قتل 12 شخصا على الأقل برصاص قوات الأمن السبت أثناء مشاركة حشود كبيرة في تشييع نحو 100 قتيل سقطوا في مظاهرات عمت سوريا الجمعة، في حين دهمت الشرطة منازل قرب دمشق أثناء الليل، واستقال نائبان في مجلس الشعب عن محافظة درعا إضافة إلى مفتى المحافظة احتجاجا على قتل المتظاهرين.
وقد أفادت مصادر حقوقية وشهود عيان بأن 12 شخصا على الأقل قتلوا أمس في عدة مدن سورية ولا سيما في دوما وبرزة القريبة من دمشق وإزرع في محافظة درعا أثناء جنازات قتلى ما أطلق عليه الجمعة العظيمة.
فقد قتل خمسة أشخاص على الأقل برصاص الأمن السوري، أثناء تشييع جنازات في دوما قرب دمشق، فيما تحدث شاهد عيان عن سقوط خمسة قتلى في قرية أزرع الجنوبية القريبة من درعا أثناء تشييع عشرات الآلاف لعدد من القتلى سقطوا في احتجاجات الجمعة. وفي حي برزة في دمشق قال ناشط حقوقي إن القوات السورية قتلت بالرصاص شخصين أثناء جنازة محتجين.
وذكر الشهود أن مشيعي الجنازة كانوا يرددون "الشعب يريد إسقاط النظام"، مطالبين الرئيس السوري بشار الأسد بنقل الجنود إلى مرتفعات الجولان المحتلة.
في هذه الأثناء نقلت وكالة رويترز عن ناشطين حقوقيين سوريين أن رجال أمن بملابس مدنية مشهرين بنادق هجومية اقتحموا منازل في ضاحية حرستا بعد منتصف الليل مباشرة واعتقلوا ناشطين في المنطقة المعروفة باسم الغوطة.
استقالات
إلى ذلك أعلن ناصر الحريري وخليل الرفاعي استقالتهما من مجلس الشعب احتجاجا على ما سمياه قتل عناصر الأمن للمحتجين.
وقال الحريري للجزيرة إن سبب استقالته هو فشله في حماية الشعب السوري من "رصاص الغدر" الذي تطلقه قوات الأمن، متسائلا عمن يصدر الأمر بإطلاق النار بعدما وعد الرئيس السوري وجهاء محافظة درعا بعدم إطلاق النار.
وأضاف الحريري أن القناصة الذين يعتلون أسطح المقرات الحكومية هم حكما عناصر أمنية، لأن لا المواطن العادي ولا حتى المتسلل يستطيع الوصول إلى هذه المباني.
من جهته قال الرفاعي للجزيرة إن سبب استقالته هو عدم استطاعته حماية أهالي درعا الذين أوصلوه الى البرلمان. وناشد الرفاعي الرئيس السوري بضرورة التوصل إلى حل سياسي، لأن الحل الأمني فشل برأيه.
أما مفتي محافظة درعا الشيخ رزق عبد الرحيم أبا زيد فقال إنه استقال نتيجة سقوط الضحايا والشهداء برصاص الأمن.
وأضاف "قبل قليل كنا نشيع عشر جنازات في إزرع، وكان الرصاص يطلق على أبنائنا مرة بعد مرة". ودعا إلى تلبية جميع المطالب قائلا "عندما يعلنون عدم إطلاق النار ومن جهات عليا، نجد أن الوضع غير ذلك".
وقال إن المخرج هو أن يتولى الرئيس تلبية كل المطالب، وأضاف "لسنا ضد شخصه (الرئيس)، لكننا ضد ما يمارس من غيره".
وكانت مصادر حقوقية قالت إن "الجمعة العظيمة" شهدت مقُتل أكثر من 100 شخص وأصيب عشرات بنيران قوات الأمن في مسيرات واحتجاجات خرجت في مدن عدة.
إدانات دولية
دوليا أدانت فرنسا "القمع العشوائي والعنيف" للاحتجاجات في سوريا"، ودعا وزير خارجيتها آلان جوبيه السلطات السورية إلى التخلي عن استخدام العنف.
كما أدانت إيطاليا بشدة قمع التظاهرات، مشددة على "ضرورة احترام حق التظاهر سلميا".
وقالت الخارجية الايطالية في بيان إنها تتابع بقلق كبير تطور الأحداث في سوريا وتدين بشدة القمع العنيف للمتظاهرين.
من جانبها دعت روسيا السبت إلى تسريع الإصلاحات في سوريا، وأعربت عن قلقها من تصاعد التوتر والمؤشرات إلى مواجهات تتسبب في معاناة أبرياء.
من جهته طالب رئيس الاتحاد الأوروبي جيرزي بوزك السلطات السورية بتلبية تطلعات الشعب المشروعة، وفتح تحقيق مستقل في أحداث "القتل" التي شهدتها البلاد في الفترة الأخيرة.
وإذ شدد بوزك على أن ما سماها الحملة العنيفة على المتظاهرين السلميين في سوريا غير مقبولة"، أشار إلى أن الشعب عبر عن مطالبه بكل وضوح، وأن أي شكل من أشكال العنف ضد المتظاهرين السلميين يجب أن يتوقف.
وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما شجب الجمعة استخدام العنف ضد المتظاهرين في سوريا. واتهم النظام السوري بالسعي للحصول على مساعدة إيران "لقمع التحركات الاحتجاجية".
كذلك أدان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الجمعة استخدام العنف ضد متظاهرين سلميين في سوريا، داعيا إلى وقفه فورا وإجراء تحقيق مستقل شفاف.
الجزيرة نت