جاءت ثورة الخامس والعشرين من يناير لتطيح بكل ماهو فاسد في هذا البلد، ولتقتلع الفساد والمحسوبية وأكل أقوات الفقراء من أبناء هذا الشعب من جذوره ، جاءت الثورة المصرية العظيمة لتحدث تغييرات جذرية في كافة مؤسسات الدولة وتطهيرها من كل ما يشوبها من مظاهر الفساد والعبث، ومن ضمن هذه المؤسسات التي ينبغي على صناع القرار بالدولة أخذها في الإعتبار هي المؤسسة الإعلامية، التي من المفترض أن تكون منبراً للإعلام المهني المحايد الغير موجه لأغراض شخصية .
فبعد الثورة عاد الكثير من الإعلاميين المعروف ولائهم للنظام السابق، عادوا ليطلوا علينا بوجههم القبيح، يتلونون و يرتسمون ويتصنعون تعرضهم للظلم في ظل النظلم السابق، نظام مبارك الذين كانوا يتبنون مشروع توريث جمال مبارك للحكم، ومن أوائل هؤلاء لميس الحديدي، التي مالبثت أن سقط نظام مبارك والتي كانت من أوائل الداعمين له إلا و شنت حملة شرسة منظمة بالتعاون مع غيرها من الاعلاميين التابعيين للنظام السابق من أجل تشويه الثورة المصرية ، وتشويه صورة الثوار وايضاً تشويه صورة مؤسسة الرئاسة والحكومة ، وافتراءات تعودت ان تبث سمومها في آذان الجمهور والشعب المصري .
لميس الحديدي كانت من أوائل المسئولين عن حملة ترشيح جمال مبارك للرئاسة ومن أكبر الداعمين لمشروع التوريث آنذاك ، وكانت مسئولة عن تلميع وتجبيل النظام السابق المتمثل في الرئيس المخلوع مبارك ونجليه وقرينته سوزان مبارك.
استطاعت لميس الحديدي أن تجذب الأضواء إليها بعد ثورة 25 يناير لتظهر نفسها ضحية النظام السابق بعد توقف برنامجها "من قلب مصر" ، متهمة الدكتور سامي الشريف بأنه سيقضي علي مقدمي البرامج المتميزة بماسبيرو من أجل مصلحته، إلا أن كلامها لم يقتنع به الكثيرين حيث اعتبرها البعض محسوبة على النظام السابق وأحد أركانه ممن ساهموا في خلق حالة الخداع المرسومة على الشعب المصري طوال السنوات السابقة.
لميس الحديدي أحد المدللين في ماسبيرو نظراً للعلاقة الوثيقة التي كانت تربط بينها وبين وزير الإعلام السابق أنس الفقي الذي كان يفرض لها مساحة عريضة بدءا من الميزانية المفتوحة لبرنامجها والتي تتضمن أجرها الكبير إلي جانب الصلاحيات الواسعة التي تمتلكها.
واجهت لميس احتجاجات على بقائها في ماسبيرو بعد الثورة نظرا لأن أجور فريق العمل بالبرنامج كانت تتجاوز الحدود المعروفة لسقف الأجور في التليفزيون المصري حيث بلغت تكلفته 9 ملايين جنيه من ميزانية الدولة وتتقاضي لميس منهم 3 مليون ونصف حسبما تردد، الأمر الذي استفز عدد كبير من العاملين في التليفزيون حيث تقدموا بطلب لإيقاف لميس الحديدي عن الظهور لاعتراضهم على الشكل الذي تقدم به البرنامج بعد سقوط النظام السابق.
سارعت لميس إلي إستضافة كبار الشخصيات واتخذوا برنامجها وسيلة لتجميل صورتهم وخير دليل علي ذلك عندما نجحت الحديدي في استضافة رجل الأعمال إيهاب طلعت في برنامجها الرمضاني دوام الحال " فقد ظل إيهاب خلال الحلقة يدافع عن نفسه حول أزماته مع التلفزيون ووكالة الأهرام للإعلان، وتكمل الدفاع عنه بقولها " لم يكن إيهاب طلعت الوحيد "صاحب مديونيات" .
لقبها البعض بمذيعة العصا والنظارة نظراً لأنها كانت تتعامل مع المشاهدين بطريقة متعالية، فهي تتسلل وتتسلق وتتملق وتستخدم الذراع والكتف وتستغل غضب الجمهور وتنافقه وتصعد فوق الكرسي لتمارس التأليب والتحريض والتهييج لتحصل في النهاية علي ما تريده بعد أن يتلبسها الغضب المصطنع وروح التحريض و"سب الحكومة " لإرضاء المواطن الغاضب، بالإضافة إلي أن صوتها عال يرتفع فوق طبقة أي ضيف وتسير مع التيار حيثما كان، وإن كان الأمر يستدعي الهجوم علي "المسئول " المخطئ أوسعته ضربا أمام الناس حتى يشفق عليه المشاهد.
تضمنت القائمة السوداء لمعارضي الثورة إسم لميس الحديدي وجاء ذلك بعد أن منعها المحتجون في ميدان التحرير من الدخول إبان الثورة وأجبروها على العودة متهمين التلفزيون الحكومي بأنه تسبب في تضليل الشعب المصري وإيقاع مزيد من الضحايا ببث معلومات مغلوطة عن المظاهرات ومن نظموها وشاركوا فيها.
وغادرت لميس الحديدي ميدان التحرير بوابل من الهتافات بعدما رفض المعتصمون الاستماع إليها أو وجودها بينهم ، ورغم ما تعرضت له إلا أنها لم تذكر أي معلومة عما حدث لها.
كما انتقدها عدد من المتظاهرين الذين أكدوا أنها تسلمت إدارة الحملة الإعلامية للرئيس مبارك في الانتخابات الرئاسية وظهرت في برامج بالتليفزيون الحكومي كمعارضة لتلميع وتسويق جمال مبارك والدفاع عن النظام مقابل الهجوم علي الحكومة.
أعلن رئيس اتحاد الإذاعة والتلفزيون الدكتور سامي الشريف عن تغيير مقدمي بعض البرامج بالإضافة إلي وقف بعضها وأهمها برنامج " من قلب مصر " وهو أول برنامج يتم إيقافه بعد الثورة لتصبح الحديدي خارج دائرة مقدمي برامج ماسبيرو، الأمر الذي أثار استياءها منتقدة القرار بشدة.
ولم يقتصر الأمر علي ذلك بل تعدت أصول المهنة الإعلامية بعدما وصفت دور سامي الشريف بدور "رابسو" الذي سينظف الوزارة من أجل مصلحته ، حيث سيسعي لهدم الكثير من المشروعات المتميزة الموجودة بحجة أنها من عهد النظام، على حد قولها .
وتعرضت لميس الحديدي للعديد من الانتقادات الاذعة بسبب أسلوبها تشويهها الحقائق دائماً ، فقد شن الفنان المصرى خالد صالح هجوما كبيرا على مايحدث فى الإعلام المصرى فى هذه الفترة من إشعال المواقف وإستغلالها فى التربح مطالبا بقوانين لردع هؤلاء الإعلامين المتربحين من إشعال الفتنة فى مصر ، واشاعة أخبار كاذبة حول احتلال الفلسطينيين لسيناء وسخر صالح من اداء الاعلامي عمرو أديب ولميس الحديدي قائلا : الفلسطيني والغزاوي بشكل خاص مفتوح له الهجرة واللجوء لمعظم دول العالم ورغم ذلك بيرجع جري علشان يدافع عننا في غزة وعايزيني اصدق لميس وعمرو
وأضاف صالح : الكذب مش وجهة نظر الخيانة مش رأي (وذلك تلميحا لكلامه السابق عن عمرو أديب ولميس الحديدى)لابد ان يكون هناك قوانين تحاكم الكاذبين والمحرضين في الإعلام كدبة على الشاشة اخطر من مليون رصاصة.
و هاجم الشاعر الفلسطيني، مريد البرغوثي، عدداً من الإعلاميين المصريين،وعلى رأسهم لميس الحديدي وأكد أنهم يعملون على "شيطنة" أهل غزة لمنع تضامن العرب معهم، وكذلك عدم إدانة الكيان الصهيوني.
وكتب "البرغوثي": "يبدو أن المفكّرة الفيلسوفة الشيخة ماجدة والمناضلة الثورية لميس الحديدي وعمرو جيفارا أديب أقاموا خياما في سيناء ليغزوها الغزاويون دون أن ندري"
.
وأضاف: "هناك قرار إعلامي من جهات مصرية وسعودية بشيطنة الشعب الفلسطيني كله وسكان غزة تحديداً هذه الأيام لمنع العرب من التضامن معهم ومنع إدانة إسرائيل".
وقال "لا أعرف أيهما الأصل وأيهما الفرع، الإعلام الصهيوني في إسرائيل أم بعض الإعلام المصري في ماسبيرو".
تسعى لميس الحديدي دائماً الى تشويه كافة المتظاهرين أياً كانت انتمائتهم السياسية، والترويج لفكرة المخاطر المرتقبة من حكم الإسلاميين ومخاوف الأقباط كما تزعم، مستندة إلى فزاعات أطلقها النظام البائد لتشويه صورة الإسلاميين، فقد أجرت حوار مع البابا تواضروس خلال الحوار حاولت لميس الالتفاف من خلال أسئلتها مع البابا بشان ذعر الأقباط من الاسلاميين ، في حين أن البابا تواضروس أحرجها خلال الحوار التليفزيوني وقال لها هذه فزاعات لا أساس لها من الصحة والسبب فيها هي وسائل الاعلام التي تسعة دائماً الى الترويج اإى أفكار خطأ من أجل الشو الإعلامي وزعزعة أمن البلاد .
فلميس الحديدي وكل أمثالها من الذين يدعون أنهم يعملون بالاعلام أو يطلقون على أنفسهم اعلاميين هم يسيئون للمهنة، ويستخفون بعقول المواطن البسيط وينتهجون أساليب رخيصة لقتل الثورة المباركة وتشويه شكل الثوار، إلى جانب وصفها للمتظاهرين أثناء الثورة بالتخلف والردة وسافكي الدماء ، فالاعلاميين من أمثال لميس الحديدي هم أداة قللت من مستوى إعلامنا المصري من إعلام كان يفترض أن يكون نزيهاً ومشرفاً كما نستحق الى إعلام فاسد ومغرض ولاؤه الوحيد لنظام فاسد وبائد، فهم يفكرون في أنفسهم وفي مصالحهم الشخصية مع النظام السابق وينسون أخلاقيات المهنة من كشف الفساد وإظهار الحقائق الخفية عن المجتمع ، فهؤلاء الإعلاميين هم أسوأ أداة إستُخدمت من الثورة المضادة وأزلام النظام البائد للقضاء على الثورة المصرية بل على الدولة المصرية.
والسؤال هنا إلى متى يظل مسلسل فساد الأعلام في مصر ودوره في بث السموم إلى مسامع المواطن المصري البسيط الذي يعتمد عليه اعتماد كامل في معرفة أخبار وأحوال البلاد ليفاجأ بتلقي هذه الخرافات والفزاعات والإشاعات الكاذبة ، وهو لايعرف مدى مصداقيتها من عدمها؟؟!