رفض المتظاهرون المشاركون في أحداث "يوم الغضب" الامتثال لاوامر قوات الأمن بانهاء تظاهرات والعودة إلى منازلهم مع دخول الليل وانخفاض درجة الحرارة .
وأدى المتظاهرون صلاة العشاء جماعة وسط ميدان التحرير ، فيما تم تشكيل لجان إغاثة لتوزيع وجبات غذائية وبطاطين على المتظاهرين الذين قرروا قضاء ليلتهم في الميدان ، وقامت قوات الأمن برشقهم بالحجارة ، مما اسفر عن اصابة عدد منهم بجروح .
وقطعت شبكات المحمول الثلاث "فودافون" و"موبينيل" و"اتصالات" ارسالها عن المتظاهرين المحتشدين في ميدان التحرير ، في اطار المشاركة في ما يعرف باسم "يوم الغضب" أو "ثورة 25 يناير".
وفي الاسكندرية ، فشل رجال الأمن فى تفريق المتظاهرين على الرغم من لجوئهم إلى إطلاق القنابل المسيلة للدموع والرصاصات المطاطية ، بعد أن تزايدت أعدادهم بشكل مكثف مع نهاية يوم "الغضب" .
واحتشد المتظاهرون أمام منزل الشاب خالد سعيد قتيل الإسكندرية بمنطقة كليوباترا دائرة قسم سيدى جابر، مرددين هتافات غاضبة تطالب بإسقاط الحكومة وحل البرلمان، وإلغاء قانون الطوارئ، منها "لا للتعذيب" و"لا للطوارئ "؛ الأمر الذى أدى إلى حالة شلل مرورى بكورنيش الإسكندرية والشوارع الرئيسية، وهو ما دفع رجال الأمن إلى أغلاق شوارع بأكملها منها شوارع خليل حمادة الكائن به كنيسة القديسين شارع 45 .
كما قام عدد آخر من المتظاهرين بمسيرات احتجاجية أمام الكنائس و المساجد، مرددين هتافات شعارات "الوفد" يحيا الهلال مع الصليب، بالإضافة إلى مطالبة الأقباط فى هتافاتهم بالانضمام لـ"يوم الغضب"، ورددوا عبارات منها" يالا يامرقص يالا يا أحمد ضد الحكومة الفاسدة"، وذلك بمناطق البكباشى العيسوى بسيدى بشر وباكوس وجمال عبد الناصر و الأقبال .
وفي مدينة طنطا، طاف آلاف المتظاهرين المدينة يحملون الأعلام، ويهتفون ضد النظام، فيما تصرفت قوات الأمن مع المتظاهرين بحيادية. وقد تجمهر المتظاهون أمام مقر الحزب الوطني بطنطا.
وفي محافظة السويس ، استخدمت قوات مكافحة الشغب القنابل المسيلة للدموع والرصاص الحي "الخرطوش" لتفريق المتظاهرين لاجبارهم على العودة إلى منازلهم ، مما ادى إلى اصابة 44 شخصا بحالات اختناق وجروح .
ورفض المواطنون الانصراف وانهالوا على الشرطة بالحجارة ، كما قاموا باشعال إطارات الكاوتش والأخشاب ، في ميدان الأربعين بالسويس حيث تجمع نحو 20 ألف متظاهر.
وأغلقت جميع المحال ابوابها في مكان الأحداث والمناطق المحيطة ، بينما قام رجال الشرطة الذين ارتدوا ملابس مدنية بالاندساس بين المواطنيين والقبض عليهم .
وفي المنصورة ، اعلن المتظاهرون تعليق اعتصامهم ليوم غدا الاربعاء علي الرغم من محاصرة الامن لهم .
كما وصل عدد المصابين في المظاهرات التي اندلعت بمدينة بلطيم بكفر الشيخ حتى الآن إلى 5 مصابين جميعهم من النشطاء بجروح مختلفة أثناء قيامهم برشق قوات الأمن بالحجارة وتحطيم سيارة إسعاف.
كما قام عدد من المتظاهرين بتحطيم لافتة ومدخل معرض سيارات وإجبار صاحبه على نزع لافتة لأحد قيادات الحزب الوطني التي كانت موجودة على واجهة المعرض وقرر المتظاهرون استمرار تظاهرهم أمام مجلس المدينة وكثف الأمن من قواته، تحسبا من وقوع مشاحنات واحتكاكات مع المتظاهرين في الساعات الاخيرة.
حملة اعتقالات
وكان نشطاء وحقوقين شاركوا في التظاهرات ، قالوا إن قوات الأمن اعتقلت أكثر من ألف متظاهر اليوم ، الا انها بدات مع حلول المساء الافراج عن عدد منهم بإلقائهم من سيارات الترحيلات في أماكن متطرفة خارج القاهرة والمدن المختلفة، منهم 13 ناشطا قذفت بهم في طريق مصر الإسماعيلية.
وشهدت تظاهرات القاهرة، التي تنقلت بين العديد من الميادين والأحياء، العدد الأكبر من الاعتقالات، بعدما استخدم الأمن القنابل المسيلة للدموع والهراوات وخراطيم المياه لتفريق المتظاهرين.
وحاصر آلاف المتظاهرين مبنى مجلس الشعب والشورى وحاولوا اخترقوا الكردون الأمني المحيط بهما، مما دفع الشرطة لاعتقال العشرات منهم. كما اعتقل عشرات آخرون في مظاهرة ميدان التحرير ، فيما اعتقل مراسل لبوابة الوفد وعدة نشطاء للحزب في مظاهرة بدوران شبرا.
واشتبك عناصر فرقة الكاراتية التابعة لقوات الأمن المركزي مع المتظاهرين أمام مجلس الشعب، كما لوحظ وجود عناصر من الشرطة النسائية، التي تعاملت بخشونة مع متظاهرات في شارع القصر العيني.
هتافات الغضب
شكلت "ثورة الياسمين" التي انطلقت في تونس واطاحت بالرئيس زين العابدين بن علي في 14 يناير الملهم الأول لهتافات المصريين ، فامام دار القضاء العالي وسط القاهرة هتف المتظاهرون "تونس هي الحل" و"تونس مش أحسن من مصر" و"يسقط يسقط حسني مبارك".
"بن على بيناديك.. فندق جدة مستنيك" .. هكذا كانت هتافات المتظاهرين في السويس في اشارة الى هروب الرئيس التونسي من بلاده الى مدينة جدة السعودية في وجه مظاهرات احتجاج عنيفة.
وشارك أكثر من ألف محتج في مدينة المنصورة رددوا خلالها هتافا يقول "حسني مبارك بره بره قبل ما تقلب تبقى ثورة" ، وهي نفس الاحتجاجات التي اطلقها التونسيون قبل هروب بن علي ،
وفي دمياط ، رفع مئات المتظاهرين لافتات تقول "لكل ظالم نهاية" و"كفاية 30 سنة فقر" و"كفاية 30 سنة ذل" ، كما رددوا هتافات "يا جمال قول لابوك كل الشعب بيكرهوك".
وردد المتظاهرون في مدينة المحلة الكبرى "قولوا للشرطة قولوا للجيش موش لاقيين رغيف العيش" و"يا زين قول لمبارك الطيارة في انتظارك" و"قول لي مين في الشعب اختارك.. يسقط يسقط حسني مبارك".
وهتف متظاهرون أمام دار القضاء العالي بوسط العاصمة قائلين "يسقط يسقط حسني مبارك" وكان يحيط بهم طوق من أفراد الشرطة. وتم تشديد الاجراءات الامنية في أنحاء القاهرة حتى لا تجتذب الاحتجاجات أعدادا كبيرة.
[b]بوابة الوفد
[/b]