كنوز النت الإسلامية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

كنوز النت الإسلامية

منتديات كنوز النت الإسلامية لنشر علوم الدنيا والدين
 
الرئيسيةبوابة كنوز النتمكتبة الصورس .و .جبحـثالأعضاءالمجموعاتالتسجيلدخول

 

 حتى نُضيق مساحات الهم الفاسد في رؤوسنا

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
محمد أبو زيد
عضو نشيط
عضو نشيط
محمد أبو زيد


ذكر عدد الرسائل : 117
تاريخ الميلاد : 15/12/1976
العمر : 47
نقاط : 5380
تاريخ التسجيل : 16/06/2010

حتى نُضيق مساحات الهم الفاسد في رؤوسنا  Empty
مُساهمةموضوع: حتى نُضيق مساحات الهم الفاسد في رؤوسنا    حتى نُضيق مساحات الهم الفاسد في رؤوسنا  Emptyالثلاثاء 06 يوليو 2010, 4:22 pm



لاشك أنك قرأت عن دورة حياة دودة القز, أو درست دورة حياة الفراشة, أو سمعت عن دورة حياة أحد النباتات الزهرية.وأكيد انك دهشت وهتف قلبك : ب : يا سبحان الله الخالق عندما شاهدت دورة حياة الضفدع أو دورة حياة الفطريات في جسم الإنسان. ولكن هل قرأت عن دورة حياة الوساوس والأفكار ؟ وهل حقا للوساوس والأفكار والخواطر دورة حياة ؟

خطر ببالي هذا الأمر وأنا أتذكر قصة رواها الأستاذ محمد العدوي أحد رموز العمل الدعوي في مصر. يوم أن كان مسئولا عن أحد معسكرات الجوالة للشباب . وذات صباح هم الرجل – مجرد هم – بالخروج إلى طابور الجوالة الصباحي دون أن يرتدي اللباس الخاص بالجوالة . وراوده الأمر لثوان معدودات .ولكنه سرعان ما استهجن الأمر وطرحه جانبا , وهم الرجل ولبس اللباس الخاص بالجوالة .ونزل إلى الطابور في كامل انضباطه , ليظل القدوة والرمز في أعين الشباب. وما أن خرج الرجل إلى طابور الصباح حتى هاله ما رأى .

وجد- رحمه الله- ما لم يكن يتوقعه . هرج , ومرج , وفوضى , لم يعهدها من قبل في مثل هذه المعسكرات . والأعجب أنه وجد هناك عددا ليس بقليل من الشباب وقد خرجوا لأول مرة إلى الطابور بدون الالتزام بالزى الكامل والمتعارف عليه في معسكرات الجوالة, فتعجب الرجل وأرجع الخلل الذي حدث في المعسكر في ذلك اليوم إليه هو هو . وانه كمسؤول وكمؤتمن على هذا العمل أمام الله هم- مجرد هم - بتعطيل أمر متعارف عليه . فكانت النتيجة وكان الدرس.

الدرس الذي علمنا إياها الأستاذ- رحمه الله- والذي يجب أن نعيه جميعا وهو: إن المسئول أيا كان موقعه, وأي كان العمل الذي يقوم به إذا استجاب للوساوس أو الخواطر التي تعطل أو تعرقل أو تؤثر على معايير الانجاز المستهدف تحقيقها , فإن تلك الوساوس سرعان ما تتسرب إلي عقول مرؤوسيه وقلوب من هم تحت إمرته كما يتسرب النوم إلى الجفون, كيف ؟ , متى ؟, لا احد يعلم .

إن تلك الخواطر والوساوس لها دورة حياة عجيبة. فما أن تهجم تلك ( الوساوس ) على العقول والقلوب, فإنها سرعان ما تتحول إلى( أفكار) وتلك الأفكار سرعان ما تتحول إلى ( تمني) وهذا التمني سرعان ما يتحول إلى( إرادة ) وهذه الإرادة إن اكتمل نضجها فإنها تصل إلى ( الجوارح) . وإن وصلت الإرادة إلي الجوارح فلابد لها من أن تخرج إلي (حيز الواقع), ولابد لها وأن تتحول إلي (عمل) . هذا العمل قد ينفذ بواسطة الشخص( المسؤول) نفسه , أو عن طريق من هم ( تحت إمرته) .وتدور الدائرة وتبدأ دورة تسرب الوساوس من مستوى إلى مستوى, ومن مجموعة إلى مجموعة , ومن جيل إلى جيل حتي يستشري البلاء في المجتمع .

لذلك فالله سبحانه وتعالى لا يريد لمن هم في موقع المسؤولية مجرد أن يمر الذنب أو التقصير أو التعطيل على مخيلاتهم . وهذه درجة لا يصل إليها أي إنسان . وهي درجة توضح لناإن (تولية الأمر) مسؤولية جسيمة وأمانة ثقيلة تحتاج إلى إيمان راسخ وأعصاب قوية وجهد كبير وصبر لا ينفذ، وليس بمقدور أي شخص أن يتحمل هذا العبء الثقيل. وعليه لا يجوز للمسلم أخذ الولاية إلا إذا وجد في نفسه الكفاءة والجدارة كما أفتى بذلكالشيخ عكرمة صبريمفتي القدس . وذلك لأن من هم في موقع المسؤولية إن هم ضعفوا أو استكانوا أو استجابوا للوساوس والأفكار الغير نظيفة فالضرر عام, والأثر ماحق , والمجتمع كله سيتأثر بذلك .

ويروى أن قبيلة " بُجَيلَه " كانت من قبائل العرب المشهورة بالبخل . وذات يوم قرروا فعل فعلٍ يرفع عنهم هذا العار . فقالوا : هذه وفود الحجيج قد اجتمعت عند أطراف البلدة , فلنصنع لهم معروفا أو نقدم لهم إحسانا يشيع خبره بين القبائل ويزول عنا هذا العار الذي لُصق بنا . فاتفقوا على أن يحمل كل واحد منهم قربة من لبن يقدموها إلى حجاج بيت الله . وبالفعل احضروا القرب, وتوجهوا إلى حيث يتجمع الحجيج و نادوا فيهم : ألا هلموا إلى شرب اللبن . ألا هلموا إلى شرب اللبن . وأخذ كل واحد منهم يقول لصاحبه ابدأ, تقدم أنت واسقهم , هيا بادر بحل قربتك . ولكن امتنع كل واحد منهم عن حل قربته . وبينما هم كذلك عمد بعض الحجيج إلى قربة فحلوها . فإذا بالقربة ماء !!!

فقال صاحبها – وكان كبير القوم أو سيدهم :

- إن هذه القربة لي, ولقد قلت في نفسي: إن أحضر كل فرد من أفراد القبيلة قربة من اللبن فستضيع قربتي بين قربهم. وإن أحضر كل فرد قربة من ماء فأنا مثلهم.



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
حتى نُضيق مساحات الهم الفاسد في رؤوسنا
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» القضاء الفاسد يحكم بعودة الفاسد مظهر شاهين إمام مسجد لكونه فاسداً مثلهم
» دعاء الهم والحزن‎
» دعاء الهم والحزن
» دعاء ذهاب الهم والحزن
» مخازن للإيجار مساحات مختلفة بشبرامنت

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
كنوز النت الإسلامية :: © الأقسام الإسلامية © :: ©المنتدى الإسلامي العام©-
انتقل الى: