في
الوقت الذي أصدر فيه مكتب الإرشاد لجماعة الاخوان المسلمين بيان يندد فيه
بمظاهرات جمعة الغضب الثانية ووصفها بأنها ضد مصلحة مصر وأن من يقفون
ورائها لا يعرفون أن الاقتصاد معرض لعدد كبير من المخاطر اذا ما انطلقت
ثورة غضب ثانية.
كتبت وصورت : هاجر إسماعيل
وأكد البيان أن حشد الإخوان المسلمين لن يتواجد في الميدان ودعا المكتب كل
أعضاء الجماعة وحزب الحرية والعدالة الجناح السياسي لها بعدم النزول إلي
ميدان التحرير بينما جاء موقف السلفيين أكثر حدة فوصف شيوخ السلفية هذه
المظاهرات بأنها لمجموعة من العلمانيين والملحدين الذين يريدون الإلتفاف
علي نتائج التعديلات الدستورية ودعوا كل السلفيين إلي عدم النزول إلي ميدان
التحرير.
وعلي غير العادة أعلن ممثلو شباب الإخوان في إئتلاف شباب الثورة أنهم
سيتواجدون في الميدان إيمانا بمنهم بالمطالب الشعبية لمظاهرات جمعة الغضب
الثانية، واليوم كانت المفاجأة الكبيرة حيث لم يكن عدد غير قليل من شباب
الاخوان هم فقط المخالفين لأوامر وتوجيهات الجماعة الممثل في بيان مكتب
الإرشاد ولكن خالف شباب السلفيين أوامر شيوخهم ومريديهم وظهر عدد من شباب
الإخوان والسلفيين في الميدان بشكل فردي.
محمد عباس عضو إئتلاف شباب الثورة عن جماعة الإخوان المسلمين قال إن
الجماعة ممثلة في الإئتلاف بـ4 أشخاص أي صوتين وعندما تم الإتفاق يوم الأحد
الماضي علي النزول إلي ميدان التحرير وتم التصويت علي النزول جاءت
الأغلبية بالموافقة وبالتالي إلتزمنا كجزء من التشكيل بالقرار الذي اتخذه
الإئتلاف خاصة وأن هذه المظاهرات لأهداف نحن نقتنع بها كأفراد بدءا من
إستكمال التطهير السياسي والإسراع في المحاكمات وإلغاء المحاكمات العسكرية
وتغيير قيادات الجامعات وحل المجالس المحلية وغيرها من الطلبات الشرعية
التي تعتبر إستكمالا لمطالب الثورة، وأوضح أن مكتب الإرشاد أعطي لهم الحرية
الكاملة في إتخاذ القرارات تبعا لعضويتهم وتمثيلهم للإخوان في الإئتلاف.
بينما نفت الدكتورة غادة صلاح الإخوانية وعضو حملة ترشيح الدكتور
عبدالمنعم أبو الفتوح لرئاسة الجمهورية أن يكون نزول عدد من شباب أو أعضاء
الإخوان إلي ميدان التحرير اليوم هو خروج عن قرار الجماعة أو مخالفة لمبدأ
السمع والطاعة الذي يعتبر من المبادئ الرئيسية للإخوان المسلمين ولكن ما
حدث أن مكتب الإرشاد أصدر بيان طلب فيه من الناس عدم النزول وأعلن أن
الاخوان لن يكونوا ممثلين ككتلة تنظيمية ولكنه لم يؤمر بعدم النزول إلي
الميدان لأن هناك سعة صدر ومساحة من الديمقراطية في الجماعة تسمح لكل فرد
بفعل مايريد في إطار عدم مخالفة قواعد الجماعة وقالت لماذا لا يستطيع الناس
من خارج الجماعة فهم ذلك ويتهموننا بمخالفة الجماعة والإنشقاق عنها.
وأضاف الدكتور محمد شاكر أستاذ الأطفال وأحد أعضاء الجماعة أنه لم يسمع من
فضيلة المرشد أمر بعدم النزول إلي الميدان وحتي إن كان قد سمع فإن قناعاته
هي التي تحركه لأن طلبات مظاهرات اليوم هي مشروعة وضرورية وتعد إستكمالا
للثورة وأوضح أن ابنه من ضمن المعتقلين في أحداث السفارة الإسرائيلية،
وبرغم من أنه لم يكن أكثر من متظاهر سلمي وأن هذه الإجراءات السريعة التي
تتخذ ضد الشباب المتظاهر لا نراها مع الفاسدين، وأوضح أنه كطبيب يعرف جيدا
أن حالة مبارك الصحية لا تمنعه من المثول أمام المحكمة وأن إصابته
بالإكتئاب نكته لأنه من الطبيعي أن يصاب بالإكتئاب لأنه مسجون وأضاف أن
جماعة الإخوان تستوعب إختلاف وجهات النظر داخلها بدليل وجود الدكتور محمد
البلتاجي اليوم في الميدان برغم توجيهات الجماعة وهو موجود بصفته عضو في
الجمعية المصرية للتغيير والجمعية اتفقت بالأغلبية علي التواجد وبالتالي
لابد أن يلتزم هو بقرار الأغلبية فيها.
أما علاء زغلول فهو أحد السلفيين المشاركين في جمعة الغضب فقال إن مشايخ
السلفية يسألون عن الشرع والفقه والدين ولكن في السياسة لكل فرد توجهاته
وقناعاته وقال أنا ليس لي شيخ ألتزم بكلامه وأعتبر نفسي من أتباعه ولكني
سلفي أسير علي نهج السلف الصالح ومتواجد هنا في ميدان التحرير لإستكمال
مطالب الثورة والمطالبة بتطهير الإعلام لأني محاسب في مؤسسة أكتوبر وشاهد
علي الفساد والرشوة المسيطرة علي المؤسسة حتي بعد الثورة.
بينما أوضح محمود شكري وهو سلفي أن كلام شيوخ السلفيين هو مجرد رأي وليس
أمر شرعي فهم يقولون أننا لا نري أن هناك مصلحة من نزولكم إلي التحرير
بينما نحن نري أن لدينا هدف ومصلحة كبري وهو إستكمال مطالب الثورة لأننا
موجودون في الميدان من أول يوم ومن حقنا الحفاظ علي ما أنجزناه من الثورة
والمطالبة بالمزيد من الحرية والإفراج عن المعتقلين السياسين الذين يتجاوز
عددهم 80 معتقلا في سجن العقرب منذ أيام النظام السابق بدون محاكمات ولا
سيادة للقانون ومن حقهم الحصول علي حرية.
بينما دافع نورالدين سليم عن شيوخ السلفية وقال إن وصفهم لمظاهرات اليوم
بأنها مظاهرات لعلمانيين ولا دينين ليس أكثر من دفاع عن الهجوم المستمر علي
التيارات الإسلامية وأوضح أن الإخوان والسلفيين هم وجهان لعملة واحدة حتي
وإن اختلفا في الفروع فحديث الإمام البنا في أول كتبه كان تعريف للجماعة
بأنها تسير علي نهج السلف الصالح وهذا لا يعيب أي إتجاه سياسي في شيء إنما
هو توجه ومرجعية.
جدير بالذكر إلى أنه كانت هناك بعض الهتافات علي المنصة الرئيسية بالميدان
ضد قرار الجماعة ودعوات شيوخ السلفية إلي مقاطعة مظاهرات اليوم ووصفوهم
بأنهم معادين للثورة وجماعات تبحث عن مصالحها الشخصية بدون النظر إلي مصلحة
مصر ومستقبلها ورفع بعض المتظاهرين لافتات مثل (اللي يعرف حد من الاخوان
يقولوا اننا هنا في الميدان )و ( ولا إخوان ولا سلفيين احنا هنا المصريين).المصدر: بوابة الشباب