كنوز النت الإسلامية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

كنوز النت الإسلامية

منتديات كنوز النت الإسلامية لنشر علوم الدنيا والدين
 
الرئيسيةبوابة كنوز النتمكتبة الصورس .و .جبحـثالأعضاءالمجموعاتالتسجيلدخول

 

 المعركة مع إبليس وجنوده_ابن القيم

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
محمد أبو زيد
عضو نشيط
عضو نشيط
محمد أبو زيد


ذكر عدد الرسائل : 117
تاريخ الميلاد : 15/12/1976
العمر : 47
نقاط : 5557
تاريخ التسجيل : 16/06/2010

المعركة مع إبليس وجنوده_ابن القيم Empty
مُساهمةموضوع: المعركة مع إبليس وجنوده_ابن القيم   المعركة مع إبليس وجنوده_ابن القيم Emptyالإثنين 05 يوليو 2010, 1:12 pm

الحمد لله رب العالمين خلق الإنسان من طين، والصلاة والسلام على إمام المتقين وأشرف الخلق أجمعين وبعد:

قال الإمام ابن القيم رحمه الله في التحذير من إبليس وجنوده وبيان شيء من حيله ومكره:

ولما علم سبحانه أن آدم وبنيه قد بلوا بهذا العدو، وأنه قد سُلط عليهم أمدهم بعساكر، وجُند يلقونه بها، وأمد عدوهم أيضاً بجند وعساكر يلقاهم بها وأقام سوق الجهاد في هذه الدار في مدة العمر التي هي بالإضافة إلى الآخرة كنفسٍ واحدٍ من أنفاسها.

واشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون، وأخبر أن ذلك وعد مؤكد في أشرف كتبه وهي التوراة، والإنجيل، والقرآن، وأخبر أنه لا أوفى بعهده منه سبحانه.

ثم أمرهم أن يستبشروا بهذه الصفقة التي من أراد أن يعرف قدرها فلينظر إلى المشتري من هو، وإلى الثمن المبذول في هذه السلعة، وإلى من جرى على يديه هذا العقد، فأي فوز أعظم من هذا، وأي تجارة أربح منه.

ثم أكد سبحانه هذا بقوله: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ، تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ، يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ [الصف: 10-13].

ولم يسلط هذا العدو على عبده المؤمن الذي هو أحب أنواع المخلوقات إليه، إلا لأن الجهاد أحب شيء إليه، وأهله أرفع الخلق عنده درجات وأقربهم إليه وسيلة.

فعقد سبحانه لواء هذا الحرب لخلاصة مخلوقاته، وهو القلب الذي هو محل معرفته، ومحبته، وعبوديته، والإخلاص له والتوكل عليه، والإنابه إليه، فولاه أمر هذه الحرب.

وأيده بجنده من الملائكة لا يفارقونه، قال تعالى: لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللّهِ [الرعد:11] يثبتونه ويحفظونه، ويأمرونه بالخير، ويحضونه عليه، ويعدونه بكرامة الله، ويصبرونه، ويقولون إنما هو صبر ساعة وقد استرحت راحة الأبد.

ثم أمده بجند آخر من وحيه، وكلامه، فأرسل إليه رسوله، وأنزل إليه كتابه، فازداد قوة إلى قوته، ومدداً إلى مدده وعدة إلى عدته.

وأيده مع ذلك بالعقل وزيراً له ومدبراً، وبالمعرفة مشيرة عليه وناصحة له، وبالإيمان مثبتاً له، ومؤيداً، وناصراً، وباليقين كاشفاً له عن حقيقة الأمر كأنه يعاين ما وعد الله تعالى به أولياءه وحزبه على جهاد أعدائه.

فالعقل: يدبر أمر جيشه، والمعرفة: تصنع له أمور الحرب وأسبابها ومواضعها اللاحقة بها، والإيمان: يثبته ويقويه ويصبره، واليقين: يقدم به ويحمل به الحملات الصادقة.

ثم أمد سبحانه القائم بهذه الحرب بالقوى الظاهرة والباطنة، فجعل العين طليعته، والأذن صاحب خبرِهِ، واللسان ترجمان، واليدين والرجلين أعوانه.

وأقام ملائكته وحملة عرشه يستغفرون له، ويسألون له أن يقيه السيئات، ويدخله الجنات، وتولى سبحانه الدفاع عنه بنفسه.

وقال هؤلاء حزبي وحزب الله المفلحون، قال تعالى: أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [المجادلة:22] وهؤلاء جندي وجند الله هم الغالبون.

وعلّم سبحانه عباده كيفية هذه الحرب والجهاد فجمعها لهم في أربع كلمات، فقال: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [آل عمران: 200].

ولا يتم أمرهذا الجهاد إلا بهذه الأمور الأربعة، فلا يتم له الصبر إلا بمصابرة العدو، وهي مقاومته، ومنازلته، فإذا صابر عدوه احتاج إلى أمر آخر وهو المرابطة وهي لزوم ثغر القلب وحراسته لئلا يدخل معه العدو ولزوم ثغر العين، والأذن واللسان، والبطن، واليد، والرجل.

فهذه الثغور منها يدخل العدو، فيجوس خلال الديار، ويفسد ما قدر عليه، فالمرابطة لزوم الثغور، ولا يخلي مكانها فيصادف العدو الثغر خالياً فيدخل منه.

فهؤلاء أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم، خير الخلق بعد النبيين والمرسلين، وأعظمهم حماية، وحراسة من الشيطان، وقد أخلوا المكان الذي أمروا بلزومه يوم أحد، فدخل منه العدو فكان ما كان.

وجماع هذه الأمور الثلاثة وعمودها الذي تقوم به هو تقوى الله تعالى فلا ينفع الصبر ولا المصابرة، ولا المرابطة، إلا بالتقوى ولا تقوم التقوى إلا على ساق الصبر، فانظر الآن فيك إلى التقاء الجيشين واصطدام العسكريين، وكيف تدال مرة، ويدال عليك مرة أخرى.

أقبل ملك الكفرة بجنوده وعساكره، فوجد القلب في حصنه جالساً على كرسي مملكته، أمره نافذ في أعوانه، وجنده قد حفوا به يقاتلون عنه، ويدافعون عن حوزته، فلم يمكنه الهجوم عليه إلا بمخامرة بعض أمرائه وجنده عليه.

فسأل عن أخص الجند به، وأقربهم منه منزلة، فقيل له هي النفس، فقال لأعوانه أدخلوا عليها من مرادها، وانظروا مواقع محبتها، وما هو محبوبها، فعدوها به، ومنوها إياه، وانقشوا صورة المحبوب فيها في يقظتها ومنامها.

فإذا اطمأنت إليه وسكنت عنده فاطرحوا عليها كلاليب الشهوة وخطاطيفها، ثم جروها بها إليكم.

فإذا خامرت على القلب وصارت معكم عليه ملكتم ثغور العين، والأذن واللسان، والفم واليد، والرجل، فرابطوا على هذه الثغور كل المرابطة فمتى دخلتم منها إلى القلب فهو قتيل أو أسير أو جريح مثخن الجراحات.

ولا تخلوا هذه الثغور، ولا تمكنوا سرية تدخل فيه إلى القبب فتخرجكم منها، وإن غلبتم فاجتهدوا في اضعاف السرية ووهنها، حتى لا تصل إلى القلب وإن وصلت ضعيفة لا تغني عنه شيئاً.

فإذا استوليتم على هذه الثغور، فامنعوا ثغر العين أن يكون نظره اعتباراً بل اجعلوا نظره تفرجاً، واستحساناً، وتلهيا، فإن استرق نظره عبرة، فافسدوها عليه بنظرة الغفلة، والاستحسان والشهوة، فإنه أقرب إليه، وأعلق بنفسه، وأخف عليه.

ودونكم ثغر العين فإن منه تنالون بغيتكم، فإني ما أفسدت بني آدم بشيء مثل النظر، فإني أبذر به في القلب بذر الشهوة، ثم اسقيه بماء الأمنية، ثم لا أزال أعده وأمنيه حتى أقوي عزيمته وأقوده بزمام الشهوة، إلى الإنخلاع من العصمة.

فلا تهملوا أمر هذه الثغر وأفسدوا بحسب استطاعتكم، وهونوا عليه أمره وقولوا له مقدار نظرةٍ تدعوك إلى تسبيح الخالق والتأمل لبديع صنعه، وحسن هذه الصورة التي إنما خلقت ليستدل بها الناظر عليه وما خلق الله لك العينين سدى وما خلق هذه الصورة ليحجبها عن النظر.

ثم امنعوا ثغر الأذن أن يدخل منه ما يفسد عليكم الأمر، فاجتهدوا أن لا تدخلوا منه إلا الباطل فإنه خفيف على النفس تستحليه وتستحسنه، وتخيروا له أعذب الألفاظ وأسحرها للألباب، وامزجوه بما تهوى النفس مزجاً وألقوا الكلمة فإن رأيتم منه إصغاء إليها، فزجوه بأخواتها، وكلما صادفتم منه استحسان شيء فالهجوا له بذكره.

وإياكم أن يدخل هذا الثغر شيء من كلام الله أو كلام رسوله أو كلام النصحاء، فإن غُلبتم على ذلك ودخل من ذلك شيء، فحولوا بينه وبين فهمه وتدبره والتفكر فيه والعظة به، إما بإدخال ضده عليه وإما بتهويل ذلك وتعظيمه، وأن هذا الأمر قد حيل بين النفوس وبينه فلا سبيل لها إليه، وهو حِملٌ يثقل عليها لا تستقل به ونحو ذلك.

وأما بإرخاصه على النفوس، وأن الاشتغال ينبغي أن يكون بما هو أعلى عند الناس وأعز عليهم وأغرب عنده

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مها
مشرف قسم الألعاب
مشرف قسم الألعاب
مها


انثى عدد الرسائل : 1258
تاريخ الميلاد : 07/02/1986
العمر : 38
نقاط : 7077
تاريخ التسجيل : 08/04/2010

المعركة مع إبليس وجنوده_ابن القيم Empty
مُساهمةموضوع: رد: المعركة مع إبليس وجنوده_ابن القيم   المعركة مع إبليس وجنوده_ابن القيم Emptyالثلاثاء 06 يوليو 2010, 11:50 am

مشكوووووووووووووووووور على الموضوع

_________________

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
المعركة مع إبليس وجنوده_ابن القيم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» قصة المعركة الأولى بين آدم عليه السلام وإبليس اللعين
» نواب إبليس
» الأية ألتي تبكي إبليس ؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!
» فوائد عظيمة للمعتبرين من قصة إبليس اللعين
» تامل هذه لابن القيم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
كنوز النت الإسلامية :: © الأقسام الإسلامية © :: ©المنتدى الإسلامي العام©-
انتقل الى: