوجود واستشعار الألوهية والربوبية في أنفسهم ، ولذلك قال من قال منهم بسقوط التكاليف الشرعية عن الأولياء الواصلين ، بل هذا ما جعل بعضهم يقول : ( أنا الله )([49]) !! ، حتى تمادوا في الغلو فنسبوا لأنفسهم من الأفعال ما لا يستطيعها إلا الله من الخلق ، والتدبير ، .. فاسمع ما يقولون :
يقول صاحب ( شرح العينية : 215 ) عن أبي بكر بن عبدالله العيدروس صاحب عدن :
( وكان له الكرامات الخارقة ، من إحياء الموتى ، والاطلاع على الخواطر ، وإظهار المعدوم ، وإنقاذ الغرقى . وبالجملة فيتعسر تدوين أحواله ، ومناقبه وكراماته كثيرة ) .
قـلت : فهل يقول بهذا مسلم ؟ . فكيف بمن يعتقده ؟ ! . ولا بأس أن نعيد ما ذكروه عن ( الفقيه المقدم ) قطب التصوف الحضرمي من قدرات : _________________ | |
|
| |
تركيه الخضرى المدير المساعد
عدد الرسائل : 3347 نقاط : 10540 تاريخ التسجيل : 19/02/2010
| موضوع: رد: التوضيحات الجلية في بيان فساد منهج المدرسة الصوفية الحضرمية الثلاثاء 11 مايو 2010, 8:08 pm | |
| يقول مؤلف ( شرح العينية : 173 ) عنه (.. كان من أكابر المشائخ ممن أذن له في التصريف المطلق ، بإذن الله تعالى ، حتى بعد موته وانتقاله ، كما شهد له المشائخ الأجلاء ، وله الاطلاع على الأسرار الإلهية والبرزخ ، وممن يحيي ويميت بإذن الله ، ويعرف الشقي من السعيد ، ويقول للشئ كن فيكون .. صرح بذلك المشائخ العارفون ، والأولياء الأكابر المحققون) !! .
وأنهي الكلام في هذا المبحث بشهادة أحد كبار التصوف الحضرمي ألا وهو ( عبد الرحمن بن محمد بن علي بن علوي ( السقاف ) حيث يقول :
( اطلعنا على حال الحسين الحلاج فظننا أن بزجاجته كسرا ، فوجدناها ترشح وليس بها كسر)([50]) .
أقـول :أليس ( الحلاج ) قد حكم عليه بالزندقة علماء عصره ، فقتل مصلوبا لعقيدته الباطنية الفاسدة وأقواله الكفرية ؟ . فلماذا هذا المديح للحلاج المتزعم والمنافح لعقيدة وحدة الوجود ؟ .
وهكذا إذن : عقيدة وحدة الوجود هي عقيدة المتصوفة عامة ، لا فرق بين جيل وجيل ، ولا بلد وبلد ، ولولا خشية الإطالة لذكرت عشرات النصوص عن صوفية حضرموت في هذا الأمر ، ولكن أرى أن أفرد لها رسالة مستقلة تكشف حقيقة هذا المعتقد بإذنه تعالى .
ياابن الكرام ألا تدنو فتبصر ما *** قد حدثوك فما رأى كمن سمع _________________ | |
|
| |
تركيه الخضرى المدير المساعد
عدد الرسائل : 3347 نقاط : 10540 تاريخ التسجيل : 19/02/2010
| موضوع: رد: التوضيحات الجلية في بيان فساد منهج المدرسة الصوفية الحضرمية الثلاثاء 11 مايو 2010, 8:09 pm | |
| الخلاصة : يتبين لنا بعدهذاالنقل ، اتفاق مصادر المؤرخين والباحثين العلويين الحضارم وغيرهم على أن التصوف الحضرمي ترجع أصوله إلى جذور شيعية وفدت إلى حضرموت بقدوم الإمام أحمد ابن عيسى ( المهاجر) ، الذي سعى أحفاده في نشره وترسيخه بدلا عن دعوة الكتاب والسنة . فلما وجدوا إعراض الناس عن دعوتهم الشيعية ، لبسوا لهم لباس التصوف باسم العبادة والزهد ظاهرا ، وأشبعوه بالفكر الشيعي باطنا .
·يقول الأستاذ / صالح بن علي الحامد في مؤلفه ( تاريخ حضرموت ) ( إن المهاجر إمامي علوي على مذهب العلويين في العراق . والمذهب الإمامي مذهب قومي للعلويين وشيعتهم )([51]) .
·وقال السيد / ضياء شهاب في كتابه ( المهاجر : 8 ) ( تذكر الكتب الحضرمية أن مذهب الإمام المهاجر هو مذهب آبائه ، وأنه تلقاه عن أبيه وجده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأن طريقة العلويين متلقاة عن آبائهم الواحد تلو الآخر ، وهذه السلسلة يحفظها العلماء ويوصلونها إلى الإمام المهاجر وأبيه وجده إلى الإمام علي بن أبي طالب )([52]). اهـ .
·وكتب المؤرخ السيد / عبد الرحمن بن عبيد الله السقاف رسالة سماها ( نسيم حاجر في تأييد قولي على مذهب المهاجر ) ذهب فيها إلى أن الإمام المهاجر إمامي المذهب . وقد خلص قوله في هذا الأمر أن قال : ( إن العلويين الحضرميين ومن لفّ لفهم إلى هذا الحين إن لم يكونوا على مذهب الإمامية فإنهم على أخيه . إذ طالما سمعنا ممن لا يحصر عدا ولا يضبط كثرة منهم ، من يقول : إنه لما زويت عنهم الخلافة الظاهرة ، عوضوا بالخلافة الباطنة ، فصارت إلى علي ثم إلى ابنه الحسين ثم إلى زين العابدين ثم إلى الباقر ثم إلى الصادق ، وهكذا في الأفضل ثم الأفضل من ذرياتهم ، ألا ترى أنهم يقولون بقطبانية هؤلاء وما القطبانية إلا الإمامة بنفسها ) . اهـ .
فإذا علمنا هذا ؛ فإننا نعجب أشد العجب من محاولات الشيخ ( أبي بكر المشهور ) – هداه الله - في سعيه لتزييف الحقائق التاريخية ، واختلاق معلومات كاذبة من كيسه وتأليفه للتهرب من وصم التصوف الحضرمي بالتشيع ، فيزعم بأن الإمام ( المهاجر) كان سنيا على الكتاب والسنة !! .
·يقول المشهور في كتابه ( الأبنية الفكرية : 18 ) :
( وانتقل – أي الإمام المهاجر - إلى الحسيسة ، وبها أقام بقية حياته داعيا إلى اجتماع الكلمة ، موطدا مدرسة الكتاب والسنة على منهج أهل السنة والجماعة ) !! .
·ويقول أيضا ( لقد حملت مدرسة المهاجر والفقيه والسقاف والمحضار والعيدروس والحداد وغيرهم من أئمة أهل البيت عالمية الدعوة وإمامة المصطفى صلى الله عليه وسلم ، بعيدة كل البعد عن الأهواء والتعصب المقيت ، داعية إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة ... )([53]) .
·ويقول أيضا ( فإذا كان المهاجر قد جاء من العراق يحمل مذهبا بعينه فالواقع والمدرسة والمنهج الذي أرساه المهاجر للعالم كله يلزم الموافق والمخالف أن يدرك بيقين أن الإمام المهاجر أرسى منهج النبوة المحمدية ، وخدم العالم الإسلامي بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم من منظور عالمية جده المصطفى المبعوث للطوائف كلها ، وهذا هو مفهوم الإمامة في مدرسة بني علوي ... )([54]) .
·وكتب أيضا فصلا بعنوان ( ترسيخ مذهب أهل السنة على يد الإمام المهاجر وأولاده )([55]) .
·وقال أيضا : ( .. وواصل الإمام المهاجر رحلته إلى وادي دوعن ، فنزل في ( الجبيل ) ثم انتقل إلى ( الهجرين ) وبرز هناك علما مصلحا ، وأخذ يناظر أهل البدع ويوطن أهل السنة على قبول التفاهم بالعلم والحجة ، حتى أصلح الله به الفريقين وساروا تحت ظله ، وانتقل إلى ( الحسيسة ) وبها أقام بقية حياته داعيا إلى اجتماع الكلمة وموطدا مدرسة الكتاب والسنة على منهج أهل السنة والجماعة )([56]) . اهـ .
قـلت : هل يعي الشيخ ( المشهور) ما يقول ؟ ! . وهل يريد أن يقلب الحقائق عنادا ومكابرة ؟ . فأي مذهب سني أرساه المهاجر ؟ . وأي كتاب وسنة دعا إليها والتاريخ يشهد أنه ظل معزولا ، ليس له قبول ، متنقلا من قرية إلى أخرى وكذا ذريته من بعده ما يقارب مائتي سنة ؟؟ . فإذا كان المهاجر سنيا ، فلماذا استخدم سلاح نسبته إلى أهل البيت ، وأرسل ولده لإثبات هذه النسبة ؟ . أليس كان يكفيه أن يحاجج الآخرين بالكتاب والسنة دون الحاجة لدغدغة المشاعر واستدراج العواطف لسلسلة النسب إلى أهل البيت لو كان سنيا ؟ .
ثم إن أعلام المدرسة العلوية الذين ذكرهم الشيخ ( المشهور) : كالفقيه والسقاف والعيدروس والمحضار والحداد وغيرهم ممن لم يذكرهم أيضا ، قد نقلنا عنهم من الكلام ما يندى له جبين المسلم ويتنزه أن يقوله مؤمن ، فكيف يعدهم الشيخ المشهور بأنهم حملة عالمية الدعوة ، وأنهم دعاة للكتاب والسنة ؟ .
وليس يصح في الأذهان شئ *** إذا احتاج النهار إلى دليل _________________ | |
|
| |
تركيه الخضرى المدير المساعد
عدد الرسائل : 3347 نقاط : 10540 تاريخ التسجيل : 19/02/2010
| موضوع: رد: التوضيحات الجلية في بيان فساد منهج المدرسة الصوفية الحضرمية الثلاثاء 11 مايو 2010, 8:10 pm | |
| وإليك ـ عزيزي القارئ ـ هذه النصوص من كلام الشيخ المشهور نفسه تلمح بأن المهاجر كان شيعيا :
·قال المشهور في كتابه ( تقليب الأرض الخاشعة : 35 ) عن الإمام المهاجر : ( .. وكان عالما واعظا فصيحا ، حارب الإباضية وغيرهم من القرامطة والمخالفين بلسانه وقيل بالسلاح أيضا ، ومعه من السنيين والشيعة من ينفذ أمره ويقف إلى جانبه ) . اهـ .
أقـول : عليك أيها الشيخ أن لا تحلق كثيرا في أجواء الخيال ، وأن تنزل برجليك على أرضية الواقع لتنقل التاريخ كما هو ، لا أن تختلق أحداثا ليس لها وجود . فالمهاجر كان أحوج ما يكون إلى من يمد له يد العون في بلد غريب بالنسبة إليه ، فكيف به ليفتح على نفسه أبوابا من المعوقات ؟! . ثم إن المهاجر ظل معزولا ، متنقلا من قرية إلى أخرى . فكيف يستقيم هذا مع ما تذكره أيها الشيخ من أنه حارب الإباضية والقرامطة باللسان والسنان ؟ !. فالإباضية قد قوض حكمهم نهائيا في حضرموت عام 132هـ من قبل قادة جيوش بني أمية ، ومن بقي منهم فقد قضي عليهم بأيدي الجيش العباسي بقيادة معن بن زائدة الشيباني ، لأنهم كانوا يشكلون تمردا على الخلافة القائمة .
ويبقى أن نقول : إن حشر ( السنيين ) إلى جانب ( الشيعة ) جناية عظيمة منك أيها الشيخ المشهور ، والأهم من هذا هو إقرارك بوجود الشيعة إلى جانب المهاجر . فلماذا ؟.
·وقال المشهور في كتابه ( الأبنية الفكرية : 29 ) :
فالمؤسس الأول للمدرسة وتفردها المنهجي كما سبق ذكره هو الإمام المهاجر، وكان عصره عصر بذر لهذا التفرد ، وغرس أولي لمبادئه ، وجاء من بعده ولده عبيد الله ، الابن الذي شهد في حياة أبيه المهاجر أسلوب العمل والدعوة ، وكان أول طالب علم يتلقى أصول علوم أهل السنة والجماعة في الحرمين الشريفين فقد بعث به والده من حضرموت إلى مكة ، ... فعبيد الله بن أحمد لم يكتف بدراسة الأصول والحديث في مكة المكرمة ، بل درس التصوف وعلوم الأخلاق النبوية ، على شيخ أهل السنة ، الإمام العلامة الشيخ أبي طالب المكي المتوفى سنة 386 هـ ، وقرأ عليه كتابه الشهير بقوت القلوب ، كما قرأ عليه في علم الفقه واستجازه في جميع مروياته وأسانيده . ومن هنا اتصلت أسانيد آل أبي علوي ومدرستهم بأسانيد أهل السنة ) . اهـ .
أقـول :هذا الكلام يخلط فيه الشيخ المشهور ـ هداه الله ـ الحق بالباطل . فعبيد الله صحيح أنه ذهب إلى مكة ، لكن ليس لدراسة الأصول والحديث كما يزعمه الشيخ ( المشهور ) ، وإنما لدراسة ( التصوف ) والتعرف أكثر على القواعد المشتركة بين التصوف والتشيع . وليس أحد مثل ( أبي طالب المكي ) يقترب في فكره ومنهجه إلى الشيعة و التشيع ، حيث أن من يطالع كتابه ( قوت القلوب ) يجد فيه العجب العجاب من مزجه التصوف بالتشيع ، فلا عجب أن يرحل عبيد الله بن أحمد إليه دون غيره من أئمة السنة الذين كانت تمتلئ بهم الساحة حينها ، ولكنه فضل أبا طالب المكي لتقارب المشرب ووحدة المنهج([57]) !!
ولينتبه القارئ الكريم إلى قوله : ( ومن هنا اتصلت أسانيد آل أبي علوي ومدرستهم بأسانيد أهل السنة ) ، إذ المفهوم واضح ، وهو أن المهاجر وأولاده كانوا شيعة في الفكر والمنهج قبل أن تتصل أسانيدهم بأسانيد أهل السنة .
وإليك – عزيزي القارئ – هذه النصوص من كتاب ( قوت القلوب ) لأبي طالب المكي لترى بنفسك ما هي بضاعته في العلم ، وما هي المكانة التي رفعه إليها الشيخ أبوبكر المشهور !! .
·يقول أبو طالب المكي ( قوت القلوب : 1 / 56 ، 57 ) :( .. القرءان عموم وخصوص ، ومحكم ومتشابه ، وظاهر وباطن ، فعمومه لعموم الخلق . وخصوصه لخصوصهم . وظاهره لأهل الظاهر . وباطنه لأهل الباطن ، والله واسع عليم ) . اهـ .
قـلت : قد سبق الكلام عن فكر الظاهر والباطن والخصوص والعموم ، وبينا أن هذا هو قول الشيعة ، وعنهم أخذته الصوفية ، فلا حاجة للإعادة . _________________ | |
|
| |
تركيه الخضرى المدير المساعد
عدد الرسائل : 3347 نقاط : 10540 تاريخ التسجيل : 19/02/2010
| موضوع: رد: التوضيحات الجلية في بيان فساد منهج المدرسة الصوفية الحضرمية الثلاثاء 11 مايو 2010, 8:12 pm | |
| ·اسم الله الأعظم ( ؟ ! ) : ويقول أيضا) قوت القلوب : 1 / 10 ، 11 ) ( ... وليقل هذه الكلمات المأثورة ، فإنها مما روي في اسم الله الأعظم ، بأخبار في ذلك مأثورة : .. اللهم إني أدعوك باسمك المكنون المخزون المنزل ، السلام الطهر الطاهر ، القدس المقدس ، يا دهر يا ديهور يا ديهار ، يا أبد يا أزل ، يا من لم يزل ولا يزول . هو يا هو ، لا إله إلا هو ، يا من لا هو إلا هو ، يا من لا يعلم ما هو إلا هو . يا كان يا كينان ، يا روح ، يا كائن قبل كل كون ، يا كائن بعد كل كون ، يا مكنون لكل كون . آهيا شراهيا أدناي أصبأوت ، يا مجلى عظائم الأمور . فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم ) !!! . اهـ .
قـلت : أليس هذه جرأة قبيحة على أسماء الله الحسنى ، أن ينسب له ما لم يسم به نفسه سبحانه وتعالى، فكيف حين تكون بمثل هذه الكلمات المجهولة ، أشبه ما تكون بتمتمات السحرة و الكهان !! .
·جبال الأولياء : قاف وكاف وعين وصاد !! :
ويقول أيضا ( قوت القلوب : 2 / 69 ) ( .. وقيل لأبي يزيد ، بلغت جبل قاف ؟ ،فقال : جبل قاف أمره قريب . الشأن في جبل كاف ، وجبل عين ، وجبل صاد !! . قال : وما هذا ؟ . قال : هذه جبال محيطة بالأرضين السفلى . حول كل أرض جبل بمنزلة جبل قاف محيط بهذه الأرض الدنيا ، وهو أصغرها ، وهذه أصغر الأرضين . وقد كان أبو محمد يخبر أنه صعد جبل قاف ورأى سفينة نوح فوقه ) !! . اهـ .
أقـول : جبل ( ق ) هو من خرافات الصوفية ، فكيف حين يضاف إلى هذا الجبل جبال ( ك ) و ( ع ) و( ص ) ؟ ، ولعلهم نسوا أن يضيفوا أيضا : ( هـ ) و ( ي ) و ( ن ) و ( المر ) و ( طس ) و ... !! .
إذن : هل يليق بالشيخ ( أبي بكر المشهور ) أن يصف أبا طالب المكي بأنه ( شيخ أهل السنة ، الإمام العلامة ) وهو كما رأيت حاله ، ملئٌ من رأسه حتى أخمصه بالبدعة ، متبحر بالخرافة ؟ . لكن هكذا منهج التصوف يرفعون رجالهم في أعلى المراتب ، وإن كانوا غارقين في ظلمات الجهل ، ويعادون مخالفهم وإن كان من أهل العلم والفضل !! .
وختاما : هذا هو منهج تصوف حضرموت ، وتلك هي جذوره كما بيناها لك من مصادرهم ، وأرجو من الشيخ ( أبي بكر المشهور ) حين يكتب في مثل هذه الأمور أن لا يختلق أحداثا ليس لها أصل ، وأن ينقل التاريخ كما هو ، لا كما يحلو له ، و أرجو إن كان في كتابي هذا من حق أن يقبله الشيخ بسعة صدر وليعفُ إن قسوتُ عليه في العبارة ؛ فمقصدي إحقاق الحق لا الوقوع في أحد ، كما أرجو إن كان فيه من باطل أن يبين لنا موضعه لنشكره عليه ونتوب منه .
وأسال الله تعالى أن يوفقنا جميعا لما فيه تحصيل العلم النافع والعمل به والدعوة إليه على بصيرة ، وأن يجمعنا على الحق والهدى ، ويسلمنا من الفتن ، ما ظهر منها وما بطن ، إنه ولي ذلك والقادر عليه . اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل ، فاطر السماوات والأرض ، عالم الغيب والشهادة ، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون ، اهدنا لما اختلف فيه من الحق ، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
تم بحمد الله _________________ | |
|
| |
| التوضيحات الجلية في بيان فساد منهج المدرسة الصوفية الحضرمية | |
|