ما أقسام ما يجري صفة أو خبراً على الرب تبارك وتعالى؟

قال العلامة ابن القيم رحمه الله:
ما يجري صفة أو خبرا على الرب تبارك وتعالى أقسام :
أحدها : ما يرجع إلى نفس الذات كقولك : ذات وموجود.
الثاني : ما يرجع صفاته ونعوته كالعليم والقدير والسميع والبصير.
الثالث : ما يرجع إلى أفعاله كالخالق والرازق.
الرابع : التنزيه المحض؛ ولا بد من تضمنه ثبوتا إذ لا كمال في العدم المحض كالقدوس والسلام.
الخامس : -ولم يذكره أكثر الناس ـ وهو الاسم الدال على جملة أوصاف عديدة لا تختص بصفة معينة بل دال على معان؛ نحو: المجيد العظيم الصمد, فإن المجيد من اتصف بصفات متعددة من صفات الكمال؛ ولفظه يدل على هذا فإنه موضوع للسعة والزيادة والكثرة فمنه: (استمجد المرخ والعفار) وأمجد الناقة علفها, ومنه رب العرش المجيد؛ صفة العرش لسعته وعظمته وشرفه, وتأمل كيف جاء هذا الاسم مقترنا بطلب الصلاة من الله على رسوله كما علمناه صلى الله عليه و سلم, لأنه في مقام طلب المزيد والتعرض لسعة العطاء

_________________
ما أقسام ما يجري صفة أو خبراً على الرب تبارك وتعالى؟ 546456

وكثرته ودوامه, فأتى في هذا المطلوب باسم يقتضيه كما تقول : اغفر لي وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم فهو راجع إلى التوسل إليه بأسمائه وصفاته وهو من أقرب الوسائل وأحبها إليه, ومنه الحديث الذي في الترمذي : "ألظوا بياذا الجلال والإكرام", ومنه : "اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت المنان بديع السموات والأرض يا ذا الجلال والإكرام", فهذا سؤال له وتوسل إليه بحمده وأنه لا إله إلا هو المنان, فهو توسل إليه بأسمائه وصفاته, وما أحق ذلك بالإجابة وأعظمه موقعا عند المسؤول, وهذا باب عظيم من أبواب التوحيد.
السادس : صفة تحصل من اقتران أحد الإسمين والوصفين بالآخر, وذلك قدر زائد على مفرديهما, نحو: الغني الحميد الغفور القدير الحميد المجيد, وهكذا عامة الصفات المقترنة والأسماء المزدوجة في القرآن, فإن الغني صفة كمال, و الحمد كذلك, واجتماع الغنى مع الحمد كمال آخر, فله ثناء من غناه, وثناء من حمده, وثناء من اجتماعهما, وكذلك الغفور القدير, والحميد

_________________
ما أقسام ما يجري صفة أو خبراً على الرب تبارك وتعالى؟ 546456

ما يجري صفة أو خبرا على الرب تبارك وتعالى أقسام، ما يجري صفة، أي: ما يضاف إلى الله -عز وجل- على وجه الصفة والنعت، والصفة هي: المعنى القائم بالموصوف، والله جل وعلا موصوف بصفات الكمال ونعوت الجلال في كتابه -سبحانه وتعالى- وسنة رسوله الكريم صلوات الله وسلامه عليه، فما يجري صفة على الله أي: مما أخبر الله به عن نفسه في كتابه، وما أخبر عنه به رسوله صلى الله عليه وسلم في سنته، هو باب توقيفي ليس للمسلم أن يخوض فيه بشيء إلا بدليل من الكتاب والسنة، كما مر معنا من قول الإمام أحمد -رحمه الله-: نصف الله بما وصف به نفسه، وبما وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم، لا نتجاوز القرآن والحديث، فما يجري صفة أو خبرا، والخبر هذا نوع آخر غير الصفة، ما يخبر عن الله تبارك وتعالى به، وهو باب أوسع من باب الصفات، وباب الصفات توقيفي، وباب الإخبار لا يلزم أن يكون توقيفيا، وإنما يخبر عن الله تبارك وتعالى بالمعاني الصحيحة، والمعاني الطيبة التي تقتضيها وتستلزمها أسماؤه وصفاته الثابتة له في كتابه، وسنة رسوله صلوات الله وسلامه عليه، فيخبر عن الله بما كان كذلك، ويضاف إلى الله على وجه الإخبار؛ لأن لازم كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم إن صح أنه لازم حق، لازم كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم إن صح أنه لازم حق يثبت، ولازم الحق حق، فالله -عز وجل- يخبر عنه بلوازم أسمائه وصفاته، وما تقتضيه أسماؤه وصفاته -سبحانه وتعالى- يخبر عنه بما كان من هذا القبيل.

فيقول ابن القيم -رحمه الله-: ما يجري صفة أو خبرا على الرب تبارك وتعالى أقسام، وذكر تقسيما نافعا لطالب العلم، قال: أحدها: ما يرجع إلى نفس الذات، الذات: المراد بها الحقيقة ونفس الشيء، المراد بذات الشيء حقيقته ونفسه، وما يرجع إلى الذات أراد به ابن القيم -رحمه الله- أي ما ليس هو وصفا، أو صفة قائمة بالذات ليس معنى من المعاني قائما بالذات كالعلم والسمع والبصر ونحو ذلك من الصفات، وإنما يرجع إلى الذات نفسها كقولك: ذات وموجود وشيء، وكلها داخلة تحت باب الإخبار يخبر عن الله -سبحانه وتعالى- بها: ﴿ قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ ﴾(1) يخبر عنه بشيء، ويخبر عنه بشخص لا شخص أغير من الله، ويخبر عنه بأنه موجود، ويخبر عنه بأنه له ذات -سبحانه وتعالى- تليق بجلاله وكماله وعظمته سبحانه، فهذا نوع مما يجري صفة أو خبرا عن الله، وهذا النوع الأول هو مما يجري خبرا عن الله، أي: يخبر عن الله تبارك وتعالى به، فيخبر بأن له ذاتا، وأنه موجود، وأنه شيء، وأنه معلوم، وأنه شخص ونحو ذلك من الإخبارات التي يصح أن يخبر عن الله تبارك وتعالى بها، فهذه راجعة إلى نفس الذات أي: ليست وصفا قائما بالذات، وإنما هي راجعة للذات نفسها، ولو تأملت في هذه المذكورات تجدها كلها راجعة إلى الذات بحيث إن الذات يخبر عنها بذلك: شيء وموجود وذات ونحو ذلك،

شكرا اخى الفاضل على الاضافه المفيده
جزاك الله خيرا يااستاذ محمد

_________________
ما أقسام ما يجري صفة أو خبراً على الرب تبارك وتعالى؟ 546456

» صفة "كلام الرب تبارك وتعالى" في القرآن الكريم
» اسم الله ( الخبير ) تبارك وتعالى .‎
» فهل يجيز الشرع للرجل أن يجري للمرأة عملية جراحية أو يعالجها دون ما حرج؟
» أقسام الناس في تحقيق إياك نعبد
» التيس البرادعي يجري اتصالات دولية لوضع الاخوان المسلمون ضمن المنظمات الإرهابية