اسم بارز في عالم الطب شهرته تجاوزت حدود الوطن هو واحد من مشاهير الاطباء غير أنه كان معارضا لنظام الحكم في مصر بقوة ودوما لا يفضل الحديث عن نفسه أو أن يتقدم الصفوف وبرز حضوره خلال أحداث الثورة وقبلها كسياسي وناشط معارض عن مبدأ....
الدكتور محمد أبو الغار استاذ أمراض النساء والولادة في حواره مع الأهرام يروي قصته مع ثورة25 يناير والدور الذي قام به شباب الثورة ويكشف عن سيناريو الثورة لحظة بلحظة و عن أنه كان يتلقي التعليمات من الشباب في كل خطوة وينفذها بدقة وأن شباب حي الطالبية في الهرم وشباب حي العمرانية هما الذين أنقذوا الثورة يوم الجمعة28 يناير وكذلك ألتراس النادي الاهلي ويعتبر أن البرادعي هو مرشحه المفضل والمستشار هشام البسطويسي.. وهذا نص الحوار
هل كنت تتوقع أن تمر مصر في بداية عام2011 بكل هذه التحولات الكبري ؟
لم أتخيل أن نظام مبارك سوف يسقط وأنا علي قيد الحياة
> ما الذي تغير يوم25 يناير من وجهة نظرك ؟
هذا اليوم هو أكبر مفاجأة في حياتي من حيث قدرة الشباب علي التخطيط
> ما طبيعة المفاجأة التي تقصدها ؟
في إدارة الموقف من جانب الشباب وفي نوعية التعليمات التي صدرت لي من الشباب
> هل الدكتور محمد أبو الغار الأستاذ الجامعي والطبيب الشهير كانت تصدر له التعليمات من شباب الثورة؟
نعم في هذا اليوم صدرت التعليمات لي, وكانت من الشباب ونفذتها دون مناقشة وقبل الثورة كنت أتلقي التعليمات
> ما التعليمات التي صدرت لك ؟
أول هذه التعليمات كانت هي أن أذهب في تمام الساعة الثانية عشرة ظهرا يوم25 يناير إلي دار القضاء العالي
> إلي أي مدي كنت تلتزم بتعليمات الشباب ؟
التزاما كاملا, ذهبت إلي دار القضاء العالي في الساعة الثانية عشرة إلا ربعا والمفاجأة في أنني لم أجد مخلوقا في المكان, شعرت بالقلق وفي الساعة الثانية عشرة إلا دقيقتين وصل الكاتب الصحفي محمد عبد القدوس وهو يحمل العلم, ومكبر الصوت ولمحت ضابط الشرطة يداعبه ويطلب منه الصعود فوق الرصيف واستجاب عبد القدوس
> ماذا حدث بعد ذلك ؟
العدد يزداد, وأصبح في حدود2000 متظاهر يحاصرون من قوات الأمن ونقف فوق رصيف دار القضاء العالي وعلي سلالم المدخل ورجال الشرطة من حولنا بكثافة شديدة وبعد أن زاد العدد نزلنا إلي شارع26 يوليو و كان مغلقا من ناحية سينما ريفولي بالحشود الأمنية لكن عدد المتظاهرين ارتفع إلي6 آلاف تقريبا وحدث تدافع وتمكنا من التحرك ناحية شارع رمسيس في الطريق إلي التحرير وكان في تمام الساعة الثانية إلا ربعا لكنني لم أتحرك معهم و معي مجموعة من كبار السن
> هل كنت تنتظر التعليمات ؟
ربما لكنني لا أعرف لماذا نتحرك وبالفعل تلقيت اتصالا من الشباب في تمام الساعة الثانية يدعونني إلي التحرك إلي مبني دار الحكمة في شارع قصر العيني حيث يوجد هناك متظاهرون من المهنيين ويحتاجون لمساندة, وبالفعل ذهبت وشاهدت مظاهرة كبيرة أمام المقر الرئيسي للحزب الوطني بالتحرير
> وماذا عن تعليمات اليوم التالي26 يناير ؟
جاءتني التعليمات بالذهاب إلي نقابة الصحفيين في شارع عبد الخالق ثروت
> لماذا ؟
للتظاهر من جديد
> قبل الحديث عن اليوم الأصعب في عمر الثورة المصرية من هؤلاء الشباب الذين تتحدث عنهم وتنفذ كل تعليماتهم ؟
لا أريد تحديد أسماء
> لماذا ؟
حتي لا أنسي احدا لكن هم مجموعة الشباب الذين التفوا حول الدكتور محمد البرادعي وأعضاء الجبهة الوطنية للتغيير,وائتلاف الثورة لمناصرة البرادعي
> متي بدأت علاقتك بالبرادعي ؟
تلقيت اتصالا يدعوني لحضور اجتماع مع الدكتور البرادعي في منزله يوم الخميس27 يناير الساعة السابعة مساء حيث كان قادما من النمسا إلي مصر والطائرة ستصل في السادسة إلي مطار القاهرة وهو قدر المسافة من المطار إلي منزله في حدود الساعة وهو طلب حضوري مع الدكتور علاء الأسواني والدكتور عيد الجليل مصطفي اتصلت بعلاء الأسواني لكن تليفونه كان مغلقا ولم يرد حتي نذهب معا.. مر علي في بيتي الدكتور عبد الجليل مصطفي وذهبت معه إلي منزل البرادعي, وكان قد وصل للتو من المطار ووجدت هناك مجموعة الشباب الذين كنت أتلقي منهم التعليمات وعددهم10 شباب تقريبا
> ما الحديث الذي كان يدور في الاجتماع ؟
كان الحوار عن الموقف وشرحا للأحداث وخطط التحرك يوم الجمعة82 يناير وكان هناك ترتيب خاص بعملية توزيع المتظاهرين, وطلبوا مني أن أصلي الجمعة في مسجد الاستقامة في ميدان الجيزة مع الدكتور عبد الجليل وسيكون معنا الكاتب الصحفي إبراهيم عيسي
عرفت بذلك زوجتي وكريمتاي وأصررن علي الذهاب, واتفقتا علي أن نلتقي جميعا أسفل عمارة أمام حديقة الحيوان يسكن أحد أقرباء الدكتور البرادعي بالقرب من عمارة رجال الاعمال الملحقة بالفورسيزون.
> زوجتك ليست مصرية هل تتفاعل مع وجهة نظرك بشكل دائم؟
هي سويدية وتحمل الجنسية المصرية منذ أن سمحت الحكومة السويدية لمواطنيها بحمل جنسية أخري ولكنها مهتمة بالشأن المصري تماما وتعشق مصر وتتحدث العربية
> نعود ما الذي جري بعد هذا التجمع ؟
تجمع عدد كبير أسفل العمارة وجاء الدكتور أسامة الغزالي حرب وزوجته وكريمته وأزواج بنات عبد الجليل مصطفي وعدد آخر نحو20 شخصا
> وأين كان الدكتور البرادعي ؟
لم أكن اعرف لكنه حضر فجأة وانضم لنا وتحركنا نحو ميدان الجيزة
> معني هذا أنك لم تكن تعرف أن الدكتور البرادعي سيصلي معكم ؟
للأمانة لم اعرف وكان الأمر مفاجأة وتحركنا إلي مسجد الاستقامة وبعد الوصول وجدنا زحاما كبيرا جدا وتقدم ضابط برتبة كبيرة للدكتور البرادعي وطلب منه أن يدخل المسجد ومن معه كان الزحام رهيبا ولم ندخل
ما الذي حدث بعد انتهاء صلاة ؟
انهالت القنابل المسيلة للدموع وبدء الضرب فينا وكان من نصيبي الضرب بعصا كهربائية بعدها سالت الدماء
> أين كان يقف الدكتور البرادعي ؟
نظرت ناحيته وجدت مجموعة من الشباب سارعت بسحبه إلي داخل المسجد لأنه تعرض لاستنشاق الغاز وتم كسر باب حديد جانبي لتمكينه من الدخول
> وأنت ماذا فعلت ؟
كانت بجواري كريمتي وهي طبيبة أطفال وزوجها وهي حضرت مستعدة ببعض الإسعافات الأولية ووضعت علي وجهي مادة الكولا ونظارة السباحة وربطت ذراعي
> في هذه الإثناء فقدت مكان زوجتي وكريمتي الثانية
الكل تاه في الهرج والمرج الحاصل, وتواصلت المواجهات مع قوات الأمن مطاردة بالقنابل المسيلة والعصي ونحن نجري في الشوارع الجانبية في ميدان الجيزة ثم يتجمع الشباب ثانية ونحن من ورائه نتقدم في مواجهة القوات بعد ذلك بدأ الشباب في إعادة رمي القنابل علي الشرطة قبل انفجارها لتخفيف الضغط
ثم صعدوا أعلي كوبري الجيزة وبدأت عملية إلقاء بعض الأشياء علي الشرطة
> هذه المواجهات كم استمرت ؟
نحو5 ساعات
> وهل تحملت ؟
من الصعب الخروج أو ترك الناس تحت اي ظرف لكن كنت مشغولا علي زوجتي وكريمتي في ظل عدم وجود وسائل للاتصال
> وماذا بعد وأين التعليمات الجديدة ؟
بعد5 ساعات اخبرونا الشباب أن الطالبية في الطريق بل وصلت
> ماذا تقصد بالطالبية ؟
عدد كبير من شباب منطقة الطالبية في حدود10 آلاف كانوا مدربين علي أعلي مستوي لتحمل مواجهة الشرطة وهم من مجموعتين الأولي شباب الاخوان والثانية الألتراس من جماهير النادي الأهلي وهم انضموا للثورة قبلها بأسبوعين وتدربوا علي طريقة كيف يتعاملون مع الشرطة بشكل جيد
> وهل كنت تعرف هذه المعلومات من قبل ؟
لم أكن اعرف عنها أي شيء
> وشباب الثورة ؟
اخبرونا أن شباب الطالبية هم طوق النجاة وسوف ينقذوننا
وبالفعل وصل في حدود10 آلاف شخص منهم
> لماذا تأخر وصولهم ؟
لم يتأخروا بل هم تحركوا من ساعة الصلاة ولكن حتي يصلوا إلي ميدان الجيزة من الطالبية ظلوا5 ساعات في كر وفر مع قوات الأمن
ومروا بصعوبات كبيرة وتعرضوا للضرب والعنف وتخطوا عددا كبيرا وصعبا من الحواجز الأمنية التي كانت تحاول بشتي الطرق منع وصولهم
> وماذا حدث بعد وصولهم ؟
هم بالفعل طوق النجاة تقدموا الصفوف وأزاحوا الحواجز الأمنية وفتحوا الطرق ويبدو أن الحظ كان في مصلحتنا فعلي ما يبدو استنفدت القوات كل مخزونها من القنابل وعربات المياه
وبمناسبة المياه في هذا اليوم أخذت عشرات الحمامات حيث كانت تتدفق علينا المياه بقوة لا يصمد الجسد أمامها من شدة الدفع
> وهل تحركتم إلي التحرير ؟
قبل ذلك قال لنا الشباب ان مجموعة العمرانية علي وشك الوصول وبالفعل وصلت مجموعة قوية من العمرانية عددها بالآلاف
> من هي مجموعة العمرانية ؟
هي مجموعة مثل مجموعة الطالبية لعبت دورا مهما جدا وكانت قوية ونجحت أيضا في فتح الطريق
> ما الصورة التي كانت عليها قوات الشرطة في هذه اللحظات ؟
قوات الشرطة تراجعت
> معني ذلك أنك مكثت وكل المتظاهرين6 ساعات دون طعام أو شراب ؟
بالتأكيد لاشيء ولم نفكر
> وبعد ذلك ماذا فعلت ؟
بعد فتح الشارع خفت أن يتعرض الجنود للضرب من المتظاهرين بعد اختفاء الضباط فتقدمت ووجدت الجنود واقفة والناس مسالمة فسلمت علي جندي فالشباب صفقوا والجنود أيضا
> هل تعرف عليك الجندي ؟
بالقطع لا ولا الضباط يعرفونني ربما القيادات تعرفني
لكن احد الشباب قال لي ان زوجتي وكريمتي داخل المسجد فدخلت وجدته خاليا من الناس بعد أن تم فتح الشوارع
وتحركنا في شارع مراد والجميع يقول إلي التحرير ولكنني رجعت إلي بيتي
> برأيك ما الدور الذي لعبه الدكتور البرادعي في الثورة ؟
الدكتور البرادعي له بيان مهم قبل عودته لمصر بعد نهاية عمله كمدير للوكالة الدولية للطاقة النووية وهو من7 نقاط وهو بيان في منتهي الشجاعة يطالب برحيل النظام وانتخابات ديمقراطية وبكل المطالب التي تريدها الناس بعد ذلك عاد لمصر وجري استقبال شعبي وذهبت لاستقباله في المطار علي الرغم من عدم وجود معرفة به
> برأيك ما هو خطأ النظام الفادح الذي أدي إلي سقوطه الذريع ؟
لو كان حسني مبارك يوم25 يناير أقال اللواء حبيب العادلي كانت كل حاجة خلصت
> لماذا العادلي يوم25 يناير ؟
في هذا الوقت أقصي طموح للناس انفراجة ديمقراطية مثلا في إقالة وزير الداخلية وكان ذلك سيكون انتصارا ضخما جدا
كما أن مبارك لم يتكلم قبل مرور أيام وكل رموز نظامه وكل تأخير من جانب النظام كانت المطالب معه تتزايد
> نعود للمشهد قبل سقوط النظام متي ذهبت للتحرير بعد الجمعة الشهيرة ؟
كل يوم كنت هناك لكن لا أنام في التحرير أمشي مساء وأعود صباحا
> متي قابلت البرادعي بعد جمعة الاستقامة ؟
كان هو الذي يطلبنا وذهبت له مع الدكتور محمد غنيم والدكتور علاء الأسواني ولكن بعد سقوط النظام قبل ذلك كنت في التحرير ولم نتقابل
> هل حضرت موقعة الجمل ؟
لم أكن موجودا في هذه اللحظة
> كل الشهداء من الشباب ما التفسير ؟
بالفعل غالبية شهداء الثورة من الشباب وهم الذين كانوا في مقدمة الصفوف, أو الذين كانوا في مداخل الشوارع للتأمين أو المجموعة التي ذهبت إلي وزارة الداخلية وكان العادلي موجودا داخلها والقناصة أطلقوا النيران عليهم
> بجانب حضورك المعنوي هل قدمت دعما ماديا للثورة ؟
لا أفضل الحديث عن هذا الجانب
> لكنه كان مهما ؟
مادمنا نتحدث يجب أن أتقدم بالتحية للدكتور ممدوح حمزة الذي قدم اكبر دعم مادي للثورة
> ومن غيره؟
كل الناس لكن هو مثال حقيقي
> هل كنت تتواصل مع الدكتور محمد غنيم ؟
طول عمري
> هل توجد غيرة مهنية ؟
بل صداقة عميقة, الدكتور محمد غنيم اعتقد هو أعظم طبيب في تاريخ مصر طبعا من الناحية المهنية ومن الناحية العلمية هو عبقري مثل5 أطباء غيره علي الاقل, لكن هناك ناحية ثالثة هي أن الدكتور غنيم لا يتكسب من مهنة الطب ورفض هذا العالم الكبير أن يفتح عيادة وظل في الجامعة بالمنصورة وهو قيمة كبيرة جدا والتواصل بيننا لا ينقطع
> متي تيقنت أن النظام سقط ؟
بعد موقعة الجمل
> هل تم ترشيحك لمنصب الوزير بعد الثورة ؟
في حكومة أحمد شفيق فاتحني جورج إسحاق أن شباب الثورة رشحوني لمنصب وزير الصحة واعتذرت له وقلت أرجوك اشطب أسمي
> لماذا رفضت ؟
ليست مهنتي لا أجيد في هذا المنصب إنا أفضل العمل كطبيب واستمر في ابحاثي واساهم في رفع اسم مصر في هذا المجال ورفع اسم جامعة القاهرة لأننا نحصل علي جوائز عالمية
> من تساند في سباق الترشيح رئاسة مصر؟
الدكتور البرادعي والمستشار هشام البسطويسي ولو اتحدا البرادعي للرئاسة والبسطويسي نائبا يصبح شيئا عظيما
لكن البسطويسي حسب معلوماتي يرفض
> وماذا عن عمرو موسي ؟
إعتراضي الشخصي أنه جزء من نظام مبارك صحيح كان مستقلا لكن كان تمثيلا أكثر من كونه حقيقة وهو الآن يفعل دعاية لنفسه
> هل حدث تواصل بينك وبين السيد عمرو موسي ؟
لم يحدث وكان هناك اجتماع له في فندق كونراد ولكنني اعتذرت لمن اتصل بي من المنظمين
> سبب الاعتذار ؟
كوني لن ادعمه وقراري نهائي
> حظوظ فوز الدكتور البرادعي ؟
هذا الرجل صادق وما قاله من قبل يقوله الآن وحتي الحملة المدبرة ضده بسبب الحرب علي العراق هو فيها مظلوم وسمعته في العالم متميزة جدا
> ما هي نقاط ضعفه ؟
إقامته الطويلة خارج مصر مما تسبب في عدم تواصله مع الشعب المصري!!!
المصدر: الأهرام