عاد النائب جورج جالاوي من قطاع غزة ليلة الاربعاء بعد ان رافق قافلة المساعدات الامريكية "شريان الحياة 2"، والتى دخلت الى قطاع غزة ليلة الخميس وقضى جالاوي حوالي ساعة فقط داخل قطاع غزة، وعاد مرة اخرى الى مصر بعد ان حددت له السلطات المصرية 24 ساعة فقط داخل قطاع غزة.
وقد رافق القافلة اربعة حاخامات من اليهود المتحدون ضد الصهيونية وعبروا الى قطاع غزة حاملين معهم رسالة للشعب الفلسطينى من الجاليات اليهودية المعادية للصهيونية، حيث هاجم الحاخامات سياسة اسرائيل وشككوا فى وجود هذه الدول العنصرية.
وقد حصلت "مصراوى" من الحاخامات اليهود على نسخة من الرسالة والحاخامات الاربعة هم راباى او حاخام دوفيت فلمان والحاخام بوشايا روزنبرج والحاخام ويسرويل دوفيت والحاخام ويسرويل فلمان.
وقد جاء نص الرسالة التى حملوها للشعب الفلسطيني كالاتى:
"رسالة من القلب الى شعب غزة وعموم شعب فلسطين من جماعات اليهود المتدينين والمناهضين للصهيونية من كل ارجاء العالم بعون من الله العظيم، نحن وفد حاخامات ناتورى كارتا قد حضرنا الى غزة حتى نظهر من صميم قلوبنا الدعم والتضامن مع اهل القطاع الصامد وجميع فلسطين الذين يعانون ولاكثر من مائة عام على ايدى الصهيونية، ونحن لا نقف وجها لوجة مع ضحايا ظلم الصهيونية فاننا من اعماق قلوبنا نشعر بحجم الماساة الى لحقت بكم ولازالت تحاك ضدكم وبلا توقف لاكثر من مائة عام من قمع وروع الصهاينة وشعبكم العظيم الذى طالما كان على مدى التاريخ ودودا مع اليهود حتى بدات انشطة الصهاينة الذين تدرجوا فى شرورهم وغيهم حتى اقاموا جدران من عدم الثقة والكراهية بين بعض اليهود وشعب فلسطين العظيم.
وقد اقدم اليهود على سرقة الهوية اليهودية وانه لشعور بالخزى والاهانة ان تحدث كل هذه الافعال المشينة باسم اليهودية وباسم التوراة فقد استخدمت هويتنا اليهودية لارتكاب افظع الجرائم فإن الصهيونية المغلفة بهوية التوراة ليست سوى حركة سياسية مادية بحتة وعاصية لتعاليم الله، فان تعاليم التوراة واضحة وان الله قد نفى اليهود وحرم عليهم السيادة على اى بقعة فى العالم ووفقا لتعاليم الملك سليمان الموضحة بالتلمود:
"لقد اخذ منا العهد على الا نعود مجتمعين الى الارض المقدسة ارض فلسطين وقد امر الله اليهود الا يكونوا ضد اى امة وان يكونوا مواطنين مخلصين واوفياء للدول المضيافة".
وقد امر الله اليهود الا يحاولوا ابدا انهاء هذا النفى الالهى، وانه حتى لو كانت فرضا الارض المقدسة غير مأهولة ومقفرة فانه محرما تحريما قطعيا ان تنشىء عليها دولة لليهود، وان هذه الوصايا قد حفظت الاف السنين قبل الصهيونية، ولم يفكر اى يهودى فى انشاء كيان ناهيك عن استخدام قوة السلاح لتحقيق ذلك الكيان.
ولقد خالفت الصهيونية كل التعليمات وتمردت وعصت لانها رفضت فكرة العقاب الالهى لليهود بالنفى، وسعت الى تحويل ما هو كيان معنويا .. الى كيان مادى مصطنع، وان الخطيئة قد تراكمت عندما قرر الصهاينة انشاء دولتهم المصطنعة على ارض فلسطين المأهولة بسكانها الاصليين منذ الاف السنين، وان الصهاينة قد خالفوا كل قاعدة اخلاقية وردت فى التوراة والتى قالت: لا تقتل فقتلوا .. ولاتسرق فسرقوا، وعامل اخيك الانسان بالرفق والعدل .. فقتلوا وشردوا اغلبية الفلسطينيين، وشنوا حربا ونشروا الدمار.
الصهاينة لم يبالوا ابدا بارواح اليهود وغير اليهود وكل همهم هو القوة والمجدوان الصهاينة قد تسببوا فى مأساة بالغة للفلسطينيين بل قد اضروا ايضا بيهود فلسطين الذين عاشوا بسلام قبل وصول الصهيونية مثل جماعة الحاخام يوسف زوننفلد ذو الذكرى المباركة الذى التقى القيادات العربية، واكد لهم ان يهود التوراة ليس لديهم طموح سياسى وجماعة الحاخام يوسف تزفى دشنسكى الذى ترافع امام هيئة الامم خلال عام 1947 مؤكدا ان الصهيونية لا تمثل اليهود وان اليهود لايريدون دولة يهودية.
لكن الصهاينة نجحوا ونرى اليوم النتيجة الحتمية لهذا النجاح وهو عذابا والاما للشعب الفلسطينى لاكثر من 60 عاما، فان زيف الادعاء بقدسية طلب دولة لليهود فى فلسطين ليس سوى تلويح بالتوراة لاضفاء الشرعية على سرقتهم، وان زعم الصهاينة بان لديهم الحق بانتزاع فلسطين فهو زعم يخالف تعاليم التوراة فانها الوقاحة بعينها ان يقول الصهاينة ان فلسطين ارض بلا شعب لشعب بلا ارض لقد نجحوا فى ترويج تلك الاكاذيب بسبب انحياز الاعلام لهم وبدعم القوى الغربية.
وقد ادرك الصهاينة بانهم بحاجة الى اضفاء الشرعية وتغطية سرقتهم الكبرى لفلسطين عبر الزعم الكاذب بانهم اصحاب حق توراتى مقدس، وان دولتهم هى تحقيق تعليمات توراتية وخلاص ووعد الهى .
ولكن كل ذلك محض كذب وتزوير وغير صحيح ان التوراة لا تقول بخلاص اليهود عبر انشاء حركة سياسية تدعوا للاستقلال، ولهذا حضرنا نحن اليهود الى غزة حتى يعلم اهل غزة اننا نشعر بكم نحن كيهود توراتيون نعيش فى فلسطين وامريكا وكندا وبريطانيا وفى كل مكان فى العالم ونقف متعاطفين ومتضامنين معكم يا اصدقائنا فى غزة وكل فلسطين.
ونحن نشعر المعاناة التى تعيشونها ونحن نعانى مثلكم من مضايقات وتهديدات واستفزازت الصهاينة، حتى وصل الامر الى حد الاعتداءات بالضرب المبرح على حاخامات فى فلسطين معارضة للكيان الصهيونى، وايضا تتعرض جالياتنا الى مضايقات واعمال عنف ضد بيوتنا ومكتباتنا فى امريكا على يد الصهاينة.
وسوف نعود الى مجتمعاتنا بما رأينا فى غزة من جرائم الصهيوينة المستمرة ضد الصهيونية، ولقد ساهمنا فى احضار بعض الادوية والمستلزمات الطبية لنعبر عن تضامن بعض يهود العالم معكم.
ونحن نؤمن بأن الحل العادل هو اعادة كامل حقوق الفلسطينيين على كامل ارض فلسطين، ونحن ندعوكم الا تطلقوا على هذا الاحتلال اسم دولة اليهود او اليهود لانكم بذلك تخدمون الصهيونية، وإن زعم الصهاينة الكاذب بانهم الشعب اليهودى يخدم مصلحتهم فى اظهار أن الصراع الدائر هو صراع دينى، وأن اهل فلسطين متعصبون ومعادون للسامية.
وهذا كذب لان الفلسطينين هم حايا الصهيونية التى سرقت ارضهم وشردتهم وفرقوا بين اليهودية واليهود من جهة وبين البربرية والمعصية لله المتمثلة فى الصهيونية من جهة اخرى، وليعلم العالم انه ليس صراع اديان، وتذكروا التاريخ الحقيقى حيث عاش العرب واليهود فى وئام وسلام، وأن العرب اصدقائنا وندعو الله ان يبلسم ويشفى جراحكم، وان يعينكم على اعادة البناء، وان يحقق الحرية الكاملة لشعب غزة وفلسطين، وندعوه ان يكون ذلك عاجلا وبسلام كما ندعو الله ان يجعل من كابوس الصهيونية ذكرى من الماضي، وندعو الله نحن حاخامات اليهود أن نحتفل سويا بغزة الحرة والقدس الحرة وبفلسطين الحرة .. أمين".
كما حمل الحاخامات اليهود رسالة اخرى الى قيادات الشعب الفلسطينى فى غزة تقول:
"يشرفنا نحن اليهود سكان البلاد المقدسة المؤمنين بالرب وبتوراته ان ننتهز هذه الفرصة للتعبير عن ألمنا وتعاطفنا معكم بسبب الممارسات الصهيونية ضد رجالكم ونسائكم وأطفالكم الأبرياء، حيث يرتكب هؤلاء المجرمون جرائمهم باسم الشعب اليهودى بينما تبين التوراة أن لاحق لوجود دولة اسرائيل، ويعود ذلك لاسباب وهي:
1- تحظر توراتنا المقدسة علينا تاسيس دولتنا المستقلة وحكومتنا الخاصة بنا وذلك لاننا نعيش فى المنفى طبقا لحكم ربانى كما اننا فى انتظار الخلاص السماوى دون اى تدخل بشرى .
2- يحظر علينا اعلان الحرب او التمرد على اى شعب كما ان الرب امرنا بالعيش بسلام وتواضع بين الشعوب المختلفة تلك هى المبادىء التى نشا عليها مجتمعنا فى السابق عندما عاش فى فلسطين جنبا الى جنب مع العرب وتحت حكم العرب لمئات السنين وهذا التعايش السلمى قطعته الصهيونية بعنف .
3- لقد امرتنا التوراة الا نسرق والا نقتل وان نتعامل مع الاخرين بالعدل .
4- الصهاينة ليسوا من المؤمنين بالله وبتوراته وليس لهم الحق فى التعريف بانفسهم بانهم يهود".
ويضيف الحاخامات: "نحن نحتج على مجرد وجودهم واستيلائهم على ارض فلسطين وعلى جميع جرائم القتل التى ارتكبوها ضد الشعب الفلسطينى ونحن اليهود المؤمنين اعداء الصهيونية وهم اعدائنا وليس هناك عداء بين اليهود والعرب وان لنا عدو واحد وهو الصهيونية وانهم يستغلون احتلالهم لفلسطين لاضطهاد المتدينين من العرب واليهود على حد سواء ويامل الشعب اليهودى ويصلى للخالق بان تاتى نهاية دولة الصهاينة، واننا نتظر قدوم المسيح حيث سنرى بام اعيننا كلام النبى اشعياء يتحقق " لاترفع امة على امة سيفا ولايتعلمون الحرب فيما بعد".