"اللهم إني صائم"..

يجيء رمضان وتكثر على الألسن عبارة "اللهم إني صائم"..
والمشكلة ليست في قول العبارة ولكن في تنفيذها..
والابتهال إلى الله عز وجل أن يتقبلها منا مع صيامنا وصلاتنا وقيامنا وركوعنا وسجودنا وسائر أعمالنا التي نحاول أن نتقرب بها منه ومن جنته وأن نبتعد عن عذابه وناره التي أعدت للكافرين



اللهم إني صائم

صائم عن كره الناس و"النفسنة".. والتنطيط على خلق الله والسلام بطرف الإيد والكلام من المناخير والتكبر.. فالله لا يحب المتكبرين.. ونحن لا نتمنى أن يكون أي منا ممن قال الله عنهم: "أخذته العزة بالإثم".. ونخاف أن نسخر من قوم عسى أن يكونوا خيراً منا وظافرهم برقبتنا عند ربنا.. ومن الممكن –ومن يدري- أن ندخل النار بسبب كلمة قلناها لهم أو عنهم سواء أمامهم أو وهم عنا غافلون.


اللهم إني صائم

صائم عن "روبي" و"هيفاء" و"نانسي عجرم" وإليسا" و"بوسي سمير".. فالنقط لو اتحطت على الحروف كما ترجو الست "بوسي" فسنوضع حتماً في أفخم شوايات جهنم والعياذ بالله.


اللهم إني صائم

صائم عن ميلودي ومزيكا ونجوم إف إم عشان الواحد يكمل صيامه على خير.. وصائم عن قنوات القمر الأوربي ونخص بالذكر قنوات تركيا الأسطورية.. والأفضل لو استبدلنا بكل هذا قراءة القرآن وذكر الله قياماً وقعوداً واستغفاره على ذنوبنا ومعاصينا التي لا حصر لها.. والنبي صلى الله عليه وسلم كان يستغفر في اليوم سبعين مرة وفي روايات أخرى مائة مرة رغم أن الله قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر وعندما كانت السيدة "عائشة" تسأله عن ذلك كان يقول لها: "أفلا أكون عبداً شكورا".. واحنا بالصلاة على النبي ما نسوى التراب اللي تشرف بإن النبي كان يمشي عليه.. ولهذا من الطبيعي جداً أن نستغفر الله على ما فاتنا وما سنفعله لأن "كل ابن آدم خطاء.. وخير الخطائين التوابون".


اللهم إني صائم

صائم عن ظلم الناس ومسامحهم على ما فعلوه بي فمهما فعلوا فلن يكونوا مثل الناس التي تسب الدين ليل نهار ويكفرون بالله ولا يؤدون حق الله ويكفرون به ومع ذلك يرزقهم الله ويطعمهم ويسقيهم رغم كل ما فعلوه معه.. ومهما فعل بي الناس فلن يكونوا مثل إخوة "يوسف" الذين ألقوه في غيابة الجب وجاءوا على قميصه بدم كذب.. ومع ذلك سامحهم.. ولن يفعل بي الناس مثلما فعلوا مع سيدنا "محمد" -عليه الصلاة والسلام- وكانوا من أهله ومن أقاربه ومن جيرانه وكادوا يقتلونه.. ومع ذلك دعا الرسول لهم وقال: "اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون".


اللهم إني صائم

صائم عن سوء الظن وعن قلة الأدب التي صارت عملتنا الرسمية وعن البلطجة والشتيمة في خلق الله فالرسول -عليه الصلاة والسلام- يقول "أقربكم مني مجالساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً".. ونحن نريد أن نكون في مجلس الرسول لا مجلس "إبليس" ...



اللهم إني صائم

صائم عن معاكسة البنات والبحلقة في جسمهم ولبسهم فالنظرة "سهم من سهام إبليس".. كما أن النظرة الأولى لك والثانية عليك وعواقبها صعبة .. إن ماكان في الدنيا بيكون في الآخرة.. ولا مؤاخذة يعني البنات بعد يخلوا عندهم لتر دم على الأقل في رمضان .. وما في داعي للكت والاسترتش والبرمودا والبادي.. يعني خلوا الواحد يصوم من جد.


اللهم نسألك العفو والعافيه