كنوز النت الإسلامية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

كنوز النت الإسلامية

منتديات كنوز النت الإسلامية لنشر علوم الدنيا والدين
 
الرئيسيةبوابة كنوز النتمكتبة الصورس .و .جبحـثالأعضاءالمجموعاتالتسجيلدخول

 

 يومَ لا ينفعُ مالٌ ولا بنون

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد الشرقاوى
مشرف المنتديات العامة
مشرف المنتديات العامة
أحمد الشرقاوى


ذكر عدد الرسائل : 224
تاريخ الميلاد : 06/10/1980
العمر : 44
نقاط : 5828
تاريخ التسجيل : 30/06/2010

يومَ لا ينفعُ مالٌ ولا بنون Empty
مُساهمةموضوع: يومَ لا ينفعُ مالٌ ولا بنون   يومَ لا ينفعُ مالٌ ولا بنون Emptyالخميس 13 يناير 2011, 12:19 am

يتكلم عن يوم القيامة وما يحدث فيه من
أهوال و عظائم تجعل النفوس ترجُف خوفًا، فعليك أن تعلم أيا رعاك الله
أنَّك مودعٌ لهذه الدنيا لا محالة فإما لجنةٍ أو لنار ونسأل الله يجيرنا من
هذه النار ، وإياك و الركون إلى الدنيا و التعلق بها وبملذاتها و إياك
وطول الأمل ، فإنه مهلكٌ لك لا محاله ...

وتذكر قول الله تعالى : ( وفرحوا بالحياة الدنيا وما الحياة الدنيا في الآخرة إلا متاع )



--------------------------------------------

نبدأ مستعينين بالله عزَّ وجل بذكر أوَّل منازل الآخرة ألا وهي :

]القبـــر|

إن الإنسان عندما تأتيه الغرغرة و يُغلق باب التوبة
وتأتيه ملائكة العذاب أو الرحمة وتقبض روحه ثم يُجرُّ إلى قبره
تتبعه ثلاثة أشياء تذهب اثنتان وتبقى واحدة
يتبعه أهله وماله وعمله ، فيذهب أهله وماله ويبقى عمله

قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم - : ( يتبع الميت ثلاث ، فيرجع اثنتان
ويبقى واحد ؛ يتبعه أهله وماله وعمله ، فيرجع أهله وماله ويبقى عمله ) [
البخاري ]

ثم بعد أن يوضع الميِّت في القبر يُضغط ضغطةً لتختلف فيها أضلاعه حتى وإن كان صالحًا

عن عائشة –رضي الله عنها- قالت : قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم- : ( إن
للقبر ضغطةً لو نجا منها أحد لنجا منها سعد بن معاذ ) [ رواه أحمد ]

ثم يأتي المَلَكان منكرٌ ونكير ، أصواتهما كالرعد القاصف
و أبصارهما كالبرق الخاطف ، يجريان كالريح العاصف
معهما مرزبة من حديد لو اجتمع عليها أهل الأرض لم يحركوها
فيسألان العبد عن دينه وعن نبيهوعن ربه فالمؤمن التقي العابد يجيب بلا فزعٍ
ولا خوف ، أما الفاجر الكافر فلا جواب ولا كلام

قال –صلى الله عليه وسلم - : ( ويأتيه ملكان فيُجلسانه فيقولان : من ربُّك ؟
فيقول : ربي الله ، فيقولان ما دينك ؟ فيقول : ديني الإسلام ، فيقولان :
ما هذا الرجل الذي بُعث فيكم ؟ فيقول : هو رسول الله ، فيقولان له : وما
يدريك ؟ قال : قرأت كتاب الله فآمنت وصدقت )

وقال ( في الكافر ) : ( وتعاد روحه في جسده فيجلسانه فيقولان : من ربك ؟
فيقول : هاه هاه ، لا أدري . فيقولان : ما هذا الرسول الذي بُعث فيكم
فيقول : هاه هاه ، لا أدري قال فينادي مناد أن كذب عبدي فأفرشوه من النار و ألبسوه من النار ، وافتحوا له بابًا إلى النار )

وقال ابن عباس –رضي الله عنه- في قوله تعالى : [ كلا سوف تعلمون ] ما ينزل بكم من العذاب في القبر

وقوله : [ ثم كلا سوف تعلمون ] يعني في الآخرة إذا حل بكم العذاب . فالأول في القبر والثاني في الآخرة فالتكرير للحالتين ..


وتختِلف أصناف العذاب بحسب المعاصي و السيئات ، فمن السيئات التي يُعذَّب عليها في القبر :

عدم الاستتار من البول ، السعي بالنميمة ، الكذب ، عدم العمل بالقرآن –لمن
علمه- ، الزناة ، آكل الربا، المشتغل بالغيبة [آكل لحوم الناس]


وهذه الأصناف تكون في البرزخ فالإنسان منذ أن يموت حتى يُبعث فهو في البرزخ سواءً أكان مؤمنًا أو كافرًا

والبرزخ هو : الحاجز بين شيئين ، قال مجاهد : هو مابين الموت و البعث

ثم يَبْلى الإنسان و يذهب كل عضو في جسده ماعدا عظمةٍ واحدة هي عجْبُ الذنب فمنها يعيد الله الخلق يوم القيامة

عن أبي هريرة قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : ( كل ابن آدم يأكله التراب إلا عجب الذنب منه خلق ومنه يُركَّب )

ثم يبقى الناس في البرزخ حتى ينفخ في الصور و يُبعث الناس .

ثم يُنفخ في الصور نفخة ، فيصعق جميع من في السماوات و الأرض و يهلكون

قال تعالى : [ كل من عليها فان * ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام ]

ثم يقبض الله جل علاه الأرض يوم القيامة و يطوي السماء ثم يقول : أنا الملك أين الجبارون ؟ أين المتكبرون ؟[ مسلم]

وفيه تعالى يقول : [ لمن الملك اليوم ] ثم يجيب نفسه المُقدَّسة بقوله : [ لله الواحد القهار ]

وما بين النفختين الأولى و الثانية أربعون عامًا
عن أبي هريرة –رضي الله عنه- مرفوعًا : ( ما بين النفختين أربعون ) .... [ مسلم ]


البعــــث |~

قال تعالى : [ ونفخ في الصور فإذا هم من الأجداث إلى ربهم ينسلون ]

فيخرج أهل القبور ، بعد أن يعيد الله الرفات من أبدان الأموات ويجمع ما تفرق منها في البحار وبطون السباع

وغيرها ، حتى تصير كهيئاتها الأولى ، ثم يجعل فيها الأرواح فتقوم الناس كلهم أحياء حتى السقط [ هو الذي تمَّ خلقه ونفخ فيه الروح ]

وتكون كمثل سحابةٍ مملوءة بالماء أتت إلى أرضٍ ميتة ليس فيها حياة فأنزل الله المطر فأخرجت من كل الثمرات

قال تعالى : [ وهو الذي يرسل الرياح بُشرًا بين يدي رحمته حتى إذا أقلت
سحابًا ثِقالاً سُقناه لبلدٍ ميت فأنزلنا به الماء فأخرجنا به من كل
الثمرات كذلك نخرج الموتى لعلكم تذكرون ]

ويُحشر الناس على أرض المحشر حُفاة عراة غرلا

عن ابن عباس –رضي الله عنه- قال : قام فينا رسول الله –صلى الله عليه وسلم-
فقال : ( أيها الناس إنكم تحشرون إلى الله حُفاة عراة غُرلا [ كما بدأنا
أول خلق نعيده وعدًا علينا إنا كنا فاعلين ] ألا وإن أول الناس يُكسى يوم
القيامة إبراهيم عليه السلام ، ألا وإنه يؤتى برجال من أمتي فيؤخذ منهم ذات
الشمال ، فأقول : يا رب أصحابي ! فيقول : إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك ) [
أخرجه البخاري ]

وتدنو الشمس يوم القيامة من الخلائق حتى تكون قَدر ميل فلا تسَل حينها عن حرِّها و عذابها

عن أبي هريرة –رضي الله عنه – أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- قال : (
يعرق الناس يوم القيامة حتى يَذهب عرقهم في الأرض سبعين ذراعًا ويُلجِمُهُم
حتى يَبُلغَ آذانهم ) [ متفق عليه ]

وعن المقداد بن الأسود –رضي الله عنه- قال : سمعت رسول الله –صلى الله عليه
وسلم- يقول : ( تُدنى الشمس يومَ القيامة من الخلق حتى تكون منهم كمقدارِ
ميل ، فيكون الناس على قدر أعمالهم في العَرقِ ، فمنهم من يكون إلى كعبيه
ومنهم من يكون إلى رُكبتيه ومنهم من يكون إلى حقْويه ومنهم من يُلجِمُه
العرق إلجامًا ) [ رواه مسلم ]
–الحقو : أي الخَصْر ومعقد الإزار من الجَنْب . –

ويومئذ تنشق السماء وتتناثر النجوم وتطمس الشمس ، و القمر وتذوب الجبال وتُسعَّر البحار وتُقرَّب الجنة والنار

ثم يُهرع الناس بطلب الشفاعة إلى أنبيائهم ، كلهم يتدافعونها حتى تنتهي إلى رسول الله –صلى الله عليه وسلم-
عن ابن عمر –رضي الله عنهما- قال : (إن الناس يصيرون يوم القيامة جثيًا كل
أمة تتبع نبيها تقول : يا فلان اشفع ، يا فلان اشفع ، حتى تنتهي الشفاعة
إلى النبي –صلى الله عليه وسلم- ) [ رواه البخاري ]


الحســـاب |~

ثم تتطاير الصحف فمنهم من يأخذها بيمينه ومنهم من
يأخذها بشماله من وراء ظهره ، ويُحاسب الله الناس على ما كان من العمل ،
والحساب في اللغة: العد.

واصطلاحا: تعريف الله الخلائق مقادير الجزاء على أعمالهم، وتذكيره إياهم ما قد نسوه

ومن الأدلة على ذلك قول الله تعالى: [ يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ
جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ ]
وقد أخبر الله -سبحانه وتعالى- أن المؤمن يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا

ثم يقتص ممن أخذ حقوق غيره حتى أن الشاة الجلحاء ( التي ليس لها قرن ) لتقتص من الشاة القرناء

قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم- : ( من كانت عنده مظلمة لأخيه من عرضِه
أو شئ فليتحلله منه اليوم قبل أن لا يكون دينار ولا درهم ، إن كان له عمل
صالح أخذ منه بقدر مظلمته و إن لم يكن له حسنات أُخذ من سيئات صاحبه فحُمل
عليه ) [ أخرجه البخاري ]

ثم يَرِدُ المؤمنون حوض النبي –صلى الله عليه وسلم-
في الجنة وورود الحوض يكون قبل الصراط و الميزان

عن أنس –رضي الله عنه – قال : بينما رسول الله –صلى الله عليه وسلم- ذات
يوم بين أظهرنا إذ أغْفى إغفاءة ، ثم رفع رأسه متبسمًا فقلنا : ما أضحكك يا
رسول الله ؟ قال يومَ لا ينفعُ مالٌ ولا بنون Frown
نزلت عليَّ آنفًا سورة ، فقرأ : [ إنا أعطيناك الكوثر فصل لربك و انحر إن
شانئك هو الأبتر ] ثم قال : أتدرون ما الكوثر ؟ قلنا : الله ورسوله أعلم
قال : نهر وعدنيه ربي عليه خير كثير ، هو حوض ترد عليه أمتي يوم القيامة
آنيته عدد النجوم ، فيختلج العبد منهم فأقول : يا ربِّ إنهم من أمتي ،
فيقال ما تدري ما أحدثوا بعدك ) [ رواه مسلم ]

و إذا انقضى الحساب ؛ كان بعده وزن الأعمال ، لأن الوزن للجزاء ، فينبغي أن
يكون بعد المحاسبة ، فإن المحاسبة لتقرير الأعمال ، و الوزن لإظهار
مقاديرها ، ليكون الجزاء بحَسَبِها .

قال تعالى : [ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفسٌ شيئًا ]

ثم يجمع الله الناس فيقول : من كان يَعْبُد شيئًا فلْيَتبعه ، ثم يؤتى بالجسر بين ظهري جهنم ، وهذا هو الصراط .

عن أبي هريرة –رضي الله عنه- أن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال يجمع الله
الناس يوم القيامة في صعيد واحد ثم يطلع عليهم رب العالمين فيقول : ألا
ليتبع كل إنسان ما كان يعبد ، فيُمثَّل لصاحب الصليب صليبه ، ولصاحب
التصاوير تصاويره ، ولصاحب النار ناره ، فيتبعون ما كانوا يعبدون ويبقى
المسلمون...) [الترمذي وصححه الألباني ]



الصــــراط |~

هو : قنطرة جهنم بين الجنة و النار ، وخلق من حين خلقت جهنم .

فمن الناس من يقطع الصراط كالبرق الخاطف ومنهم كمر الريح ومنهم كمر السحاب
ومنهم كمر أجود الخيل ومنهم كمر الطير ومنهم من يقطعه عدوًا حتى يأتي آخرهم
يُسحب سحبًا ..

قال-صلى الله عليه وسلم – حينما سُئل عن الصراط : ( دحض مزلة فيه خطاطيف وكلاليب ) [ البخاري ]

ثم بعد أن يَجاوزوا الصراط يحبسون على قنطرة بين الجنة و النار فيقتص
لبعضهم من بعض مظالم كانت بينهم في الدنيا ، حتى إذا هُذِّبوا وطُيِّبوا
قالت لهم الملائكة : ( سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين ) [الزمر]


ثم إذا دخل أهل النارِ النار و أهل الجنةِ الجنة جئ بالموت على هيئة كبش بين الجنة و النار ثم يُذبح فينادي منادي :

يا أهل الجنة خلود فلا موت و يا أهل النار خلودٌ فلا موت .





شفــاعـات النبي صلى اللهـ عليهـ و سلمـ |~

الشفاعة الأولى: وهي الشفاعة في أهل الموقف، أن يقضى
بينهم، وتسمى الشفاعة الكبرى، وهي المقام المحمود الذي امتن الله به عليه
في قوله: [ وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ
يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا ] وفي الحديث [من قال حين يسمع
النداء اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمدا الوسيلة
والفضيلة وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته ] .

والشفاعة الثانية: شفاعته في أهل الجنة أن يدخلوا الجنة، ويجري نحو ما جرى
من تدافع وتراجع الأنبياء عن الشفاعة في ذلك، فيشفع أيضا لأهل الجنة أن
يدخلوا الجنة، وفي كل ذلك إظهار لشرفه صلى الله عليه وسلم، وإعلاء لقدره،
وإظهار لكرمه على ربه.

والثالثة: الشفاعة في أهل الكبائر فيشفع فيمن استحق النار ألا يدخلها ويشفع
فيمن دخلها أن يخرج منها، وهذه الشفاعة تكون لغيره من الأنبياء والصديقين
والصالحين والملائكة .



صفــة النــار |~

ذكر الله عز وجل النار في كتابه ، ووصفها على لسان
نبيه –صلى الله عليه وسلم - ، ونعتها فقال عز من قائل : [ كلا إنها لظى
نزاعةً للشوى ]

وقال تعالى [ وإذا الجحيم سُعرت ] و قال أيضًا : [ فاتقوا النار التي وقودها الناس و الحجارة أعدت للكافرين ]

إلى غيرها من الآيات ..

ولها سبعة أبواب لقوله تعالى : [ لها سبعة أبواب * لكل بابٍ منهم جزءٌ مقسوم ]
وقيل في تفسير الآية :[لها سبعة أبواب] ، من الكفار و المنافقين و الشياطين ، وبين الباب و الباب خمسمائة عام

فالباب الأول : يُسمى جهنم ، لأنه يتجهم في وجوه الرجال و النساء فيأكل لحومهم وهو أهْوَنُ عذابًا من غيره

والباب الثاني : يقال له لظى ، نزاعة للشوى ، أكلة اليدان و الرجلان تدعوا من أدبر عن التوحيد

والباب الثالث : يقال له سقر ، وسمي سقر لأنه يأكل اللحم دون العظم

والباب الرابع : يقال له الحطمة ، تحطم العظام وتحرق الأفئدة وتحرق الوجوه والأيدي
والأبدان ، قال تعالى : [إنها ترمي بشرر كالقصر كأنه جمالت صفر ] و قال أيضًا : [ التي تطلع على الأفئدة ]

أما الباب الخامس : يقال له : الجحيم ، و إنما سُمي جحيمًا لأنه عظيم الجمرة ، و الجمرة الواحدة أعظم من الدنيا

و الباب السادس : يقال له : السعير ، وسمي السعير لأنه يُسعر بهم ولم يُطفأ منذ خلقه الله

والباب السابع : الهاوية ، من وقع فيه لم يخرج منه أبدًا

و أبواب النار حديد ، فرشها الشوك ، غشاوتها الظلمة ، النار من فوقهم ومن
تحتهم - قال تعالى – [ لهم من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلل ]

وذكر ابن عباس –رضي الله عنه – أن جهنم سوداء مظلمة لا ضوء لها ولا لهب ....

والنار دركات ( منازل ) لقوله تعالى : [ إن المنافقين في الدرك الأسفل من
النار ] وهي سبع دركات و الدرك هو كل ما تسافل [ للنزول ] ، فالنار دركات
والجنة درجات [ للعلو ] وعليها تسعة عشر ملكًا يحرسونها .



صفـــة الجنـــة |~

وصَف الله تعالى الجنات في كتابه وصفًا مُقام العين
في غير ما سورة من القرآن ، و أكثر من الوصف في سورة الواقعة و الرحمن و
الغاشية و كذلك الإنسان ، وبيَّن ذلك أيضًا نبينا محمد –صلى الله عليه وسلم
– بأوضح بيان ..

إنها الجنة .. فيها ما لا عينٌ رأت و لا أذن سمعت و لا خطر على قلب بشر –كما ورد في الحديث القدسي –

قال تعالى : [ فلا تعلم نفسٌ ما أخفيَ لهم من قُرَّةِ أعْيُن ] فمهما قلنا
ومهما وصفنا ، سنبقى في حدود ما أُخبر منها ، وهوَ القليل القليلُ بالنسبة
إلى ما أعد الله للمؤمنين فيها ..

بناؤها الذهب و الفضة ، تُرابها الزعفران ، وحصاها الياقوت و اللؤلؤ ، وبلاطها من المسك .. !

عن أبي هريرة –رضي الله عنه – قال : ( قلت : يا رسول الله ؛ الجنة ما
بناؤها ؟ قال : لبِنةٌ من فضة ، ولبنة من ذهب ، بلاطها المسك الأذفر ،
وحصباؤها اللؤلؤ و الياقوت ، وتربتها الزعفران ، من دخلها ينعم لا يبأسُ ،
ويخلد لا يموت ، لا تُبلى ثيابهم ، و لا يفنى شبابهم ) [ أخرجه الترمذي و
أحمد ]

فيها أنهار جارية و ثمارٌ قريبة دانية ، أشجارٌ ظليلة وحورٌ جميلة ، تلذُّ
النفس عند ذكرها و لم تَذُقها ولم ترها فكيف لها لو عاشتها ..

وعن ابن عباس –رضي الله عنه – أنهم قالوا لرسول الله –صلى الله عليه وسلم-
في صلاة الكسوف : يا رسول الله إنا رأيناك تناولت في مقامك شيئًا ، ثم
رأيناك تكعكعت ؟ فقال : (( إني رأيت الجنة فتناولت منها عنقوداً ، ولو
أخذته لأكلتم منها ما بقيت الدنيا )) [ مسلم ]

وفي الجنة يُحَل الحرير و الخمر ، فيشرب أهل الجنة من نهرٍ من الخمر ، و يلبسون ثيابًا من سندس و استبرق

وفي الجنةِ غُرف لا ينالها إلا المؤمنون المتقون الصالحون الأبرار ..

عن سهل بن سعد – رضي الله عنه – أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم – قال :
(( إن أهلَ الجنة ليَتراءون أهل الغرف من فوقهم كما تتراؤون الكوكب الدري
الغائر في الأفق من المشرق أو المغرب لتفاضل ما بينهم )) قالوا : يا رسول
الله ؛ تلك منازل الأنبياء لا يبلغها غيرهم ؟ قال : ((بلى و الذي نفسي بيده
؛ رجال آمنوا بالله وصدقوا المرسلين ))
وهذه الغرف مختلفة في العلو و الصفة بحسب اختلاف أصحابها في الأعمال ، فبعضها أعلى من بعض و أرفع ..



خـــاتمـــة |~

أسأل الله العلي القدير أن أكون قد استوفيت ما لي وما علي في كتابة هذا
الموضوع أسأل الله أن يمدني برحمةٍ منه و ثباتٍ على الدين
وعذرًا على قصور الدرس .. فقد جاء على عُجالة عسى أن يكون نافعًا ليَ ولكم وعبرةً بإذن الله
هذا وصلى الله وسلم على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين ..


المرجـــع|~
1- كتاب التذكرة في أحوال الموتى وأمور الآخرة [ القرطبي ]
2- كتاب البحور الزاخرة في علوم الآخرة



اللهم اغفر والدتى اللهم امين
[/size]

_________________

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
يومَ لا ينفعُ مالٌ ولا بنون
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
كنوز النت الإسلامية :: © الأقسام الإسلامية © :: ©المنتدى الإسلامي العام©-
انتقل الى: